كشف الملاكم الدولي لياس عدادي في حواره مع يومية «المساء»، أن لا شيء يسير على ما يرام في صفوف المنتخب الوطني للأكابر، ويتعدى في كلامه إلى غاية الحديث عن وجود لا مبالاة كبيرة من مسؤولي الاتحادية تجاه الفريق الوطني. كما كشف محدثنا أنه سيدخل في الأيام القليلة القادمة، الملاكمة الاحترافية. ويُعد لياس عدادي من الملاكمين البارزين على مستوى ولاية البليدة، وينتمي إلى نادي الاتحاد الرياضي لبلدية الشفة منذ اختياره ممارسة رياضة الفن النبيل. المساء: ما هو وضعك الحالي بعد مشاركتك في الألعاب الأولمبية الأخيرة؟ لياس عدادي: لازلت في صفوف الفريق الوطني، حيث استُدعيت من جديد إلى صفوفه لإجراء تربص ابتداء من يوم الثلاثاء القادم بالشراقة. هي العودة الأولى إلى أجواء التربصات بعد انتهاء منافسات الألعاب الأولمبية التي بلغت فيها أدوار ثمن النهائي. ولم يسعفني الحظ في هذا الدور لكوني وقعت مع بطل العالم في الوزن الذي أنافس فيه، فضلا عن أنني كنت أعاني من إصابة، وأدى ذلك إلى خروجي من المنافسة. ❊ لكن كيف تفسر عدم بروز الملاكمة الجزائرية على غير العادة في الألعاب الأولمبية؟ ❊❊ هناك عدة عوامل تلعب دورا كبيرا في نجاح أو خسارة الملاكم عند مشاركته في مثل هذه الدورة الدولية، تأتي في مقدمتها قوة أو ضعف المنافس المباشر لك. أنا شخصيا لم يكن الحظ حليفي بريو دي جانيرو، حيث وقعت في الدور ثمن النهائي مع ملاكم من كازاخيستان، وهو حامل للقب العالمي. أضف إلى ذلك الأدوار السلبية التي يلعبها الحكام في كثير من المنازلات، مثلما حدث في الدورة الأولمبية لريو دي جانيرو، حيث كانت قراراتهم غير منطقية في كثير من المنازلات. ❊ بعد دورة الألعاب الأولمبية بريو دي جانيرو، كيف هي الأوضاع داخل الفريق الوطني؟ ❊❊ صراحة، الأوضاع لا تبعث على الارتياح داخل صفوف التشكيلة الوطنية. هناك عدة أمور غير عادية جعلتني لا أرتاح لها، مثلا نتقاضى نحن الملاكمين الدوليين مبلغا ماليا صغيرا جدا أثناء استدعائنا إلى التربصات. قيمة المبلغ لا تتعدى 800 دج في اليوم الواحد، وهذا المبلغ يُعد بالنسبة لنا كملاكمين دوليين، ضعيفا جدا إن لم أقل إنه يحط من قيمتنا ومعنوياتنا. ❊ لكن ربما الاتحادية تفتقر إلى الأموال؟ ❊❊ الهيئة الفيدرالية كمسؤولة مباشرة عن الفريق الوطني، مجبرة على توفير حقوق ملاكميه، والحقيقة أن الاتحادية مقصّرة كثيرا في هذا الجانب، بل هي فاشلة مادامت لم تتمكن من استقدام الممولين إلى الفريق الوطني، وهذا الوضع غير منطقي، وكثيرا ما يعترف مسيروها بفشلهم أمام الملاكمين الدوليين، ويقولون لهؤلاء إنه يتعين عليكم الصبر أو تدبير أحوالكم! قد يتصور الشعب الجزائري أن الملاكمين الدوليين يستلمون حقوقهم بدون أي مشكل، لكن تصوره يبقى بعيدا عن الواقع المعيش من طرف عناصر الفريق الوطني، التي لم تقبض أي سنتيم منذ مشاركتها في الألعاب الأولمبية الأخيرة التي جرت بالبرازيل. ❊ لقد تقبلتم هذا الوضع بدون أي احتجاج، كيف ذلك؟ ❊❊ لم نحتجّ لأن وزارة الشباب والرياضة على اطلاع جيد بوضعيتنا. الوصاية نفسها لم توف بوعودها تجاه الملاكمين الدوليين. لقد وعدت الكثير منا بانخراطنا في العمل الرياضي من خلال تعييننا في منصب مربّ رياضي للنخبة، لكي نخرج من البطالة التي نعاني منها منذ عدة سنوات. الوعود بقيت بدون تطبيق منذ عهد جيار الوزير السابق للشباب والرياضة. ❊ كيف تعيش هذه الوضعية أنت شخصيا؟ ❊❊ لقد ضيعت دراستي من أجل الفريق الوطني. وبصفتي ملاكما دوليا من البليدة، فإنه من الواجب على مسؤولي هذه الولاية دراسة حالتي، لا سيما أنني ملاكم دولي حامل لعدة ألقاب على المستوى العربي والإفريقي والدولي. لقد اجتهدت كثيرا لتشريف هذه الولاية، ولا بد على مسؤوليها أن ينظروا إلى حالتي الاجتماعية الصعبة التي أعيشها؛ حيث أعاني من أزمة السكن والبطالة. لقد وضعت آمالا كبيرة على الزيارة الأخيرة التي قام بها رئيس الحكومة عبد المالك سلال إلى ولاية البليدة، وظننت أنها ستكون فرصة لي لحل مشاكلي الاجتماعية، لكن مسؤولي الولاية رفضوا تلبية مطالبي، وكل ما حصلت عليه هو استلامي شهادة شرف من قبل الوزير الأول. ❊ علمنا مؤخرا أنك ستختار الاحتراف، هل هذا صحيح؟ ❊❊ بالفعل، لقد قررت خوض تجربة احترافية بعدما فكرت مطولا وبعد استشارة محيطي القريب. لديّ في هذا الشأن اقتراح من السيد قنيف، وهو المناجير السابق للبطل بن قاسمية، وسأواجه عن قريب ملاكما فرنسيا. هي مغامرة مفروضة عليّ بعدما أحسست بمعاناة كبيرة في ملاكمة الهواة، ليس لي ما أخسره، وربما سأنجح في الملاكمة الاحترافية التي أدرك أن طريقها صعب للغاية، وسأحاول فرض نفسي بالإرادة والعزيمة. ❊ أنت الآن في تربص مع الفريق الوطني، ماذا تحضّرون؟ ❊❊ يدخل هذا التربص في إطار التحضيرات الدورية للمنتخب الوطني. ويُعد هذا التربص أول تجمع للنخبة بعد مشاركتها في دورة الألعاب الأولمبية بريو دي جانيرو. لدينا مقابلات هامة في السداسي الثاني من السنة الجارية، منها بطولتا العالم وإفريقيا والألعاب الإفريقية.