استلمت مديرية الثقافة لبومرداس خلال 2016 العديد من المشاريع التي من شأنها الارتقاء بالمشهد الثقافي في الولاية، ومنها المكتبات الريفية المجهّزة بمختلف العناوين، بما يكسر مركزية المطالعة، ناهيك عن تحقيق نتائج مشرّفة في مجال الجوائز والتتويجات التي نالتها الولاية وطنيا، بدون إغفال تصنيف عدّة ممتلكات ثقافية مادية وغير مادية وعلى رأسها قصبة دلس العتيقة، بما يزيد من تعزيز مكانة الولاية ثقافيا على المستوى الوطني. لم تكد سنة 2016 تنتهي ببومرداس حتى كان لقطاع الثقافة صدى إيجابي وطنيا بصدور قرار الموافقة وزاريا على المخطط الدائم لحفظ واستصلاح القطاع المحفوظ لقصبة دلس العتيقة، وهو القرار الصادر بالجريدة الرسمية رقم 68 بتاريخ 26 نوفمبر 2016، ما يضفي على القصبة هيبة أخرى تضاف لجماليتها التي بقيت صامدة على مر القرون. وقبله صدر القرار الوزاري في 28 أفريل من نفس السنة، المتضمّن تصنيف المعلم التاريخي منارة بن غوث أو برج لفنار بدلس، تراثا محميا، ونُشر بالجريدة الرسمية في 08 جوان 2016. وفي نفس العدد صدر القرار الوزاري المتضمن تصنيف الموقع الأثري لزموري البحري، وكلّها قرارات هادفة لحماية الممتلكات الثقافية المصنّفة ضمن التراث المادي وغير المادي. وحقّقت بومرداس خلال 2016 العديد من التتويجات، ونالت جوائز وطنية، ومنها جائزة «علي معاشي» لمسابقة رئيس الجمهورية للمبدعين الشباب، والتي نالها المبدع عبد القادر بوضربة من برج منايل عن روايته «رقصة قمر» شهر جوان، وجائزة أحسن سينوغرافيا نالتها الجمعية الثقافية لنشاطات الهواء الطلق لبودواو للعرض المسرحي «نون» خلال الطبعة السادسة لمهرجان أميزور للمسرح الهاوي بولاية بجاية، والتي نالت كذلك جائزة أحسن نص مسرحي خلال نفس التظاهرة ببجاية. كما تمّ تكريم 17 شخصية من عالم الثقافة والفن بحضور السلطات المحلية لولاية بومرداس، منها 05 شخصيات محلية و12 أخرى وطنية. وعلى صعيد الآداب والفنون، أحصت المكتبة المتنقلة السنة المنقضية 4677 كتابا بمختلف العناوين وباللغات الثلاث؛ العربية والأمازيغية والفرنسية، وحقّقت 63 خرجة ميدانية على مستوى 20 مؤسّسة وهياكل ثقافية وتربوية. كما بلغ عدد الكتب الموزعة خلال 2016، ما يصل إلى 14439 كتابا، استفادت منها مجموعة من المؤسّسات والهيئات العمومية على مستوى 12 بلدية. في السياق، استلمت مديرية الثقافة ثلاث مكتبات ريفية بقرية عمر ببرج منايل، وأخرى بكدية لعرايس ببلدية لقاطة، ومكتبة بحي بن مرزوقة ببلدية بودواو، وهي مكتبات في طور التجهيز والتزويد بالكتب ومنتظر افتتاحها قريبا، بما يزيد في ترقية المطالعة أكثر بكسر مركزية المكتبات على المدن من جهة، وجعل الكتاب يقصد قارئه من جهة أخرى، حسبما وضّح مدير الثقافة السيد جمال فوغالي في عرضه حصيلة قطاعه في 2016 ل «المساء»، ملفتا إلى تجميد سبعة مشاريع مختلفة في القطاع. إلى ذلك تتحضّر مديرية الثقافة خلال 2017 الجاري، لإعداد برامج فنية ثقافية للاحتفال بالأعياد الوطنية والدينية والأيام الوطنية والدولية، وكذا تنظيم طبعة دولية لملتقى الروائي رشيد ميموني، إلى جانب تنظيم صالونات مختلفة تهتم بالكتاب العلمي والفن التشكيلي الإسلامي في طبعته الخامسة، وتنظيم الطبعة الحادية عشرة للأيام الوطنية للمسرح وجائزة «القناع الذهبي»، وكذا الطبعة الثانية للأيام الوطنية للغناء والموسيقى الشبابية، والطبعة الثالثة ل «أيام الرقص الشبابي»، فضلا عن الطبعة الأولى للأيام الوطنية للمسرح الثوري بالتعاون والتنسيق مع جمعية المسرح الجديد لمدينة يسّر، واحتضان بومرداس الطبعة الأولى للأيام الوطنية للكاريكاتور. كما ستشهد 2017 استلام تجهيزات ثقافية حيوية، وعلى رأسها المكتبة الرئيسة للمطالعة العمومية، المنتظر أن تكون قطبا للإشعاع الثقافي باحتوائها عدة ورشات تستقطب مختلف أطياف الفاعلين في الحقل الثقافي؛ من أدباء وروائيين وشعراء وغيرهم. كما يُنتظر في حال توفر الاعتمادات المالية، الشروع في الإجراءات التعاقدية الخاصة بإنجاز المتحف الجهوي لبومرداس بعد الانتهاء من الدراسات، وبالمثل فيما يخص إنجاز المسرح الجهوي للولاية، بما يزيد من مكانة بومرداس ثقافيا وعلميا، ويجعلها تحمل صفة تسميتها ب «مدينة الفكر والإبداع».