عزلت الثلوج والأمطار الغزيرة التي تشهدها الجزائر منذ يومين العديد من ولايات الشمال، كما تسببت في غلق العديد من الطرق الرئيسية بين الولايات، ما دفع أجهزة الحماية المدنية إلى إعلان حالة الطوارئ، وتشكيل خلية أزمة في الولايات الأكثر تضررا من الثلوج والبرد. شهدت ولاية تلمسان ليلة أول أمس تساقطا كثيفا للثلوج بلغ سمكه أكثر من 60 سم في بلديات تيرني والقور سيدي الجيلالي والعريشة، والتي تسببت في عرقلة الحركة بين عاصمة الولاية وجنوبها، رغم تدخل كاسحات الثلوج التي لم تصمد أمام تزايد تساقط الثلوج التي كانت مصحوبة برياح قوية. وقد شكلت طوابير كبيرة على حافتي الطريق للشاحنات والسيارات، في حين أقدمت المؤسسات التربوية ببلدية سبدو والمناطق المجاورة لها، وحتى وسط مدينة تلمسان، إلى تسريح التلاميذ. وتدخلت الحماية المدنية لإنقاذ شخصين من الهلاك بعد أن ظلا عالقين داخل سيارتهما وسط الثلوج بمنطقة تيرني. وعرفت بلديات جنوب الولاية غياب المواد الأساسية كالخبز والحليب، نتيجة انقطاع الطريق المؤدي إلى الولاية وغلق الكثير من بائعي الجملة والتجزئة لمحلاتهم التجارية. وفي سعيدة تسببت الثلوج ليلة الأربعاء إلى الخميس في شل حركة السير بالطريق الوطني رقم 6 الرابط بين ولايات سعيدة والبيض والنعامة، الأمر الذي حال دون تنقل المركبات والحافلات والشاحنات الناقلة للبضائع، وهي الوضعية التي أدخلت ولايتي النعامة والبيض في عزلة، خاصة ما تعلق بالتموين بالمواد الطاقوية ومختلف الخضر والفواكه التي كثيرا ما تشحن من ولاية معسكر. أما في ولاية تيارت فتسببت الثلوج المتساقطة في قطع حركة المرور على مستوى طرق وطنية ولائية وبلدية، إذ سجل انقطاع حركة المركبات على مستوى الطريق الوطني رقم 14 بتراب بلديتي ملاكو وفرندة، وعلى مستوى الطريق الوطني 23 بتراب بلديات السوڤر وعين الذهب وقرطوفة وعاصمة الولاية، والطريق الوطني رقم 111 الرابط بين ولايتي تيارت والبيض على مستوى بلدية سيدي عبد الرحمان. وسجل انقطاع التيار الكهربائي ببلدية السبعين بسبب خلل تقني ناجم عن تساقط الثلوج، وانقطع التلاميذ عن الدراسة في معظم المؤسسات التربوية. وفي الأغواط أدت الثلوج الكثيفة، التي تساقطت على المناطق الشمالية، إلى قطع الطرق الوطنية والولائية والبلدية وعزل السكان وحرمان المئات من التلاميذ من الالتحاق بمقاعد الدراسة. وفي برج بوعريريج أكد مدير الري، ل«الخبر”، أن مخزون سد عين زادة بلغ حوالي 53 مليون لتر مكعب أي ما يعادل نسبة امتلاء تقدر ب42,05 بالمائة، ما يكفي استهلاك 10 أشهر، وهي نسبة مرشحة للارتفاع بعد ذوبان ثلوج جبل مقرين بولاية سطيف الممون الرئيسي للسد، ما ينقذ الولاية من العطش بعد الجفاف الذي امتد إلى شهر ديسمبر، وأدى إلى تراجع منسوب السد إلى أقل من 30 بالمائة. وفي جيجل تسبب فيضان وادي النيل في خروج عشرات المواطنين المتضررين واعتصامهم أمس أمام مقر دائرة الشقفة، احتجاجا على تماطل السلطات في اتخاذ إجراءات لحمايتهم من خطر توسع مجرى الوادي المذكور. وجاءت هذه الحركة الاحتجاجية غداة تعرض قريتي السبت والقراية لخسائر كبيرة، حيث تسبب ارتفاع منسوب مياه وادي النيل وفيضانه خلال الاضطرابات الجوية الأخيرة في جرف مساحات شاسعة من الأراضي، والعشرات من أشجار الزيتون بعد توسع مجراه نحو التجمعين السكنيين بعشرات الأمتار في ظاهرة أصبحت تتكرر سنويا.