احتضن مقر المجلس الشعبي الولائي لتيزي وزو، أشغال ملتقى حول «بيير بورديو والمجتمع القبائلي « مؤخرا، اللقاء الذي نظمه المجلس الشعبي الولائي بالتنسيق مع مخبر اللغات والثقافات الأجنبية لجامعة مولود معمري وجمعية» التحدي» لايرجن، عرف مشاركة مجموعة أساتذة وباحثين جامعيين قدموا من مختلف الولايات منها بومرداس، العاصمة وتيزي وزو، إضافة إلى حضور أساتذة من كندا وجامعة فرنسا «8». وتطرقت السيدة نادية قادة، أستاذة بجامعة مولود معمري، في محاضرة حول «كيفية فهم أفكار بورديو، عبر نصوص فرعون « إلى مقارنة بين نظرة فرعون وبورديو للمجتمع القبائلي، حيث قالت أن الأول نقل ما عايشه من أحداث وفقا النظم والأسس التي تربى عليها، فكل ما يقوله ويراه نابع من قلب إنسان عاش وسط مجتمع ترعرع فيه، قائلة «أعمال فرعون تميزت بمسايرتها للوقائع السياسية وبتصويرها للمجتمع القبائلي بكل خصوصياته»، على عكس بورديو، الذي كانت له نظرة عين للمجتمع بناء على ما حكي له والتي تخص بعض الأمور فقط وليس كلها، كما أن هذا الأخير كان يجري مقارنة بين المجتمع التقليدي والعصري وفقا لما شاهده. من جهته الأستاذ عمر بلخير، تناول في محاضرته «المدرسة والتعسف الثقافي عند بيير بورديو»، حيث وصف هذا العالم الفرنسي المدرسة الذي ينظر إليها كوسيلة للهيمنة والتعسف الثقافي، على أن المدرسة كانت الفضاء الملائم لفرض التعسف الثقافي من خلال الإبقاء على الفوارق الاجتماعية، مشيرا إلى أن بورديو، كان ضد نظام تلقين المعلومات بفرض التعسف، وأنه كان يدعو إلى أن يكون التعليم أداة تعلم واكتساب المعارف وليس تكريس ثقافة السيطرة. وتطرق الأستاذ الجامعي بلقاسم مصطافي، في محاضرته التي حملت عنوان» إعادة النظر في عمل بيير بورديو، حول مسائل الصحافة»، إلى الدور الذي لعبه عالم الاجتماع الفرنسي بيير في جلب معارف عن المجتمع الجزائري، مؤكدا على أن العالم كان يكن الحب للجزائر التي اعتبرها بلده الثاني والذي كان وراء انجازه لعمله حول المجتمع الذي غاص فيه ليكتشف عمقه وينقل نظام تسييره، منوها بأن العالم كان متمسك بوطنه الثاني من خلال مواصلة البحث ومرافقة الجزائر في تطورها خاصة بعد العشرية السوداء. من جهته السيد محند اكلي رزيق، ممثل مخبر اللغات والثقافات الأجنبية، قال أن الملتقى المنظم من طرف المجلس الشعبي الولائي بالتنسيق مع مخبر اللغات والثقافات الأجنبية لجامعة تيزي وزو، حول نظرة وأعمال بيير بورديو، حول المجتمع القبائلي خاصة والتطرق لنظريته «خلقة» بصفة عامة، عرفت مشاركة باحثين وأساتذة تتلمذوا على يده اجتمعوا في أشغال هذا الملتقى للتوقف عند أعماله في محاولة لتحليل نظرته ودراسته في زوايا مختلفة خاصة علم اللغات، الأعراق البشرية الانتروبولوجية الوصفية وغيرها التي تقود إلى علم الاجتماع، مشيرا إلى أن بودريو، الذي جاء مع الاستعمار الفرنسي، خاض في أعماق المجتمع القبائلي في محاولة منه لمعرفة ميكانيزم المجتمع بغية إخراج معايير لاستغلالها كمنهجية لإنشاء نظريته «خلقة» اجتماعية، اقتصادية وغيرهما، حيث تناول مواضع عدة بناء على قاعدة معاشة مستخلصة من مجتمع له وجود. وقال المتحدث أن هذا الملتقى يهدف إلى التقرب من المجتمع المدني، الحركة الجمعوية مع فتح مجال للحوار ومناقشة أعمال عالم الاجتماع الفرنسي بورديو، في مجالات مختلفة الانتروبولوجيا، الاثنوغرافيا، المجتمع القبائلي وغيرها، معبرا عن أمله أن تدرس أعمال بورديو بكل أنحاء العالم مع فتح طرق للبحث لفائدة الباحثين الجامعيين الجزائريين»، مشيرا إلى أنه حان الوقت لفتح قنوات لتدريس أعمال بورديو خاصة في مجال المجتمعية.