شرعت الجزائر منذ أكثر من شهر في اعتماد العلاج المناعي ببعض مراكز مكافحة السرطان. وأكد رئيس الجمعية الجزائرية لطب الأورام الأستاذ كمال بوزيد لن هذا العلاج المبتكر أثبت نجاعته من خلال التجارب العيادية التي قامت بها الدول التي طبقته خلال السنوات الأخيرة مبديا ارتياحه لإقدام وزارة الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات على اقتناء هذا النوع من العلاج رغم تكلفته المرتفعة مما سيساهم في تحسين نوعية حياة العديد من المرضى الذين كانت نسبة امتثالهم إلى الشفاء ضعيفة جدا. وأوضح الأستاذ بوزيد خلال ندوة صحفية عقدها أمس على هامش أشغال الطبعة الأولى لقمة الأورام "ميرك الجزائر" تحت شعار الابتكار، أن هذا العلاج المناعي موجه لحالات السرطان التي مست عدة أعضاء، مشددا على ضرورة توسيع التجارب العيادية بالجزائر التي لا تتعدى حاليا نسبة 2 بالمائة إلى نسبة 50 بالمائة على الأقل حتى يستفيد المرضى من أنواع العلاج المبتكرة. كما كشف الأستاذ بوزيد من جهة أخرى أن الجزائر تأتي في الطليعة بالمنطقة العربية والإفريقية التي ستدرج قريبا تحاليل دم مبتكرة للتكفل بسرطان القولون والمستقيم المنتشر بالجسم مما سيساهم في مساعدة المختصين في استهداف العلاج .من جهة أخرى سيتم قريبا إطلاق عملية التشخيص المبكر لسرطان القولون والمستقيم بولاية بجاية حسب الأستاذ بوزيد الذي رحب بتنصيب لجنة وطنية في إطار المخطط الوطني لمكافحة السرطان (2015 /2019) تتكفل ببعث عملية الكشف المبكر عن سرطان القولون والمستقيم بولاية بجاية وسيتم تعميمها على المدى القصير على مختلف مناطق الوطن. ويحتل سرطان القولون والمستقيم حسب ذات المختص المرتبة الأولى لدى الرجال بعد سرطان الرئة والثانية لدى النساء بعد سرطان الثدي بمعدل 25 حالة لكل 100 ألف ساكن سنويا لدى الجنسين ويتوقع في حال استمرار انتشار المرض بنفس الوتيرة أن يحتل خلال الخمس سنوات المقبلة المرتبة الأولى بالجزائر محذرا من مخاطره حيث يبقى من بين الأنواع السرطانية التي لا يمكن الشفاء منها رغم التطورات العلمية المسجلة في الميدان. وأجمع المشاركون في قمة الأورام "ميرك الجزائر" الذي انعقد على مدار يومين بفندق الشراطون بالعاصمة بحضور 300 مختص في الأورام على أن الجزائر تصنف في طليعة الدول الإقليمية من حيث التكفل بالمرضى المصابين بسرطان القولون والمستقيم الميتاستاز وذلك من خلال توفير فحص دم جديد قريبا يسمح للمرضى باختيار سريع للعلاج الأكثر فعالية، علما أن "ميرك" الشركة الرائدة في مجال العلوم والتكنولوجيا في مجال الرعاية الصحية وعلوم الحياة التي ستشرف على إدراج هذا الفحص الجديد بالجزائر باشرت برنامجا تحسيسيا ضمن المقاربة المتعددة الاختصاصات من خلال المجالس الاستشارية كما تشرف على إدراج "مايكانسيرو" لأول مرة في الجزائر وهي منصة دولية للتعاون الطبي على الانترنت.