تفتح «المساء» هذا اليوم ملف التدفئة وظروف التمدرس بالمؤسسات التعليمية، والتي ساهمت خلال الأيام الأخيرة، في تعطل الدراسة ب2689 مؤسسة تربوية عبر الوطن -حسبما جاء تفصيله في عدد «المساء» لنهار أمس- إذ أشارت التقارير الواردة من معظم الولايات المتأثرة بالتقلبات الجوية، إلى تنصيب خلايا متابعة لوضعية المدارس، وذلك تزامنا مع حركات احتجاجية دفعت إلى هجرة مقاعد الدراسة، إما بسبب كثافة الثلوج التي صعبت من حركة التنقل أو نتيجة استحالة مكوث التلاميذ في حجرات وصفت ب«الثلاجات»، نظرا لبرودتها الشديدة وتفاديا «للجمود». وإن كان رفض أولياء التلاميذ التحاق أبنائهم ببعض المؤسسات، ترجعه تقارير أخرى إلى عدم تكفل البلديات بتوفير التدفئة بالمؤسسات التربوية وأخذ الاحتياطات مبكرا، فإن مصالح أخرى، تعتبر هذه الحالات استثناء، وتؤكد توفر كل الظروف لتمدرس التلاميذ، على اعتبار أن الجهات المختصة اتخذت كل التدابير تحسبا لمثل هذه الحالة الجوية التي تتكرر كل سنة، حيث استبدلت مدافئ المازوت بأخرى تشتغل بالبروبان، فيما أكدت أن الإشكال يبقى مطروحا في المناطق النائية التي لم تجهز بغاز المدينة، بالموازاة مع قدم المدافئ التي تسببت في اختناقات وحوادث خطيرة، كان ضحيتها تلاميذ، على غرار ما حدث بخنشلة والمسيلة، وهو أمر يرجعه مسؤولون إلى غياب الصيانة الدورية، في حين أعلنت مديرية التربية ببومرداس، على سبيل المثال، أن مخزون المدافئ يكفي كل المدارس لكنها لم تطلب من طرف القائمين عليها. ميخالدي مدير التربية للجزائر شرق بشأن التدفئة المدرسية: كل المؤسسات مجهزة ومجندون لإصلاح أي خلل كشف مدير التربية للجزائر شرق، إلياس ميخالدي ل«المساء»، أن مديريته انتهت من معاينة كل المؤسسات التربوية ال517 للأطوار الثلاثة الواقعة بإقليمها، بعد تجنيد كل المفتشيات لمعاينة المؤسسات وتحديد الاحتياجات اللازمة للتكفل بالتلاميذ، خاصة في مرحلة التحضيري والابتدائي. وحسب التقارير يقول مدير التربية-، فإن خدمات التدفئة بالمؤسسات تسير على أحسن ما يرام، ماعدا بعض النقائص المسجلة بمؤسسات لا يتعدى عددها أصابع اليد الواحدة. وأكد السيد ميخالدي أنه وجه تعليمات لكل المفتشيات ومديري المؤسسات على الحرص المستمر في سبيل ضمان التدفئة، والتبليغ عن أي تعطل في التجهيزات المرتبطة بهذه الخدمة، وأن أي طارئ يتطلب تدخلا فوريا يقوم به مدير المؤسسة، وإذا تعذر عليه الأمر، فإن المديرية تتكفل بالأمر، مفيدا أن كل أجهزة التدفئة بالمؤسسات كانت خلال الأسبوع الماضي تسير بطريقة عادية، ليتم تسجيل بعض الخلل في الأسبوع الجاري، مفصلا في هذا الصدد بأنه من أصل 50 ثانوية بشرق العاصمة، تعطلت خدمة التدفئة بثانويتين؛ إحداهما ببلدية عين طاية وهي ثانوية فرحات عباس، وثانوية محمد بوعبد الله بالكاليتوس. مفيدا بأن أشغال الصيانة جارية لإعادة الدفء للأقسام، وتخليصهم من تبعات الاضطرابات الجوية. وبخصوص الطور المتوسط، كشف السيد ميخالدي عن أن المشكل لم يسجل إلا في حالة وحيدة ملحقة متوسطة محمد بوراس ببراقي، من أصل 122 متوسطة تابعة لمديرية التربية لشرق العاصمة. كما أكد بشأن المدارس الابتدائية الواقعة بإقليم شرق العاصمة وعددها 345 ابتدائية، أنه لم يتم تسجيل إلا حالة واحدة، ويتعلق الأمر بابتدائية رأس السوطة في برج الكيفان التي تضم11 قسما، تأخرت أشغال تجهيزها بالمدفآت، لأن الأقسام جديدة ومشيدة بالبناء الجاهز، أنجزت حديثا تعويضا لتلك القديمة المحتوية على مادة الأميونت المسرطنة. علما أن أولياء التلاميذ منعوا أبناءهم بعد العطلة الشتوية مباشرة الدراسة لمدة أسبوع، احتجاجا على غياب التدفئة. ❊رشيد كعبوب بلدية سيدي موسى ...15 ابتدائية مزوّدة بنظام التدفئة المركزية قطعت بلدية سيدي موسى التابعة لدائرة براقيبالجزائر العاصمة، أشواطا كبيرة في مجال التكفّل بالخدمات الضرورية على مستوى المؤسسات التربوية الموزعة عبر إقليمها، خاصة ما تعلّق بتوفير التدفئة للمتمدرسين في سبيل ضمان تمدرسهم في أحسن الظروف، حيث تحصي البلدية حاليا 15 ابتدائية ب120 قسما تربويا مزوّدة بنظام التدفئة المركزية، فيما كانت 03 مؤسسات تربوية فقط غير موصولة بهذه الخدمة منذ بداية عهدة المجلس الشعبي البلدي لهذه الجماعة المحلية سنة 2013. أكد رئيس البلدية، السيد علاّل بوثلجة، في اتصال هاتفي ب«المساء»، أن المجلس البلدي بذل جهودا كبيرة في إطار التكفّل بالخدمات الضرورية في الأقسام التربوية بالمنطقة، من خلال التوصل إلى تغطية 15 مدرسة بالتدفئة المركزية، (منها 14 مدرسة تسير فيها التدفئة بالغاز الطبيعي، ومدرسة واحدة مزوّدة بنظام تدفئة مركزية بمادة المازوت، بحكم موقعها الخارج عن المدينة). معتبرا أن هذا يبعث على التفاؤل في هذا الشأن. علما أن غالبية هذه المدارس لم تكن موصولة بهذه الخدمة الضرورية منذ ما يقارب أربع سنوات مضت. وأوضح السيد بوثلجة في هذا الإطار، أن الاهتمام بتوفير التدفئة داخل الأقسام على مستوى المدارس والابتدائيات بالمنطقة، يبقى أولوية الأوليات بالنسبة لمنتخبي المجلس الشعبي البلدي بسيدي موسى، ناهيك عن التكفّل كذلك بالتهيئة الشاملة لهذه المرافق التربوية وتحسين ظروف عمل طاقم التدريس، تماشيا مع الوسائل المالية التي تحوزها البلدية. برنامج تهيئة على مراحل للمؤسسات التربوية فيما يخص التهيئة الشاملة للمؤسسات التربوية، خاصة الابتدائيات والمتوسطات، تماشيا مع الظروف المناخية لموسم الشتاء، أشار رئيس البلدية إلى إعداد برنامج على مراحل من خلال تخصيص جزء من الميزانية السنوية لذلك، حيث ستمس العملية في مرحلة أولى تهيئة 04 مدارس بغلاف مالي يقدر ب12 مليون دينار، إلى جانب تهيئة 14 مدرسة في مرحلة ثانية بقسمة 38 مليون دينار، بالاضافة إلى 04 مدارس أخرى في مرحلة ثالثة بقيمة 26 مليون دينار. مع الشروع مقابل ذلك في تهيئة مؤسسة تربوية جديدة ب08 ملايين دينار. وهي مشاريع ستعمل -حسب المتحدث- على تعزيز التكفّل والاهتمام بقطاع التربية والتعليم بالمنطقة. وأوضح مسؤول البلدية في هذا الشأن، أن عملية التهيئة هذه ستمس عدة لواحق، على غرار تجديد الطاولات والكراسي، المراحيض والمساحات الداخلية للأقسام، لتبقى آخر مرحلة في ذلك تخص تهيئة المساحات الخارجية. تعزيز خدمات المطاعم المدرسية من جهة أخرى، ستمس هذه العملية المطاعم المدرسية الثمانية التي تتوفّر عليها المدارس بإقليم البلدية، والتي استلم منها مطعم واحد جديد مع نهاية سنة 2015 ودخل حيّز الخدمة فعليا مع حلول السنة الماضية 2016، في وقت تم تعزيز 07 مطاعم مدرسية ببطاريات طاقوية لضمان بقائها مشتغلة، خاصة في الحالات الاستثنائية. تندرج هذه الخطوة الهامة ضمن الأهداف الرامية إلى العناية بجانب الإطعام والحرص على تقديم وجبات ساخنة وصحيّة تتماشى مع الظروف المناخية التي تميّز فصل الشتاء، خاصة مع تساقط الأمطار والثلوج وموجة البرد الشديد. وعن اعتماد برنامج المراحل في التهيئة، أوضح المسؤول المحلي أن الأمر يتم كذلك تماشيا مع الميزانية الضعيفة التي تسيّر بها الشؤون المحلية، مشيرا إلى أنه مع مرور 04 سنوات كاملة عن تشكيل المجلس الشعبي البلدي، لا يفوت ملاحظة التحسّن الكبير الذي أضحى يميّز واقع قطاع التربية بالمنطقة. ❊م.أجاوت رئيس لجنة التربية بالمجلس الولائي للعاصمة يؤكد ل«المساء»: 900 مليار سنتيم خصصت لقطاع التربية خلال هذه العهدة أكد رئيس لجنة التربية والتعليم العالي والتكوين المهني بالمجلس الشعبي الولائي، السيد محمد ملحاق ل«المساء» أمس، أن ظروف تمدرس التلاميذ بالعاصمة شهدت تحسنا كبيرا، بفضل المتابعة المستمرة من قبل المجلس الذي رصد لقطاع التربية مساعدات مالية ضخمة قدرت بحوالي 900 مليار سنتيم خلال هذه العهدة، بالإضافة إلى الميزانية القطاعية التي خصصت أيضا لتوفير الظروف المناسبة لتمدرس التلاميذ، بما فيها التدفئة ووجبة ساخنة، خاصة عند تدني درجات الحرارة، وقدوم موجة البرد القارص، مثلما تشهده العاصمة وباقي ولايات الوطن منذ أيام. أوضح المتحدث أن التدفئة متوفرة في أغلب المؤسسات بالعاصمة، بفضل المجهودات المتواصلة لأعضاء المجلس والمعنيين بالأمر، غير أنه أشار إلى تسجيل بعض النقائص في عدد من البلديات، اكتشفها المجلس من خلال الخرجات الميدانية العديدة التي قام بها، منها تلك التي لها علاقة بالتدفئة وعدم ربط المؤسسات بالغاز الطبيعي، أو المطاعم المدرسية التي تعاني نقص العمال والطباخين المؤهلين والاعتماد على عمال الشبكة الاجتماعية في تحضير الوجبة. وفي هذا الصدد، ذكر رئيس لجنة التربية والتعليم العالي والتكوين المهني، أن المجلس استدعى في عهدته السابقة المعنيين من المسؤولين، كمديري الصناعة والمناجم و«سونلغاز»، لتحديد العقبات والمسؤوليات التي تم بموجبها ربط المدارس والمؤسسات التربوية بالغاز الطبيعي وتجهيزات التدفئة، خاصة ببعض المدارس التي كان فيها التلاميذ آنذاك يدرسون في شبه ثلاجات. كما تم التكفل بمشكل الصيانة، بينما اقترحت لجنة التربية بالمجلس ربط المؤسسات التي يستحيل ربطها بالغاز الطبيعي بالطاقة الشمسية، كبديل عن الغاز، فضلا عن كونها متجددة ونظيفة ويمكن توفيرها، كبديل تم اقتراحه، مع الاستعداد لرصد مبالغ مالية لتجسيد التوصيات التي تمت صياغتها. وأوضح أن المجهودات متواصلة لمعالجة كافة الاختلالات والنقائص التي لا تزال مطروحة، والتي ستقف عليها اللجنة في خرجات ميدانية أخرى تستأنفها قريبا، في إطار متابعتها لبرنامج كبير خصص لقطاع التربية بولاية الجزائر، والذي حظي بمبالغ مالية كبيرة سمحت بحل مشكل ربط المؤسسات التربوية بالغاز وتجهيزها لتوفير التدفئة، كما تم اقتراح وضع وحدة مشتركة للصيانة بين مديريات التربية الثلاث وهي؛ الجزائر وسط، شرق العاصمة وغربها «لأن هناك مدارس يتوفر فيها الربط بالغاز، لكنها تعاني من مشكل الصيانة». من جهة أخرى، ذكر ملحاق أن المجلس خصص في عهدته السابقة ملفا كاملا للتدفئة المدرسية، وقام من خلاله بمعاينة وجرد كل المؤسسات التربوية. كما تم إحصاء كل المشاكل الموجودة المتعلقة بالتدفئة، حيث تبين أن بعض المؤسسات تنعدم بها التدفئة تماما وتوجد في وضعية كارثية، بينما توجد بمؤسسات أخرى أجهزة تدفئة قديمة تتطلب التجديد، وفي بعضها معطلة بسبب نقص الصيانة، في حين أن بعض المؤسسات التربوية الأخرى غير مربوطة بالغاز، حيث اتخذ حسب المتحدث قرارا بربط كل المؤسسات بالغاز الطبيعي ورصد مبلغ لهذا المشروع. من جهة أخرى، ذكر المتحدث أن المجلس اكتشف أيضا مشاكل على مستوى المطاعم المدرسية، منها نقص التجهيز والربط بالغاز لتوفير الوجبة ونقص العمال والطباخين المؤهلين والاعتماد على عمال الشبكة الاجتماعية في تحضير الوجبة المدرسية، مؤكدا أن اللجنة سوف لن تدخر أي جهد لخدمة القطاع ووضع كل الظروف المناسبة لتمدرس التلاميذ، والتي تنعكس إيجابا على تحصيلهم العلمي. يذكر أن لجنة التربية والتعليم العالي والتكوين المهني قامت في وقت سابق بخرجات ميدانية للمؤسسات التربوية بالعاصمة، لمتابعة مدى استغلال الأموال التي رصدت من أجل توفير ظروف التمدرس للتلاميذ، من خلال ترميم المؤسسات التربوية والمطاعم المدرسية ووحدات الكشف الصحي ومختلف التجهيزات من كراس وطاولات، حيث تم اكتشاف نقائص كبيرة، رفع بشأنها ملفا وتقريرا كاملا لوالي ولاية الجزائر، من أجل معرفة وجهة الأموال التي رصدت للقطاع. ❊زهية.ش