كثفت الجمعيات الخيرية الفاعلة تزامنا وحلول فصل الشتاء، من نشاطاتها التضامنية مع العائلات الفقيرة والمعوزة بالمناطق النائية والمعزولة لتمكينها من قضاء شتاء دافئ، من خلال تزويدها بعدد من المستلزمات الضرورية الممثلة في الأفرشة والأغطية والمدافئ والوجبات الساخنة. وحسب رئيس جمعية «جزائر الخير» عيسى بن الأخضر، فإن العمليات التضامنية الخاصة بموسم البرد تنطلق دائما مع حلول فصل الخريف، حيث يبدأ التحضير عبر مختلف الولايات التي تنتشر فيها مكاتب الجمعية بإحصاء العائلات الأكثر تضررا، خاصة ببعض الولايات التي تعرف ببرودتها مثل بشار، تمنراست، برج بوعريريج والجلفة، حيث يتم تزويدها بكل ما تحتاج إليه خلال موسم الشتاء، من الألبسة والأغطية، بما في ذلك المواد الغذائية التي تحتاج إليها العائلات في فصل الشتاء كالحبوب الجافة. لا تكتفي الجمعية، حسب رئيسها، بالأفرشة والأغطية وإنما يمتد نشاطها إلى الوجبات الساخنة، حيث تتكفل مكاتبها بالإشراف على موائد الطعام لليتامى، وهو ما تم مؤخرا بحاسي بحبح، البرج ووهران، وينتظر أن تستمر النشاطات لتشمل أيضا المشردين بالشوارع الذين يستفيدون من وجبات ساخنة توزع عليهم ببعض الولايات، كالعاصمة وعنابة ووهران وبشار والبيض، يقول السيد بن عيسى. وفي رده على سؤالنا حول مدى تفاعل المجتمع مع العمليات التضامنية، أشار محدثنا إلى أن الوعي بأهمية العمل التطوعي يعرف سنة بعد أخرى تحسنا كبيرا، حيث قال؛ «نتلقى الدعم بالدرجة الأولى من المحسنين من المؤسسات الاقتصادية والأشخاص المحبين لفعل الخير، مشيرا إلى أن جمعية «جزائر الخير» تبادر إلى التعاون مع جمعيات محلية بمختلف الولايات لإنجاح العمل التضامني، غير أنها تصطدم في كل مرة بندرة الجمعيات الفاعلة في الميدان، الأمر الذي يعرقل الوصول إلى أكبر شريحة من العائلات الفقيرة والمعوزة رغم توفر الإعانات». الفضاء الأزرق يدعم العمل التطوعي اعتمدت بعض المجموعات الخيرية لدعم العائلات الفقيرة على الفضاء الأزرق «فايسبوك»، من أجل تحفيز الناس على التضامن والتطور، على غرار مجموعة «دير الخير وانساه». وحسب الناشطين بالمجموعة، فإن الاعتماد على التكنولوجيا سهل إلى حد كبير جمع المساعدات ممثلة في مواد غذائية وأغطية ومدفئات، حيث أطلقت المجمعة على المشروع الخيري على صفحتها اسم «مشروع دثرني» الذي يستهدف الوقوف إلى جانب العائلات المنسية بالمناطق الجبلية والمعزولة التي تعاني في صمت في موسم البرد، من أجل هذا يجري كخطوة أولى الإسراع إلى تزويدهم بكل الضروريات التي من شأنها أن تمكنهم من الظفر بشيء من الدفء. ينتظر حسب أعضاء المجموعة أن يجري إطلاق قافلة تضامنية إلى ولاية ورقة في شهر جانفي، تحوي مساعدات متنوعة. وتسعى المجموعة في إطار نشاطها الخيري أيضا إلى رفع التحدي من أجل بلوغ 1000 غطاء ينتظر أن تستفيد منه العائلات الفقيرة على مستوى ولاية البيض التي تعرف ببرودتها في فصل الشتاء. وحول ما إذا كانت المجموعة تعمل بالتنسيق مع بعض الجمعيات، أكد ممثلو المجموعة أنها تتطلع من خلال الفضاء الأزرق إلى خلق علاقات تعارف مع الجمعيات الخيرية في الولايات التي يشملها النشاط الخيري، لتسهيل الوصل إليهم وإنجاح العمل التضامني.