حذّر وزير الشؤون المغاربية والاتحاد الإفريقي وجامعة الدول العربية عبد القادر مساهل ببروكسل، من تصاعد معاداة الإسلام والتمييز العنصري وكره الأجانب، ومن التدخلات العسكرية الأجنبية، معتبرا أنها العوامل التي تنمّي «الراديكالية» و «الإرهاب». واستعرض خلال مشاركته في ندوة بالبرلمان الأوروبي منظمة تحت شعار «مغرب عربي أكثر قوة ووحدة: رفع التحديات المشتركة»، استعرض التجربة الجزائرية في مكافحة هذه الظواهر، مشيرا إلى أن الدولة الجزائرية قدّرت «أحسن تقدير»، قضية الراديكالية والتطرف العنيف، وتبنّت استراتيجية للتصدي لها، مكّنتها من تسجيل «عدد ضئيل من المقاتلين الإرهابيين الأجانب». وقال السيد مساهل إن هذه الاستراتيجية تستجيب لثلاثة متطلبات، أهمها التصدي لعوامل التهميش والضعف في الحياة السياسية والاجتماعية والاقتصادية، من خلال تبنّي النهج الديمقراطي، مستندة في ذلك إلى «تعزيز دولة القانون، وترقية الحكم الراشد، وحماية واحترام حقوق الإنسان والحريات الشخصية والجماعية». كما ركز على «الدور المحوري للديمقراطية وسياسة المصالحة الوطنية اللتين دعا إليهما رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة في مواجهة التطرف العنيف والإرهاب». من جهة أخرى، تطرق لسياسة استرجاع الفضاء المسجدي، من خلال تكثيف تكوين الأئمة وتكوين المرشدين الدينيين، وفتح عدد كبير من المعاهد الوطنية للتكوين المتخصص، وإنشاء مدرسة وطنية خاصة بالتكوين التحضيري، وتأهيل إطارات إدارة الشؤون الدينية، وإنشاء أكاديمية للفقه وتنمية خطاب مضاد قائم على معرفة أفضل للإسلام. وأبرز كذلك «الإصلاح العميق» للمنظومة التربوية؛ قصد «تكوين مواطن مسؤول، يتمتع بروح النقد ومنفتح على العالم». وعلى الصعيد الاقتصادي، أبرز السيد مساهل السياسات الحكومية والبرامج التنموية العديدة المطبّقة؛ استجابة للاحتياجات الأساسية للسكان وتحسين ظروف معيشتهم، مستشهدا بانخفاض نسبة البطالة من 29 بالمائة سنة 1999 إلى أقل من 10 بالمائة حاليا، وتقلص نسبة شغل المساكن من 7 إلى 5ر4 بالمائة، إضافة إلى مستوى التحويلات الاجتماعية التي تمثل بالنسبة لسنة 2017، حوالي 7ر23 بالمائة من ميزانية الدولة، وغلاف مالي بقيمة 15 مليار دولار. الجزائر «شريك مفضّل» في المجال الأمني وفي سياق متصل، أكد الأمين العام المساعد للمصلحة الأوروبية للعمل الخارجي بيدرو سيرانو أول أمس ببروكسل، أن الجزائر تُعد شريكا «مفضلا» للاتحاد الأوروبي في المجال الأمني. وصرح عقب لقاء جمعه بالسيد: «لدينا نفس الجوار، وما يجري في شمال إفريقيا والساحل يؤثر مباشرة على المصالح الأوروبية، والجزائر تُعد شريكا مفضلا للاتحاد الأوروبي لمعالجة هذه المسائل الأمنية». على صعيد آخر، أضاف السيد سيرانو أن المحادثات سمحت بالتطرق للوضع في ليبيا، وقال: «لدينا أجندة كاملة للأمن الإقليمي المشترك وحتى على المستوى متعدد الجوانب، نقوم به بكل تناغم وفي إطار الحوار والتعاون مع الجزائر». كما أشار المسؤول الأوروبي الذي كان مرفقا بمنسق الاتحاد الأوروبي لمكافحة الإرهاب جيل دو كارشوف، إلى أن الجزائر والاتحاد الأوروبي لديهما مصالح مشتركة في إفريقيا، «وهي شريك أساس» للأوروبيين. ونوّه بمساهمة الجزائر في تنمية الاتحاد الإفريقي، والعمل الذي تقوم به على مستوى جامعة الدول العربية، وهما هيئتان تُعتبران «شريكين هامين» للاتحاد الأوروبي. دراسة إنشاء لجنة برلمانية جزائرية - أوروبية درس السيد عبد القادر مساهل ورئيس لجنة الشؤون الخارجية بالبرلمان الأوروبي ألمار بروك أول أمس ببروكسل، إمكانية إطلاق مسار إنشاء اللجنة البرلمانية المختلطة بين الجانبين. وحسب مصدر دبلوماسي فإن الجانبين درسا خلال هذا اللقاء، السبل والوسائل الكفيلة بتعزيز العلاقات بين الجزائر والاتحاد الأوروبي، لاسيما في جانبها البرلماني، لإعطائها مزيدا من الكثافة والانتظام، خاصة من خلال إطلاق مسار إنشاء لجنة برلمانية مختلطة بين الجزائر والاتحاد الأوروبي».