حذّر الدكتور إبراهيم شعشوعة، المختص في أمراض العيون، من التعرّض المستمر واليومي للشاشات الإلكترونية، موضّحا أنّ الأمراض المرتبطة بصحة النظر تتزايد من سنة إلى أخرى، لتمسّ نسبة كبيرة منها الفئات العمرية دون سن 12 سنة، بسبب إقبال الأطفال بشكل خاص، على الأجهزة الإلكترونية التي أصبحت في السنوات الأخيرة، تتحكّم في تصرفاتهم بشكل يدعو للقلق. دقّ المختصّ ناقوس الخطر بسبب انتشار الوباء العالمي للعمى، حيث أوضح أنّ التحديق المستمر في الشاشات وبصفة يومية، أصبح يؤثّر بشكل مباشر على شبكية العين، مبرزا أنّ الأشعة المنبعثة من الأجهزة الرقمية بأنواعها سواء جهاز الكمبيوتر أو الهواتف المحمولة أو شاشات التلفزيون، يمكن أن تتلف العين وتلحق بها أضرارا لا يمكن إصلاحها بسبب تدهور متقدّم في شبكية العين. وقال الدكتور ل «المساء» إنّه في وقت سابق، كان الفرد يعرض نفسه بشكل خاص لشاشات التلفزيون دون غيرها، وكانت تلك النسبة تتطلّب سنوات عديدة لظهور علامات «تعب العينين»، إلاّ أنّ تلك الفترة تقلّصت بطريقة سريعة جدّا بسبب انتشار أجهزة أخرى أكثر ضررا من شاشات التلفزيون، لاسيما أنّ تلك الأجهزة أصبحت تُعتبر شاشات رقمية يدمن عليها الفرد بشكل يدعو للقلق. وحذّر شعشوعة من الاستعمال المفرط لتلك الأجهزة، لاسيما بالنسبة للأطفال الذين يعتبرون أكثر حساسية لتلك المخاطر وأكثرهم عرضة له، بسبب هشاشة بنيتهم الجسمية. وأوضح أنّ التحديق المستمر في الشاشات الرقمية يؤثّر على الشبكية، وهي الجزء الأكثر حساسية لذلك الضوء. وتتواجد الشبكية في الجزء الخلفي من العين، لافتا في سياق حديثه، إلى أنّ التعرض المستمر قادر على التسبب في العمى على المدى البعيد. دعوة الأولياء إلى مراقبة أطفالهم ومنعهم من استعمال هذه الأجهزة، هي موضوع العديد من الدراسات التي أشار إليها المختص، حيث أشار إلى أنّه من الرائج اليوم حصول الطفل منذ صغر سنه على هاتف نقال أو كمبيوتر محمول، بسبب أفكار خاطئة تبنّاها الأولياء، وهي دلال لأطفالهم، متناسين بذلك الأضرار العديدة التي يتسببون فيها، خاصة أنّ الطفل في تلك المرحلة يجهل تماما ما ينفعه وما يضره، ليذهب في رحلة البحث عن المتعة واللعب بين تلك الشاشات التي يبقى أمامها طيلة اليوم مادامت في متناوله، ومن السهل الوصول إليه، ليعتمد البعض الآخر الأكبر سنا من المراهقين، خاصة سياسة «عدم النوم» ليلا للبقاء متصلين بأجهزتهم؛ ما يسبب لهم ضعف البصر في سن متقدمة جدا، أحيانا قبل بلوغ «سن العشرين». وعن طرق حماية العين، أوضح المختص وجود نظارات طبية تُستعمل أثناء التعرض لهذه الشاشات الرقمية، حيث أوضح أنّ البعض لهم مفاهيم خاطئة حول سلامة العينين ومتى يستلزم استعمال النظارات، حيث يظن الأغلبية أنّ النظارات تُستعمل فقط بعد ضعف البصر، جاهلين بذلك وجود أنواع أخرى تسمى «مريحة» العين، وهي نظارات وقائية تحمي العين من التلف، ولا بدّ من استشارة الطبيب المختص قبل اقتنائها. كما حذّر بالمناسبة من الاستعمال العشوائي للنظارات وتبادلها بين الأشخاص، فلكلّ واحد حالته يحدّدها طبيب العيون. كما يُعدّ من الممنوع تماما اقتناء الأنواع المقلدة والركض وراء الأنواع «الرخيصة» المنتشرة بالسوق، والتي لا تراعي أدنى المعايير العالمية لسلامة العين والنظر. وأشار الطبيب إلى المبدأ العالمي أو الخطة الشهيرة المعروفة ب 20-20-20، وهي تقنية تمنح الراحة للعين عند استعمال تلك الأجهزة، يُقصد بذلك مقابل كل 20 دقيقة أمام أي جهاز به شاشة ينبعث منها الضوء الأبيض يجب تحويل البصر 20 مترا بعيدا عن الشاشة لمدة 20 ثانية، وهذه التقنية أثبتت فعاليتها في السماح للعين بالاسترخاء. وفي الأخير، أشار المتحدث إلى أنّ العديد من الدراسات أثبتت أنّ التعرّض لضوء الشاشات قد يكون أحد أسباب قلة النوم وفقدانه، هذا ما يجر العديد من الأمراض الأخرى إلى جانب مرض ضعف البصر وفقدانه.