أكد البروفيسور كمال بوزيد، رئيس الجمعية الوطنية للأورام الطبية أن العلاج المناعي الذي اعتمدته الجزائر قبل ثلاثة أشهر فقط في بعض مستشفياتها يقدم تقنية فعّالة واقتصادية لمرضى السرطان، مبرزا أن فعالية العلاج أثبتت على العديد من أنواع السرطان مثل الرئة الذي يعد في الجزائر كما في بقية دول العالم السرطان الأكثر انتشارا. ولجأت الجزائر إلى هذه المقاربة العلاجية التي تعد ثورة حقيقية في مجال علاج العديد من الأمراض بالأخص السرطان لأنها ببساطة تؤثر على الجهاز المناعي وتحفزه للقيام بدوره ضد الأجسام الغريبة والخطيرة على الجسم. البروفيسور بوزيد أوضح خلال لقاء علمي نظم أمس، بفندق ميركير بالعاصمة، جمع خبراء جزائريين وأجانب أن هذا العلاج المبتكر أثبت نجاعته من خلال التجارب العيادية التي قامت بها الدول التي طبقته خلال السنوات الأخيرة، مبديا ارتياحه لإقدام وزارة الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات على اقتناء هذا النوع من العلاج رغم تكلفته المرتفعة مما سيساهم في تحسين نوعية حياة العديد من المرضى الذين كانت نسبة امتثالهم إلى الشفاء ضعيفة جدا.وأوضح بوزيد أن هذا العلاج المناعي موجه لحالات السرطان التي مست عدة أعضاء مشددا على ضرورة توسيع التجارب العيادية بالجزائر التي لا تتعدى حاليا نسبة 2 بالمائة إلى نسبة 50 بالمائة على الأقل حتى يستفيد المرضى من أنواع العلاج المبتكرة. كما كشف من جهة أخرى أن الجزائر تأتي في الطليعة بالمنطقة العربية والإفريقية التي ستدرج قريبا تحاليل دم مبتكرة للتكفل بسرطان القولون والمستقيم المنتشر بالجسم مما سيساهم في مساعدة المختصين في استهداف العلاج . ويحتل سرطان القولون والمستقيم حسب ذات المختص المرتبة الأولى لدى الرجال بعد سرطان الرئة والثانية لدى النساء بعد سرطان الثدي بمعدل 25 حالة لكل 100 ألف ساكن سنويا لدى الجنسين ويتوقع في حال استمرار انتشار المرض بنفس الوتيرة أن يحتل خلال الخمس سنوات المقبلة المرتبة الأولى بالجزائر، محذّرا من مخاطره حيث يبقى من بين الأنواع السرطانية التي لا يمكن الشفاء منها رغم التطورات العلمية المسجلة في الميدان. للإشارة تم مؤخرا تنصيب لجنة وطنية في إطار المخطط الوطني لمكافحة السرطان (2015 /2019) تتكفل ببعث عملية الكشف المبكر عن سرطان القولون والمستقيم بولاية بجاية، وسيتم تعميمها على المدى القصير على مختلف مناطق الوطن.