دعا وزير الشؤون المغاربية والاتحاد الإفريقي وجامعة الدول العربية، عبد القادر مساهل أمس بمالابو جبهة البوليساريو والمغرب إلى “الشروع في حوار سياسي مباشر للسماح للشعب الصحراوي بتقرير مصيره وفقا للوائح وقرارات الأمم المتحدة”. كما أشاد مساهل في كلمته بمناسبة إنعقاد القمة الافريقية-العربية الرابعة، التي يشارك فيها ممثلا لرئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة ب«الموقف الثابت للمجموعة الافريقية الداعم للقضية الصحراوية”. وأضاف أن هذا الموقف “مكن من إفشال مناورات بعض الأطراف غير الإفريقية التي حاولت فرض وجهة نظرها”. بخصوص الأزمة في ليبيا أشار السيد عبد القادر مساهل الى أن “الجزائرمافتئت منذ بداية الأزمة في هذا البلد الشقيق تسانده لتجاوز محنته من خلال الدعوة إلى اللجوء إلى المقاربة السياسية القائمة على الحوار الشامل بين كل أطياف الشعب الليبي و تبني المصالحة الوطنية ونبذ العنف بهدف الحفاظ على السلامة الترابية لليبيا وسيادتها وانسجامها الوطني”. وأكد الوزير “إضطلاع الجزائر بمسؤولياتها كفاعل أساسي في المنطقة من أجل إحلال الأمن والسلام وتفادي نشوب النزاعات من خلال الحوار الشامل والحل السياسي والمصالحة الوطنية”. وبشأن الأزمة في سوريا أكد السيد مساهل أن “موقف الجزائر الثابت يدعو إلى الدفع بالمجهودات تجاه الحل السلمي وتغليب لغة الحوار وتبني المصالحة الوطنية بين السوريين كبديل وحيد لتسوية هذه الأزمة ومكافحة الإرهاب، بما يحفظ وحدة وسلامة سوريا ويكفل احترام اختيار الشعب السوري”. كما جدد مساهل بالمناسبة تأكيده “مساندة الجزائر للشعب الفلسطينيمن أجل ممارسة حقوقه المشروعة وإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف”. الجزائر أولت “أهمية قصوى” لعمقها الاستراتيجي العربي والإفريقي أكد وزير الشؤون المغاربية والاتحاد الإفريقي وجامعة الدول العربية، عبد القادر مساهل، أمس من مالابو (غينيا الاستوائية)على “الأولوية القصوى” التي أولتها الجزائر منذ الاستقلال الى عمقها الاستراتيجي العربي والافريقي. وأوضح مساهل في مداخلة له بمناسبة إنعقاد القمة الافريقية-العربية الرابعة، التي يشارك فيها ممثلا لرئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة، أن الجزائر “أولت منذ استقلالها أهمية قصوى لعمقها الاستراتيجي العربي والافريقي”. وأضاف في هذا الصدد بأن الجزائر “لم تتوان في تقديم العون والمساعدة لمد جسور الإيخاء والتضامن مع دول القارة الافريقية والعالم العربي”، مؤكدا “حرصها على دعم آليات التعاون العربي والافريقي وتنفيذ استراتيجياته وخطط عمله بتسخير كافة الوسائل والامكانيات المتاحة”. ففي مجال التنمية البشرية والتكوين الجامعي - يقول السيد مساهل - “قدمت الجزائر آلاف المنح الدراسية سنويا لفائدة الطلبة الأفارقة والعرب، حيث تكون منذ الاستقلال في المعاهد والجامعات الجزائرية ما يتجاوز 65.000 طالب إفريقي”، مشيرا الى “اعتزاز الجزائر بإسهام هؤلاء الطلبة في تنمية بلدانهم بما اكتسبوه من خبرات في الجزائر”. وتابع بن مساهل بأن الجزائر “انخرطت في برامج تنموية على المستويين الثنائي والمتعدد الأطراف في شتى المجالات الحيوية الأخرى التي تشمل الموارد المائية والزراعة والبنى التحتية، بالاضافة إلى تبادل الخبرات وإبرام اتفاقيات لتسهيل تدفق الأموال وحرية تنقل السلع والخدمات والأشخاص”. من جهة أخرى - يضيف الوزير - “تتطلع الجزائر إلى تكثيف البرامج الثلاثية بفضل الموقع الاستراتيجي الذي تتمتع به كبوابة لإفريقيا من خلال المشاريع التي تبنتها والتي تؤثر بصفة ملموسة على الاندماج الاقليمي مثل الطريق العابر للصحراء الذي يربط الجزائر بلاغوس وكذا وانطلاق مشروع ميناء الوسط الذي من شأنه تسهيل تنقل البضائع وتشجيع قطاع الخدمات وجلب الاستثمارات الأجنبية للقارة الافريقية”. وفي هذا الشأن، ذكر السيد مساهل بأن الجزائر “وعملا بهذه النظرة الاستشرافية، ستحتضن يومي 3 و5 ديسمبر المقبل منتدى افريقيا للاستثمار والأعمال، الأول من نوعه، حيث سيجمع ممثلين عن الحكومات وكافة الشركاء الاقتصاديين والفاعلين بهدف تنسيق الجهود للنهوض بالاستثمار في افريقيا وتعزيز المبادلات التجارية بالتعاون مع القطاع الخاص بما يحقق الاندماج الاقتصادي”. حريصة على تعزيز التعاون الاقليمي والدولي في مكافحة الإرهاب على صعيد آخر، أكد الوزير أن الجزائر “انطلاقا من حرصها على توطيد التعاون الاقليمي والدولي في مجال مكافحة الارهاب، بذلت قصارى جهدها في مساعدة الدول الإفريقية والعربية من أجل تعزيز قدراتها وتبادل المعلومات للقضاء على الارهاب واحباط مخططاته”. كما عملت الجزائر في هذا المجال على “تعزيز الأمن عبر الحدود للتصدي لأشكال الجريمة المنظمة وتهريب الأسلحة والمخدرات والاتجار بالبشر التي لها علاقة مؤكدة في تمويل الجماعات الارهابية، كما تحتضن مقرات كل من المركز الإفريقي للدراسات والبحوث حول الإرهاب وأفريبول.