لايزال سكان العاصمة في انتظار إفراج السلطات الولائية عن مشروع إنجاز مقابر جديدة، بعدما ضاقت أغلب المقابر بموتاها، وكان من المقرر إنجاز 10 مقابر كحل مؤقت، لكن المشروع لم ير النور إلى حد الآن بأغلب بلديات العاصمة. رئيس الدائرة التقنية للمؤسسة العمومية الولائية لتسيير الجنائز والمقابر كيدوش عبد العزيز، أوضح أن امتلاء مقابر العاصمة يعود لسنوات مضت، مبرزا أمثلة عن مقابر بلكور وسيدي امحمد والقطار التي لم يعد بالإمكان استيعابها أي قبور إضافية، مضيفا أن المقابر الجديدة هي الحل المناسب لهذه الوضعية. وستمكن مشاريع هذه المقابر العشرة الجاري التحضير لإنجازها، من مواجهة حالة الامتلاء هذه إضافة إلى مواقعها الملائمة للخريطة السكنية الجديدة بالعاصمة، والتي تتماشى مع عمليات الترحيل التي عرفتها الولاية منذ جوان 2014. وأضاف المسؤول أن منهجية العمل المتّبعة منذ استلام المؤسسة العمومية الولائية لتسيير الجنائز والمقابر مسؤولية كافة مقابر الولاية (123 مقبرة) نهاية سنة 2014، أصبحت أكثر تنظيما باستحداث أربعة أقطاب وتسع مناطق تدخّل من أجل تسهيل مهمة تسيير المقابر. ومكّن الغلاف المالي (قرابة 191 مليون دج) الذي تقدمت به الولاية إلى المؤسسة لحساب سنتي 2014-2015، من اقتناء العديد من الآليات والتجهيزات التي تدخل في إطار أشغال التهيئة الحالية للمقابر، يضيف المصدر. وذكر المتحدث أن عدد الموتى المدفونين بمقابر العاصمة خلال السنة الماضية، بلغ 6.134 ميت، فيما وصل عدد الموتى المسجلين والمدفونين إلى غاية نهاية شهر ماي المنصرم، إلى 3000 ميت. وأكد رئيس مصلحة المقابر بذات المؤسسة عبد الرحمن محمد، أن ملفات مشاريع هذه القبور تعرف تقدما ملحوظا، حيث انتهت الدراسة الخاصة بها، وتم تقديمها للجهة المكلفة بالإنجاز ممثلة في المديرية الولائية للميزانية. ويبقى الاستثناء - كما قال - في مشروع مقبرة بلدية المعالمة بسبب استغلال المساحة من قبل شركة عمومية لإنجاز طريق جديد، ومشروع مقبرة العاشور التي لم تنته بسبب عراقيل مرتبطة بموقع الأرضية المخصصة للمشروع. وعرفت سنة 2014 أيضا - استنادا إلى نفس المصدر - إنجاز برنامج رد الاعتبار والتهيئة للمقابر، بحيث انطلقت أشغال التهيئة عبر 19 مقبرة موزعة على 10 بلديات، على أن تشمل العملية تباعا، باقي مقابر الولاية. تجدر الإشارة إلى أن المؤسسة العمومية الولائية لتسيير المقابر والجنائز، كان قد أعيد بعث انتشارها الفعلي بناء على قرارات المجلس الوزاري المشترك، حيث أوكلت لها مهمة متابعة وتسيير وضعية كل مقابر العاصمة التي كانت في وضعية متدهورة قبل سنة 2013، حسبما أكدت العديد من تقارير الولاية. ويبلغ عدد المقابر التي تشرف عليها ذات المؤسسة الولائية 123 مقبرة، موزعة على أزيد من 370 هكتارا، ويشرف عليها 860 عاملا. ويوجد من بين إجمالي المقابر بالعاصمة 22 مخصصة لدفن المواطنين والرعايا المسيحيين، إضافة إلى مقبرة يهودية واحدة (بولوغين) مازالت في الخدمة.