ترافع بلدية السويدانية الواقعة بغرب الجزائر العاصمة من أجل إيجاد موقع قدم لها في خارطة التنمية المحلية والاستثمار المتنوع بالمنطقة، من خلال استحداث منطقة صناعية تسمح لها بتحصيل مداخيل مالية، توجَّه أساسا لإقامة مشاريع تنموية تخرجها من دائرة الركود والتهميش التي طالتها منذ سنوات. وقد طرحت البلدية منذ 2013 ضرورة التفكير الجدي في كيفية إنعاش قطاع التنمية والاستثمار المحلي في شتى القطاعات الحيوية بهذه المنطقة التي يغلب عليها الطابع الفلاحي والزراعي، من خلال إجماع منتخبي هذه الجماعة المحلية على المرافعة من أجل إقامة منطقة صناعية تستوعب جميع النشاطات الصناعية الضرورية الكفيلة بتعزيز المنطقة أكثر، لاسيما من الجانب الاقتصادي، واستغلال مداخيلها في تعزيز الخزينة المحلية ومباشرة العمليات التنموية الضرورية. وأكد مسيّرو المجلس الشعبي البلدي للبلدية وعلى رأسهم رئيس البلدية جوادي موهوب، أن هذا المشروع الهام سينعكس لا محالة بالإيجاب، على المنطقة ككل، خاصة بإنجاز مؤسسات وشركات ووحدات اقتصادية إنتاجية، تعيد النشاط والحركية للمدن الكبرى، مشيرين إلى أن ذلك سيعمل على توفير العديد من مناصب الشغل لفائدة البطالين والشباب حاملي الشهادات والمشاريع الاستثمارية، علما أن المنطقة تفتقد لشبكة نسيج صناعي من شأنها أن تصبح قطبا استثماريا بامتياز. وأوضحوا، في السياق، أن ضرورة التعجيل في تحريك عجلة التنمية المحلية بإقامة هذا المشروع الاقتصادي الهام، تعود للمداخيل المالية الضئيلة جدا التي يتم تحصيلها في إطار الضرائب والإتاوات من النشاط التجاري المتنوع، ناهيك عن العجز الكبير المسجّل في الميزانية السنوية الذي حال دون تجسيد المشاريع ومباشرة العمليات الاستثمارية؛ حيث تقدَّر ب 09 ملايير سنتيم، وبالكاد تكفي لتسديد أجور الموظفين والعمال والأعباء الأخرى. ومن جهة أخرى، يبقى مشكل انعدام العقار الصناعي أحد المعوّقات والعراقيل التي تقف في وجه تجسيد مثل هذه المشاريع، أمام واقع الطابع الفلاحي الذي يميّز هذه الجماعة المحلية، هو ما يدعو، حسب العارفين بشؤون التسيير المحلي، إلى الاجتهاد في إيجاد البديل لتفادي اللجوء إلى اقتطاع أجزاء من الأراضي الفلاحية الخصبة التي تتوفر عليها، وهو مصير محتوم إذا اقتضى الأمر ذلك.