إن ما آل إليه الشاعر من تهميش و إقصاء و ما يتعرض له من نبذ و تغييب، جعلته على هامش القراءات و التنظيرات، ، و ربما هذا ما حدث مع شاعر الحداثة محمد الشفيع الذي قرر السّير في طريق إغناء الساحة الأدبية و الدفاع عن إنسانية الإنسان و هو يقود في صمت حركته النضالية في عالم الكتابة، رافضا أن يحتضن كلماته المهدورة في التراب، بل يطبعها لتكون حلما ينام عليه و يستيقظ على حلم آخر هو نبض الشرايين ينير الطريق لمن بعده، صوت الأحرار التقت بالشاعر محمد الشفيع، كان الحديث معه عاطفة تترامى كالضلال، كانت حروفه تمتزجان ثم تتقاطعان مرة أخرى و تحدث صوتا يشبه الموج كما لو أن إشراقا تبدى لها. ● يريد القارئ أن يعرف من هو محمد الشفيع؟ ¯ اسمي محمد الشفيع، كانت تقرت مسقط رأسي عام ,1980 أصيل مدينة وادي سوف، أحببت منذ صغري كتابة التعبير أيام المرحلة الابتدائية، عشقت المطالعة في شتى أنواع الكتب، وهذا ما جعلني مميزا في كل من مادتي اللغة العربية والفلسفة في المرحلة الثانوية، بدأت كتابة الشعر في مرحلة التعليم المتوسط، وذلك عام ,1993 حيث نظمت قصيدة في مدح مدرستي، تحصلت على جائزة المرتبة الثانية على مستوى الجمهورية في مادة الأدب العربي، من خلال المسابقة الوطنية للطلبة الثانويين، تخرجت من جامعة الأمير عبد القادر الجزائري في قسنطينة، وتحصلت على شهادة ليسانس في اللغة العربية والدراسات القرآنية، حيث تتلمذت على يد الشاعر القدير ناصر لوحيشي، والدكتور الفقيد محمد البشير مغلي، والأستاذة الراقية سكينة قدور، والأديب المرموق باديس فوغالي، وهؤلاء وآخرون لن أنسى فضلهم بعد الله تعالى في تشجيعي على الإبداع والمواصلة، ثم عدت لكتابة الشعر بقوة بحكم انضمامي للحركة الكشفية، وكنت أنظم الصيحات والأهازيج باللغة العامية الجزائرية والمشرقية، ثم بدأت أهتم بالأنشودة في مختلف أنواعها. ● هل لك أعمال في مجال الأنشودة؟ ¯كتبت لذلك عدة قصائد، غالبها كان عن الجزائر وعن قضية فلسطين، وقد أنشد لي العديد من المنشدين، من بينهم المبدع من بلد الحجاز ماجد الحجي، في قصيدة رثاء للشهيد عبد الكريم أبو عمار، في نشيد »من أرض وسطى»، وفنان غزة الكبير حسن النيرب، في قصيدة لرثاء الشهيد القسامي أبو جبريل الشمالي، في نشيد »شهيد العزة»، وفرقة روضة الحبيب القسنطينية المميزة، في قصيدتي » أنت إلهي» و»صلي يا ربي»، ومنشد لبنان المتألق محمد فاضل، في قصيدتي: »جميل الخصال» و»نور الله»، والمنشد الوهراني الواعد عبد الكريم حسيني، في نشيد »أنا اسمي بنت عربية»، وكانت لي ميول للتلحين، لكني للأسف لم أجد بيئة حاضنة وقدرة مادية تسمح لصقل حبي لهذا المجال، وقد شاركت مرة في تصفيات منشد الشارقة ولم يقدر الله ما كنت أرجوه. تنوعت كتاباتي بعد ذلك، لتتجه لمواضيع اجتماعية وإنسانية وعاطفية وفكرية وسياسية، ووجدت ميلا أكثر للقصيدة الحرة، فضلا عن الخاطرة التي أعتبرها غالب إنتاجي. ●» من قرأوا لك لاحظوا بوجود نغير في أسلوبك الكتابي ، هل يمكن أن تفسروا لنا ذلك؟ +نعم كان ذلك في السنوات الأخيرة منذ عام 2007 تقريبا ، تحولت إلى الكتابة الغزلية والعاطفية أكثر، و كنت اشعر أنها ملاذي الوحيد والسبيل الوحيد للحديث عن مكنونات قلبي، وقصة حبي لتلك الأنثى التي وددتها، ولا زلت أنتظرها، طبعا لا أهمل جانب ظهوري ككاتب في المواضيع المختلفة، ولي الكثير من المقالات الفكرية والسياسية والاجتماعية، والتي نشرت في المنتديات والمواقع والمجلات، وأما غالب صحفنا فهي سلبية تماما، لأنها لا ترغب بالنشر إلا وفق مزاجها ومصالحها. ● تنوعت الأقوال حول الشعر، بعضهم يقول أنه تعبير عن حالة كبت يعيشها الإنسان فيترجمها إلى كلمات ، و آخرون يرون أنه مرتبط بالمزاج، ماذا تقولون في ذلك؟ ¯ الكتابة المزاجية غالبا ما تكون لحظية سريعة، ومؤقتة التأثير، وقد يتابعها عابرو السطور فقط، أما مسالة الكبت فهي كلمة يتوجس منها البعض، لكنها في نظري قد تكون إيجابية، فهل الشاعر إلا إنسان يتقن التعبير عن نفسه، وعن كل من مروا بتجربته!، وهو يتنفس في همسه ووشوشاته، ولا يمكن اعتبار نزفه ونسجه وصفا لحالة مرضية، كما يرى ذلك المعقدون، خصوصا إذا تعلق الأمر بمسألة الجسد ونزواته وحاجاته، ورغبة الرجل في أنثاه، واشتياق الفتاة لساكن وجدانها، وعلاقة الجنسين ببعضهما، سواء كانت عاطفية أو حسية، لكن تواجد القيم مرتبط بتربية الشاعر ورؤيته للخطوط الحمر، وفهمه لحدود اللياقة والذوق، والشاعر الذكي هو من يبهر القراء دون أن يثير حفيظتهم، لكن الأفضل أن يتحدث بإنسانية فطرية، وليس بتكديس الوصف المحموم، ثم يحدث الخمود وينتهي الأثر بتقليب الصفحة. ● معظم شعراء اليوم يكتبون في الشعر الحرّ، هل هذا راجع إلى الرغبة في التحرر من القافية؟ أم أن الكتابة تتطلب التجديد؟ ¯ هناك من يفضل الشعر الحر لأنه ثائر متمرد، أو لأنه الأيسر للتعبير عن الفكرة والشعور، بعيدا عن قيود البحور الشعرية، وقد يميل إليه البعض لضعف في قدرتهم على صياغة الشعر العمودي وشعر التفعيلة، وربما لكونهم جددا في مجال النظم، وقد يكون مبعثه الكسل من إتعاب العقل في بناء القصيدة الموزونة، أما قصيدة النثر فهي تسمية تمويهية، لا أشعر بصدقها في توصيف جنس العمل الأدبي، المنفلت من قيود القافية والوزن، والهارب نحو تجميع الكلمات فقط. ● يقال أن شعراء القصيدة الجديدة » الشعر الحر » يؤمنون بالاشتراكية هل هذا صحيح؟ ¯لا أظن ذلك، فالاشتراكية واليسارية موجات سياسية حزبية، ترافقت زمنيا مع رفض شعرائها للتسلط والتشبث بالماضي، ولذلك يحبون كل تحرر وتجديد، حتى على مستوى اللغة وفكرها ونسجها، ويرون الرجعية في المحافظة على القديم دون هدف واضح، والآن صار الشعر الحر أسلوبا لغالب مبدعي العصر الحديث، من عدة مدارس ومشارب أدبية وفكرية. ● هناك شعراء مترفون وشعراء بائسون و آخرون سياسيون .. أين نجد محمد الشفيع وسط هؤلاء؟ ¯ الشعراء المترفون غالبا ما يكتبون للأمير والملك والسلطان، وهؤلاء شعرهم نوع من التسول والنفاق، لأنه غير صادق، ولا يفيد جراح المضطهدين وجيوب المساكين، لكن من بينهم من يمتلك قدرة ممتازة لكتابة الشعر الغنائي المرموق مثلا، ولا يمنعه ثراؤه عن الإحساس بجملة من القضايا الإنسانية العادلة، أما الشعراء البائسون فقد يكون ضمنهم كل صاحب قصة موجعة، وتجربة مؤلمة، وقضية مغيبة، وحق مهمش، وقد يظن البعض أن المقصود بهم أولئك الشعراء الذين تم تهميشهم، وبقوا مغمورين مسحوقين بظروف العيش، رغم أن ذلك لا يؤدي بالضرورة إلى توقيف إبداعهم، وما أكثر الشعراء المساكين الذي تركوا بصمات عالمية ودائمة، وهناك شعراء أغرقوا في الحديث عن السياسة، بحسب نوعية الحكم الذي يقود بلادهم، والشاعر لا يمكنه أن يتجرد من ميله السياسي أو الحزبي، لكن الشاعر الوطني والقومي والاجتماعي أفضلهم، وهو من يدرك قيمة التراب وحرمة الوطن وحقوق الشعب، ويرفض المحتل والدخيل، ويحارب الرجعية والتكفير والعصبية الجاهلية. وأما عن نفسي فأعمل لأكون أنا، شاعرا للحب والكفاح، للإحساس الفطري، للجرح والإباء. أحكي عن التعاسة والسعادة، أمدح قائدا ملهما، وربما حاكما ناجحا، أخاطب البسطاء والكبراء، أسخر من أهل الضغينة والخيلاء.. وكل ذلك مرتبة حري بي أن أسعى إليها، ولا يمكنني أن أصف نفسي بوصف قد يوقعني في التضخيم أو التنقيص. ● لمن يكتب محمد الشفيع؟ وهل تعتمدون على المقياس الكمّي أم النوعي في كتابتكم ؟ ¯ أكتب لنفسي وذاتي، لحبي وكرهي، لوطني وبيتي، لهويتي وانتمائي، وأعتمد على البوح بما في قلبي وعقلي من مشاعر وقناعات، ثم أهتم برأي الناس الذين مروا بتجارب مشابهة، أحاول أن يكون شعري منصفا، لا يظلم جهة معينة ولا يجرح مخالفا لي ، الشعر أكبر من المبارزات التافهة والمشاجرات المضحكة، ولا أحب من يقاتل ويصدع الرؤوس لأن فلانا اقتبس من فلان، أو أخذ منه مقطعا ما، فتلك التصرفات نوع من التسلق والرياء والتبجح، وهي لا تمت للنقد العقلاني العلمي بصلة. الشعر أمر قدسي بالنسبة لصاحبه، ويجب أن يكون طوع أمر الفطرة والإنسانية والقيم الراقية، أما كثرة القصائد فلا تهمني، بقدر ما يهمني صدق العاطفة وجمال التعبير والوقع الموسيقى، والأمر مثله في كتابة الخاطرة، التي تعتمد على الشفافية والخيال، وقد تكتب مدحك في شخص لكنه تخاطب قضيتك، التي تظنه قد انتصر لها، وهذا عكس ما يهدف إليه طلاب الدنانير والامتيازات. ● ما رأيك في مقولة » الموهبة لا تصنع شاعرا كبيرا، و إنما بالصقل و المثابرة تستطيع أن تقدم شاعرا؟ ¯ الشاعر يتكون بتعلُّمه ثم بميله، ثم يكتشف الموهبة ويمارس الهواية، ثم يحاول ويتعثر ويحاول، ويسعى لتطوير ملكته الإبداعية، ثم يصنع لنفسه مساره الأدبي، ويصبح له مريدوه، الذواقون لكتاباته المميزة ببصمات متفردة.. أما التشبه والتماهي والتقليد فهي أمور ممجوجة، ولا تنتج أثرا جديدا واضحا في نفوس المطالعين والمتابعين. والشاعر كبير بقيمه وقضاياه، وليس بعدد قصائده أو نشاطاته، أو حجم ظهوره وشهرته، وقد نقرأ لشاعر قصائد تعد على الأصابع، لكنه يروقنا ويربطنا بروحه، ونشهد لآخر عددا هائلا من الأشعار، لكنها بلا طعم، وكأنه يصنع بكلماته توابيت للمشاعر. ● هل يعيش الشاعر لنفسه أم للأخر؟ وهل يعيش زمنه و هو يكتب أم يكتب للزمن المجهول » القادم» ؟ ¯ الشاعر يعيش لنفسه وللآخر، لبيته ووطنه، لكونه عاشقا ومعشوقا، لجرحه وحتى كرهه، وهو حين يكتب يجب أن يستشعر آمال مجتمعه أو جمهوره، وقد يواجه واقعه وزمنه الراهن، وقد يلوذ بالأحلام عله يخيط عالمه الخاص به. ● كيف يمكن أن نقيم مستوى الشعراء في الجزائر و كيف نقارنهم بالشعراء العرب؟ +يزعجني أن بعض الشعراء الكبار جدا في إحساسهم ولغتهم لا ينشرون حروفهم، إلا على مستوى محدود في المنتديات ومواقع التواصل الاجتماعي، وبعض الشعراء استولوا على ساحة النشاط الميداني، وصارت لهم علاقات مع الجهات الثقافية الرسمية، وصاروا يعتبرون أنفسهم مصفاة لمن يبرز ولمن يتم إبعاده، وهؤلاء أسميهم أصنام الشعر، وقد لا تجد لأحدهم أي شيء يذكر في فضاء النت، لتطالع بوحه ونزفه، هناك تشجيع غير هادف لبعض الطاقات الجديدة التي نحترمها، لكنها ما زالت تتخبط في الكتابة الابتدائية، وهؤلاء من المفروض أن تخصص لهم دورات تبادلية تساعدهم للارتقاء أكثر، وهذا تقديرا لهم، وليس فيه أي حط من مقدارهم، لأن الإنسان فيهم هو الأهم أكثر من مجرد كتابة خربشات أو كلمات وأفكار، والأمر شبيه بتكوين الأساتذة ولا ضير في ذلك، وهذا المقترح أفضل من مسابقات النجومية والتنافس المجنون على مكافآت مادية لا تغير مجرى الإبداع. وهناك شعراء مروا على مسابقات دولية وعربية، ونجح منهم من نجح، لكننا نعيب على بعضهم أنه يتعامل بنوع من العنجهية في كتابته ومخاطبته. ●» تحدثت عن النت، يلاحظ غياب التواصل بين شريحة واسعة من الأدباء و الشعراء ماذا تقولون في ذلك؟ ¯ بعض الشعراء يرفض مجرد إضافتك لصفحته في الفيسبوك، وذلك لأسباب مجهولة، لا تفيد في تبادل الخبرات، وبعضهم ينخرط في تصريحات حزبية طائفية مذمومة ومقيتة، وبعضهم يستجلب لنا هموما مشرقية وغربية لا تليق بهويتنا، ولا تخدم قضايانا الخاصة، كأنه يقتات من توابيت الآخر ولو كان جارا لنا، التواصل بين الشعراء ضعيف جدا، وتجد أحدهم ساكنا بقربك، ويرفض مقابلتك بصمت مريب، رغم أنه موجود على صفحتك من شهور ودهور، في الجزائر هناك شعراء مبدعون جدا جدا، وهناك من يريدون احتكار الساحة لأنفسهم، ككل مجال ثقافي وفني، حيث نجد فيه أصحاب الادخار والاستحمار، والأمر مشترك بين المرأة والرجل.. لكن الاهتمام بالشعر ما زال غير كاف، ويرجع هذا لامتلاء الساحة الثقافية بتشجيع التهريج والبهرج والضجيج، أكثر من تحفيز المثقفين والمبدعين على نسج حالة حراك أدبي وفكري، ولا أنسى حالة الطباعة والنشر والتوزيع، فهي متعبة للخاطر، وتتكلف مالا طائلا قد يدفعك للطباعة في الشرق، مادام الأمر متشابها في المتطلب المادي، أما المقارنة مع شعراء الدول الشقيقة فهو غير لازم، لأن الجميع لديه إمكانات، وله نقائص يمكن تداركها بالتلاقح والنقد البناء، مع الحفاظ على الخصوصيات البيئية. ● في رأيكم من هم الشعراء الأجود كتابة في العصر الحديث، أو بالأحرى الذين يكتبون بعاطفة و انفعال شديد؟ ¯ لا يمكنني حصر المبدعين ولا تقييمهم، ولأني أعتبر نفسي تلميذا عند كل يراع جيد وممتاز، حتى لو كان جديد الظهور، فما أكثر المجهولين وهم يمتلكون الكنوز من البوح والإحساس، لكنني سأذكر من تتلمذت على أدبهم الجميل، ومنهم أول أديب أثر فيّ، وكنت قد قرأت له كثيرا، وهو المنفلوطي، ثم العقاد، والبشير الإبراهيمي. ومن المجيدين في عصرنا الحالي نذكر: نزار قباني، وفاروق جويدة، وأحمد مطر، وعمر الفرا، وأحمد فؤاد نجم، والكثيرون لا تستجلبهم ذاكرتي الآن حصرا. ● ماذا يمثل لك محمود درويش، سميح القاسم، أحمد حمدي، أزراج عمر، عياش يحياوي، مصطفى الغماري؟ ¯ الراحلان العظيمان محمود وسميح هما ابنا القضية الفلسطينية، كنت أقرا عنهما، ويشعرني حرفهما بالجلالة والهيبة والإحساس الخاص، حيث الإيحاء والإيماء والاختباء، الأستاذ أحمد حمدي من قامات الإجادة، وإنتاجه غزير في الشعر والمسرح، وهو عريق في المجال، بالنسبة للسيد عمر أزراج فقد عرفته كاتبا حرا، وصاحب رؤى سياسية ثورية متمردة، لكنني لم أطلع على إبداعاته الشعرية، لعدم وجود وتوافر كتبه، إلا لو بحثت عنها طويلا وبقصد واضح، الكاتب عياش يحياوي كاتب مبدع ومنوع في أطروحاته الشعرية والنثرية، وهو يكتب بنفس معاصر. أما الأستاذ مصطفى الغماري فهو من أعيان الشعر في الجزائر، ومن جيل الإبداع المتقادم والمتجدد، له مسحة تذكرنا بكبار شعراء الجزائر، من زمن مفدي زكرياء إلى اليوم ، ومع ذلك أفضل عدم الحديث عن المبدعين الكبار لأن لكل منحاه ولغته ومزاجه وذوقه.. وأرجو أنني وفقت لإعطاء رأي عام ومعتدل في كل شخصية مذكورة هنا. ● ماذا عن مشاريعكم؟ ¯ مبدئيا لدي مشروع ديوان أول، وهو عبارة عن مجموعة خواطر عاطفية، وكتاب آخر أجمع فيه جملة من أفكاري، على شكل تجارب وحكم وأقوال ووصايا، وعنوانه مبدئيا: كلماتي للتاريخ، وقد تأخرت في طبعهما لظروف مادية قاهرة، ولعوامل قاسية يمر بها كل شاب طموح في بلادنا الجزائر. كلمة أخيرة ¯ أتمنى يوما ما أن يصبح إتحاد الكتاب محضنا للتبادل الثقافي والتلاقح الفكري، وليس مجرد عدّاد للكتاب والمثقفين، ومن أنواع معينة، و أتمنى أن تكون هناك حاضنة إلكترونية للمثقف الجزائري بكل خصوصياته، بعيدا عن الاستهواء الخارجي، والإلهاء الإيديولوجي الضيق، كما أتمنى أن يكون الشاعر الجزائري لامسا لقضايا بلده، مرآة لنبض مجتمعه، ناصحا لأبناء شعبه، قدوة في المصداقية والثبات على القيم، والشكر لجريدة صوت الأحرار الوطنية، على توفير فرصة لي للتواصل معها رفقة القراء الكرام.