سجلت مصالح قيادة الدرك الوطني في ولاية تلمسان، فتح جميع الطرق الواقعة جنوب الولاية المغلقة بفعل الثلوج أمام حركة المرور، والمقدّرة ب 13 طريقا وطنيا وولائيا، باستثناء الطريق الوطني رقم 99 في شقه الرابط بين بلدية بني بوسعيد والعابد عند منطقة رأس العصفور، خاصة أنّها معروفة بتضاريسها الصعبة، مما يتطلّب تسخير مجهودات، في حين تبقى الحركة على مستوى الطريق رقم 02 الرابط بين عين غرابة وصبرة ثقيلة. من جهتها الفرق التقنية التابعة لمؤسسة توزيع الكهرباء والغاز، تمكّنت من إعادة التيار الكهربائي في بلديات تيرني والقور والعريشة، إلا أنه ونظرا لسقوط الثلوج بكثافة، وعدم ذوبانها إلى حدّ اليوم، وصعوبة الوصول إلى الشبكة الكهربائية والأعمدة التي سقطت والموجودة بأعالي الجبال، تعذّر التموين بالطاقة الكهربائية بكلّ من عين غرابة، سيدي الجيلالي والبويهي والفرندة، أحفير، المفروش، وادي فل، سيدي العربي والطاقة ومازر، في حين تمّ إصلاح 22 عطبا بعد انقطاع التزويد بالغاز الطبيعي على مستوى مختلف أحياء تلمسان. وتزامنا مع موجة البرد القارس التي عرفتها ولاية تلمسان، عاشت العديد من العائلات بقرى ومداشر دوائر الولاية، خاصة الحدودية منها الواقعة بجنوب أو غرب الولاية، أزمة في التموين بقارورات غاز البوتان، مما دفع ببعض العائلات إلى الاستعانة بسيارات «كلوندستان» ب400 دينار، في حين لجأت الأخرى إلى الحطب المدخّر للتدفئة والطهي. ومن بين هذه القرى والمداشر المتضرّرة، تلك المتواجدة ببلديات دائرة بني سنوس، وفي مقدّمتها الخمس التي حاصرتها الثلوج الكثيفة ونتج عن عزلها النقص في التمويل بالمواد الغذائية والخضر والفواكه وانقطاع التيار الكهربائي والشبكة الهاتفية ومياه الشرب، نظرا لتجمده في الخزّان. وعقب التساقطات الثلجية والمطرية المعتبرة وتوقع ارتفاع منسوب مياه الوديان التي تنجم عنها سيول وفيضانات، وجّهت مصالح الحماية المدنية نداء لسكان المناطق النائية والقاطنين بمحاذاة هذه المناطق التضاريسية، لتجنّب الاقتراب من الأودية، واتّخاذ إجراءات السلامة والتهوية والصيانة الدورية لأجهزة التدفئة والتسخين، كما دعت مستعملي الطرق إلى توخّي الحذر أثناء السياقة، خاصة في المنعرجات. في المقابل، وفي إطار إبراز المسائل الإنسانية التي اعتادت المديرية العامة للأمن الوطني عامة وولاية تلمسان خاصة القيام بها سنويا، حتى يسود التضامن والتعاون بين جهاز الشرطة ومختلف شرائح المجتمع، نظّم أمن ولاية تلمسان بالتنسيق مع مديرية النشاط الاجتماعي والتضامن والهلال الأحمر الجزائري ومصالح الحماية المدنية ومصالح البلدية، خرجة ميدانية طيلة أسبوع عبر مختلف بلديات الولاية من أجل تقديم يد المساعدة للأشخاص المعوزين وبدون مأوى. العملية مسّت جميع شوارع مدينة تلمسان، حيث تمّ إجلاء ما لا يقل عن 60 شخصا، منهم من تم نقلهم على مستوى نادي الشرطة وتقديم وجبات ساخنة لهم، وتوفير المبيت لهم على مستوى مركز النشاط الاجتماعي والتضامن لهضبة لالة ستي، ومنهم من تم نقلهم حسب كلّ بلدية إلى دار الخيرية، أو التكفّل بهم من طرف الجمعيات الخيرية وبعض المحسنين. للإشارة، سخّرت ولاية تلمسان جميع الوسائل اللازمة لإزالة الثلوج على مستوى البلديات التي مسّها هذا التساقط، حيث عمد عمال الأشغال العمومية وعناصر الحماية المدينة والدرك الوطني والجيش الوطني الشعبي جاهدين من أجل فتح الطرق المقطوعة بكاسحات الثلوج وتموين المناطق المعزولة، خاصة المواطنين الذين هم بحاجة إلى مساعدة، واستنادا لمصالح الولاية تم تنصيب خلية متابعة على مستوى الأمانة العامة للولاية. 177 تدخّلا بسعيدة ...تشكيل خلية أزمة لمتابعة الوضع على إثر الاضطرابات الجوية التي مسّت ربوع بلديات ولاية سعيدة، شكّلت خلية أزمة على مستوى مقر الولاية، سهرت على توفير جميع الظروف المادية والبشرية بالتنسيق مع مختلف المصالح للتدخّل في الأوقات المناسبة لفكّ العزلة عن ساكني القرى والبلديات. كما قامت المصالح المشتركة مابين عناصر الجيش الوطني الشعبي، الدرك الوطني، الحماية المدنية وقطاع الأشغال العمومية وكذا مصالح البلدية، بإزالة الثلوج بواسطة الكاسحات، لفتح الطرقات في المواقع المتضرّرة من التساقط، من أجل تسهيل حركة المرور، وهذا على مستوى الطريق الوطني رقم 92 الرابط بين سعيدة وتيارت مرورا بالحساسنة إضافة إلى الطريق الولائي رقم 28 المؤدي إلى قرية سيدي يوسف وكذا الطريق الوطني رقم 06 عند نقاط بوراشد وسيدي أحمد، الذي يشهد حركة نقل كبيرة، مع تجنيد جميع الوحدات التدخل من أجل مد يد المساعدة للمواطنين وإزالة الثلوج وهذا بالتواجد الميداني في الزمان والمكان والانتشار الجيد. من جهتها، سجّلت المصالح العملياتية للحماية المدنية بولاية سعيدة خلال فترة الاضطرابات الجوية التي شهدتها الولاية 177 تدخّلا ميدانيا، شمل حوادث المرور وسحب سيارات وشاحنات عالقة جراء الثلوج المتراكمة دون تسجيل خسائر بشرية، كما برمجت حصصا وخرجات تحسيسية حول مخاطر الاختناقات الغازية. وفي نفس السياق، قامت مصالح «نفطال» بتوفير نحو 27 ألف قارورة، حسبما أفاد به المدير الولائي للطاقة، الذي أكّد أنّ استهلاك هذه المادة وصل إلى الضعف خلال الأيام الأربعة الماضية، بسبب المنخفض الجوي الذي شهدته المنطقة، وما صاحبه من تساقط للثلوج وبرودة للطقس. أما فيما يتعلق بالعمل التضامني للجمعيات الفاعلة في هذا المجال، فقد قام المكتب الولائي لجمعية «كافل اليتيم» على غرار الهلال الأحمر الجزائري بتوزيع عدد معتبر من الأفرشة والأغطية لفائدة الأيتام، فضلا عن مساعدات غذائية ومدفئات مسّت بلديات سعيدة وأولاد إبراهيم والمعمورة وسيدي بوبكر.