أعلن السيد عبد الحميد بوداود خبير في المعهد الوطني للخبراء المهندسين عن مشروع جديد يتمثل في تسطير مخطط لإنشاء هيئات تتكفل بأشغال تهيئة الوديان المهددة بالفيضانات، ومنع البناء الفوضوي على ضفافها لتفادي وقوع الخسائر البشرية والمادية التي تسببها الكوارث الطبيعية. وذكر السيد بوداود أن عدة مناطق على المستوى الوطني صنفت كمناطق خطر مهددة بوقوع كوارث في حالة تساقط أمطار طوفانية وارتفاع منسوب مياه الوديان الموجودة بها، مثلما وقع بوادي ميزاب بغرداية مؤخرا حيث خلفت الكارثة 43 قتيلا وخسائرا مادية كبيرة، وأضاف المتحدث في تصريح أدلى به للإذاعة أمس، أن الجزائر العاصمة تحصي عدة مناطق مهددة بهذا الخطر مثل وادي قريش، بوزريعة، وادي الحراش، بني مسوس، ووادي حيدرة. ورغم أن النصوص القانونية واضحة في هذا المجال فإن السكنات الفوضوية لا تزال منتشرة على ضفاف هذه الأودية مما يهدد حياة أصحابها في أية لحظة. وفي هذا السياق أشار المتحدث إلى أن هذا المخطط يلزم المسؤول الأول عن البلدية بتسطير إستراتيجية لتنظيم هذا المجال، والتدخل للتحكم في الأوضاع ومنع بناء السكنات أمام الوديان. ويتضمن هذا المخطط وضع ميكانيزمات وآليات متابعة بعد إنشاء هذه الهيئات التي تتولى مهمة توسيع الأودية المهددة بالفيضان حتى لا تتدفق إذا ارتفع منسوب مياهها في حالة تساقط أمطار طوفانية. وألح السد بن داود على ضرورة سهر السلطات المحلية على القيام بهذه الأشغال في فصل الصيف قبل فصل الشتاء لأن الأمطار يمكن أن تتسبب في أي وقت في وقوع فيضانات بسبب التغيرات المناخية وظاهرة الاحتباس الحراري. وبدأت بلدية الحراش بالعاصمة منذ أيام في أشغال توسيع وادي الحراش لتوفير مساحة أوسع لاحتواء الكميات الكبيرة من المياه التي قد تتساقط من حين لأخر، تفاديا لوقوع فيضانات من شأنها إلحاق أضرار كبيرة بالمنطقة وبالتجمعات السكانية الموجودة بها، وهي المبادرة التي لقيت استحسانا لدى المواطنين الذين عبروا عن ارتياحهم لذلك. ومن جهتهم طالب السكان القاطنين بمحاذاة وادي الحميز السلطات المحلية بالتكفل بهذا الوادي المهدد بالتدفق خاصة سكان البنايات الهشة المجاورة للوادي والذين يغادرون سكناتهم في كل مرة يعلن فيها عن تساقط أمطار غزيرة خوفا من فيضان الوادي، حيث دعوا الجهات المسؤولة للإسراع في القيام بالأشغال الخاصة بتوسيع هذا الوادي مثلما تقوم به بلدية الحراش لحماية السكان من خطر الفيضان وتفادي تسجيل أية خسائر. وأكد خبراء في الميدان أن عدة مناطق في الجزائر شمالها، جنوبها، وصحرائها مهددة بهذه الفيضانات، وأن الوديان النائمة مرشحة أن تتحرك في حال تساقط الأمطار الغزيرة مثل وادي بني مسوس، الحراش،وادي كنيس، وادي أوشايح وغيرها ويوجد مثلها في كل مناطق الوطن بما فيها منطقة الصحراء التي تبقى مهددة بسبب انتشار البنايات قرب الوديان باعتبار أن السكان يبحثون عن الجو المعتدل والرطوبة وسط الحر في الجنوب، وبالتالي نجد التجمعات السكانية تنشأ في الواحات وعلى ضفاف الأودية حتى وان كانت هذه الوديان جافة بفعل الجفاف وانعدام تساقط الأمطار، لكن ما يتناساه الجميع هو أن الوادي يعود إلى مجراه بهطول أمطار غزيرة ما يعني أن تلك المدن مهددة بالاندثار مثلها مثل تلك المحاذية للبراكين. وأحصت السلطات العمومية ما يقدر ب 100 ألف بناية فوضوية مبنية بطريقة عشوائية على ضفاف الوديان معظمها بتبسة، باتنة، العاصمة، تيبازة وتيزي وزو.