أكد وزير الطاقة والمناجم السيد شكيب خليل بأن الجزائر ضمنت مداخليها المالية العادية من قطاع المحروقات لسنة 2008 والتي يصل حجمها إلى نحو 80 مليار دولار. مشيرا بأن هذه المداخيل المالية المحددة لهذه السنة مضمونة من قطاع المحروقات وفق التوقعات المحددة. وبخصوص انعكاس الأزمة الحادة التي تشهدها الأسواق المالية العالمية على هذه المداخيل مستقبلا أضاف الوزير في ندوة صحفية عقدها بقاعدة إرارة بحاسي مسعود نهاية الأسبوع في ختام جولته لعدد من المنشآت الطاقوية بهذه المنطقة بأنه قد يكون لها انعكاسات وذلك لما ستسببه من ركود اقتصادي الذي سينجم عنه بالضرورة انخفاض في الطلب على البترول في الأسواق الدولية. وأوضح وزير الطاقة والمناجم بأن منظمة الدول المصدرة للبترول أوبيك التي ترأسها الجزائر حاليا ستعقد سلسلة من الاجتماعات خلال الأيام القادمة للنظر في السبل الكفيلة بمواجهة مدى تأثير الاضطرابات التي تشهدها الأسواق المالية العالمية على أسعار البترول. وعلى صعيد آخر أكد السيد خليل بأن المشاريع الطاقوية الكبرى التي تشهدها منطقة حاسي مسعود البترولية حاليا تندرج في إطار ترقية قدرات الإنتاج سواء من البترول أوالكهرباء وبالتالي تحسين مداخيل الدولة، مضيفا بأن هذه المشاريع تحمل توجهات اقتصادية مستقبلية للبلاد مما يتطلب - كما قال- توخي العقلنة في تسيير هذه المنشآت الطاقوية. وأكد السيد خليل بأن حقل حاسي مسعود البترولي يتوفر على ثروات بترولية هائلة لازالت في حاجة إلى استغلال مستقبلا فضلا على أنه يحتوي على قدرات لا تقل أهمية من طاقة الغاز. مشيرا إلى تواصل العمل من أجل اكتشاف حقول بترولية أخرى من خلال الجهود التي تبذلها شركة سوناطراك بما يضمن استمرارية استغلال هذا الحقل الكبير الذي سيضمن لمدة تزيد عن 50 سنة على الأقل استغلال الثروات البترولية المتواجدة به. كما أبرز وزير الطاقة والمناجم التوجهات التي تعتمدها الوزارة بخصوص تكوين العنصر البشري العامل في المؤسسات البترولية بما يضمن تطوير القدرات والكفاءات من أجل التحكم في مختلف التكنولوجيات الحديثة. وبما يسمح أيضا بتمكين هذه المؤسسات من بلوغ مستوى من التنافسية التي تمكنها من اقتحام المزيد من الأسواق الاقتصادية العالمية. وبخصوص مشروع مدينة حاسي مسعود الجديدة أكد وزير القطاع بأن هذا المشروع يتجه بخطى ثابتة نحو التجسيد حيث ستوفر هذه المدينة كل شروط المعيشة التي تتطلبها الحياة المعاصرة فضلا على أنها ستوفر لإطارات قطاع المحروقات مرافق وهياكل للتكوين والبحث لتكون "قلب التكنولوجيات الحديثة". كما يشهد حقل حاسي الرمل الغازي حسب المسؤول جهودا مماثلة من أجل تطوير عمليات إنتاج الغاز وتوزيع وتصدير هذه الطاقة الحيوية. حيث أشار إلى أن هذا الحقل سيكون في المستقبل بمثابة خزان ضخم لكميات الغاز الذي سيستغل من الحقول الجديدة المكتشفة في جنوب الصحراء. كما تفقد الوزير خلال هذه الزيارة بحاسي الرمل أشغال المرحلة الثانية من مشروع انجاز ثلاث محطات لرفع ضغط مركبات تكرير الغاز التي وصلت نسبة تقدمها إلى 90 بالمائة والتي بلغت تكلفتها المالية ما يقارب 2.1 مليار دينار. علما أن هذه المحطات ستسلم مع نهاية السداسي الأول من السنة القادمة. وتوقف السيد خليل بمشروع توسيع مركز توزيع الغاز الذي ستصل طاقة إنتاجه إلى 150 مليار متر مكعب سنويا عند الانتهاء من أشغال توسيعه، والذي لا ينتج حاليا سوى 95 مليار متر مكعب في السنة للاستجابة لطلبات الزبائن على المستوى الوطني والدولي. وأوضح المسؤول بخصوص مشروع محطة إنتاج الكهرباء الهجينة (غاز-طاقة شمسية) بأنها تندرج في إطار الإستراتيجية المستقبلية المسجلة لإيجاد بدائل في توليد الكهرباء والاقتصار في استعمال طاقة الغاز في مجالات أخرى وكذا تلبية حاجيات الطاقة الصناعية. حيث بلغت نسبة انجاز هذه المحطة 35 بالمائة ومن المنتظر أن تسلم في أوت من سنة 2010.