نظمت جمعية 8 ماي 45، صبيحة أول أمس، ندوة تاريخية حول الذكرى بقاعة "الجزائرية" بالعاصمة، تم خلالها سرد وقائع وشهادات عن ذلك اليوم الدموي الذي راح ضحيته جزائريون ذنبهم الوحيد أنهم رفضوا قمع واستغلال الفرنسيين. بحضور شخصيات سياسية وفكرية وجمع من الطلبة الشغوفين بمعرفة المزيد من الحقائق عن 17 أكتوبر 61 الذي يظل عدد ضحاياه مجهولا إلى يومنا فبين تصريحات القوات الفرنسية بسقوط 200 ضحية فقط وبين شهادات المجاهدين والمتظاهرين الذين عايشوا الحدث أكدوا أن ذلك اليوم الدموي حصد أرواح أكثر من 500 شهيد، لتبقى جريمة 17 أكتوبر جريمةً ضد الانسانية على فرنسا الاعتراف بها وعدم القفز على حقائقها. وقد كشفت السيدة عقيلة وارث التي عايشت الأحداث كونها كانت تحت لواء فيدرالية الأفلان بفرنسا، عن بعض الوقائع، حيث تطرقت إلى ظروف تنظيم هذه المظاهرات السلمية والتي جاءت للتأكيد على رفض الجزائريين قرارات السفاح "بابون" الذي أراد التميز في بلد كان ينادي بالمساواة وحرية التعبير، كما تطرقت المتحدثة إلى دور الجزائريات وصمودهن يوم 19 أكتوبر بعدما خرجن للتصدي لقمع وهجمية المستعمر الفرنسي حيث طالبنا بضرورة الإفراج عن المعتقلين ونددن بالمجازر التي استشهد على إثرها متظاهرون إما جراء رميهم بنهر السين أو رميا بالرصاص فحتى الجرحى الذين تم نقلهم للمستشفيات إثر إصابتهم تم التخلص منهم عمدا في منتصف الطريق. من جهته قدم الأستاذ كمال بوقصة قراءة تاريخية للأحداث مؤكدا أن تاريخ هذا اليوم غير مكتوب للأسف وعلى هذا الأساس يعتبر تاريخ 17، 18 و19 أكتوبر جزئيا ويعتبر الاطلاع على أرشيف فيدرالية الأفلان وأرشيف مصالح البوليس الفرنسي آنذاك الحل الوحيد لمعرفة كل الحقائق، فأحداث 17 أكتوبر حقيقة دموية يجب على فرنسا أن تعترف بها وبمدى همجيتها لأنها جزء لا يتجزأ من تاريخ الجزائري.