يطمح الشاعر والفنان التشكيلي جمال عبدلي في أن يكون له اسم في الساحة الفنية والأدبية، فابن سيدي عيسى يبحر في عالم الأحاسيس والحروف، مقاوما بالأبيض والأسود، حيث يرى أنّ البوح بالمشاعر أصبح ذنبا.. «المساء» التقت به وكان هذا الحوار. ❊ هل لنا أن نتعرّف على الشاعر والفنان جمال عبدلي؟ ❊❊ جمال عبدلي من مواليد الرابع مارس 1980، من ولاية المسيلة بلدية سيدي عيسى التي تزخر بالمبدعين المهمّشين، وهو شاب كغيره من الشبان الجزائريين، لي طموحاتي وأهدافي، أهمها أن يكون لي اسم في الساحة الأدبية والفنية. ❊ لكل مبدع بداية، حدثنا عن بدايتك في الفن التشكيلي والشعر؟ ❊❊ بدياتي كانت في المدرسة، حيث كنت أرسم أساتذتي ولم أكن أدرك ميولي إلى الرسم. كنت أعتقد أنني أقوم بشيء عادي بوسع أي شخص القيام به، إلى أن لقيت تشجيعا من الأساتذة، ومن وقتها أبحرت في عالم الرسم. أما عالم الأحرف والأحاسيس فكانت بدايتي فيه خلال عام 1997، حيث كتبت أوّل قصيدة تحكي عن صمت العالم العربي اتّجاه القضية الفلسطينية، وكان عنوانها «قوموا يا عرب». ❊ لنتكلم عن الشعر، هل أصدرت دواوين شعرية؟ ❊❊ نعم، لدي ديوانان لم يريا النور بعد، أوّل ديوان لا يزال في دار نشر، أنتظر الرد على الموافقة منذ أكثر من سنة ونصف السنة. أما الثاني فلا يزال مخطوطا. ❊ ما هو العنوان الذي اخترته للديوانين؟ ❊❊ عنوان الديوان الأول «أوراقي»، والثاني «أوراق متوهجة». ❊ هل لنا أن نعرف محتواهما، ما هي أنواع القصائد الموجودة فيهما، أهي غزل أم مدح أم ماذا؟ ❊❊ كلّ القصائد عاطفية غزلية، مشكلتنا المرغوب المحرم. من منا لا يحب الغزل؟ من منا لا يحب، لكن في بلادي هذا الشيء محرم، فكل الشعراء تقريبا في بلادي يميلون إلى المدح والقصائد الثورية. ❊ هناك من يقول بأن المشهد الشعري العربي أصبح يعاني كثرة الشعراء وقلة الشعر؟ ما رأيك؟ ❊❊ صحيح، لأن البوح بالمشاعر أصبح ذنبا، وكثير من شعراء الغزل يعانون، والسبب بارونات الأدب والفن. ❊ هل استطاع الفنان والشاعر جمال عبدلي التوفيق بين الفن التشكيلي والشعر؟ ❊❊ والله من يحب شيئا لا تهمه العقبات. ❊ يعني أنك موفّق بينهما؟ ❊❊ الحمد لله، هذا فضل من ربّ العالمين. ❊ عندما يأتيك الإلهام هل تكتب قصيدة أم ترسم؟ ❊❊ كل شيء بوقته.. في الرسم يشدني الأبيض والأسود.. أما الشعر فيكتب نفسه بنفسه. ❊ ألم يخطر على بالك أن تكتب قصيدة شعرية ممزوجة بصورة معبّرة؟ ❊❊ الكتابة الشعرية انخراط عنيف في الإنصات لعوالم الداخل المشبعة بالجرح والحلم، تعرية لتضاعيف الذاكرة بِشعلة القصيدة. ❊ هل تؤمن بأن الشعر قادر على تغيير العالم إلى ما هو أنقى وأصفى؟ ❊❊ والله، أنا أرى بأن الحب أساس كل شيء ومفتاح كل العلاقات، وأؤمن بأنّ الكلمة الصادقة التي تخرج من القلب تصل مباشرة إلى القلب. ❊ هل القصيدة قلعة الشاعر الدائمة يحتمي فيها وبها من عواصف الحزن والاغتراب والشجن، أم نافذة يطل منها على أشيائه السرية والحميمة؟ ❊❊ أنا أؤمن بأنّ الشعر نيران تشتعل داخل كل إنسان، لكن تختلف من شخص لآخر. هناك من يشعلها إيجابيا وهناك من يستعملها سلبيا. ❊ لمن يقرأ جمال من الشعراء وبمن تأثر؟ ❊❊ أقرأ لنزار قباني، محمود درويش والسياب، أما الشاعر الذي تأثرت به فأكيد هو شاعر المرأة نزار قباني. ❊ ما هي المزايا التي تجعل القصيدة ناجحة بكل المقاييس، وهل اسم الشاعر يكفي لأن تكون القصيدة ناجحة فعلا؟ ❊❊ الصدق أساس كل شيء. ❊ كيف ترى واقع الشعر في بلادنا؟ ❊❊ سبق وقلت في حوارات سابقة وفي العديد من المناسبات بأن أطرافا في بلادي تحتكر كل ما هو مخصص للشباب. ❊ ماذا يعني لك الرسم؟ وماذا يعني لك الشعر؟ ❊❊ الشعر هو السماء التي يحلق قلبي فيها بكل حرية، أما الرسم فهو بالنسبة لي عالم ليس له حدود، خيال أو حلم جميل. ❊ هل من كلمة أخيرة يوجهها الفنان جمال للشباب المبدع؟ ❊❊ كلمتي إلى كل من يحب قصائدي وفني، أقول شكرا لكم بدونكم لا أساوي شيئا.