أكد وزير الشؤون المغاربية والاتحاد الإفريقي وجامعة الدول العربية، عبد القادر مساهل، أمس من مالابو (غينيا الاستوائية) على «الأولوية القصوى» التي أولتها الجزائر منذ الاستقلال إلى عمقها الاستراتيجي العربي والإفريقي. وأوضح السيد مساهل في مداخلة له بالقمة الإفريقية-العربية الرابعة، التي يشارك فيها ممثلا لرئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة، أن الجزائر «أولت منذ استقلالها أهمية قصوى لعمقها الاستراتيجي العربي والإفريقي». وأضاف في هذا الصدد بأن الجزائر «لم تتوان في تقديم العون والمساعدة لمد جسور الإيخاء والتضامن مع دول القارة الإفريقية والعالم العربي»، مؤكدا «حرصها على دعم آليات التعاون العربي والإفريقي وتنفيذ استراتيجياته وخطط عمله بتسخير كافة الوسائل والإمكانيات المتاحة». ففي مجال التنمية البشرية والتكوين الجامعي، يقول مساهل إن «الجزائر قدمت آلاف المنح الدراسية سنويا لفائدة الطلبة الأفارقة والعرب، حيث تكوّن منذ الاستقلال في المعاهد والجامعات الجزائرية ما يتجاوز 65.000 طالب إفريقي»، مشيرا إلى «اعتزاز الجزائر بإسهام هؤلاء الطلبة في تنمية بلدانهم بما اكتسبوه من خبرات في الجزائر». وتابع السيد بن مساهل بأن الجزائر «انخرطت في برامج تنموية على المستويين الثنائي والمتعدد الأطراف في شتى المجالات الحيوية الأخرى التي تشمل الموارد المائية والزراعة والبنى التحتية، بالإضافة إلى تبادل الخبرات وإبرام اتفاقيات لتسهيل تدفق الأموال وحرية تنقل السلع والخدمات والأشخاص». وأضف الوزير أن «الجزائر تتطلع إلى تكثيف البرامج الثلاثية بفضل الموقع الاستراتيجي الذي تتمتع به كبوابة لإفريقيا من خلال المشاريع التي تبنتها والتي تؤثر بصفة ملموسة على الاندماج الإقليمي مثل الطريق العابر للصحراء الذي يربط الجزائر بلاغوس، وكذا انطلاق مشروع ميناء الوسط الذي من شأنه تسهيل تنقل البضائع وتشجيع قطاع الخدمات وجلب الاستثمارات الأجنبية للقارة الإفريقية». وفي هذا الشأن، ذكر السيد مساهل بأن الجزائر «وعملا بهذه النظرة الاستشرافية، ستحتضن يومي 3 و5 ديسمبر المقبل منتدى إفريقيا للاستثمار والأعمال الأول من نوعه، حيث سيجمع ممثلين عن الحكومات وكافة الشركاء الاقتصاديين والفاعلين بهدف تنسيق الجهود للنهوض بالاستثمار في إفريقيا وتعزيز المبادلات التجارية بالتعاون مع القطاع الخاص بما يحقق الاندماج الاقتصادي». حريصون على التعاون الإقليمي والدولي في مكافحة الإرهاب على صعيد آخر، أكد الوزير أن الجزائر، و«انطلاقا من حرصها على توطيد التعاون الإقليمي والدولي في مجال مكافحة الإرهاب، بذلت قصارى جهدها في مساعدة الدول الإفريقية والعربية من أجل تعزيز قدراتها وتبادل المعلومات للقضاء على الإرهاب وإحباط مخططاته». كما عملت الجزائر في هذا المجال على «تعزيز الأمن عبر الحدود للتصدي لأشكال الجريمة المنظمة وتهريب الأسلحة والمخدرات والاتجار بالبشر التي لها علاقة مؤكدة في تمويل الجماعات الإرهابية، كما تحتضن مقرات كل من المركز الإفريقي للدراسات والبحوث حول الإرهاب وأفريبول». دعوة البوليساريو والمغرب إلى حوار سياسي مباشر دعا وزير الشؤون المغاربية والاتحاد الإفريقي وجامعة الدول العربية، عبد القادر مساهل أمس، بمالابو جبهة البوليساريو والمغرب إلى «الشروع في حوار سياسي مباشر للسماح للشعب الصحراوي بتقرير مصيره وفقا للوائح وقرارات الأممالمتحدة». كما أشاد السيد مساهل في كلمته بمناسبة انعقاد القمة الإفريقية-العربية الرابعة، التي يشارك فيها ممثلا لرئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة «بالموقف الثابت للمجموعة الإفريقية الداعم للقضية الصحراوية». وأضاف أن هذا الموقف «مكّن من إفشال مناورات بعض الأطراف غير الإفريقية التي حاولت فرض وجهة نظرها». وبخصوص الأزمة في ليبيا، أشار السيد عبد القادر مساهل إلى أن «الجزائر ما فتئت منذ بداية الأزمة في هذا البلد الشقيق تسانده لتجاوز محنته من خلال الدعوة إلى اللجوء إلى المقاربة السياسية القائمة على الحوار الشامل بين كل أطياف الشعب الليبي وتبني المصالحة الوطنية ونبذ العنف بهدف الحفاظ على السلامة الترابية لليبيا وسيادتها وانسجامها الوطني». وأكد الوزير «اضطلاع الجزائر بمسؤولياتها كفاعل أساسي في المنطقة من أجل إحلال الأمن والسلام وتفادي نشوب النزاعات من خلال الحوار الشامل والحل السياسي والمصالحة الوطنية». وبشأن الأزمة في سوريا، أكد السيد مساهل أن «موقف الجزائر الثابت يدعو إلى الدفع بالمجهودات تجاه الحل السلمي وتغليب لغة الحوار وتبني المصالحة الوطنية بين السوريين كبديل وحيد لتسوية هذه الأزمة ومكافحة الإرهاب، بما يحفظ وحدة وسلامة سوريا ويكفل احترام اختيار الشعب السوري». كما جدد السيد مساهل بالمناسبة تأكيده «مساندة الجزائر للشعب الفلسطيني من أجل ممارسة حقوقه المشروعة وإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف».