أكد وزير الصحة وإصلاح المستشفيات، عبد المالك بوضياف، أمس، أن الجزائر شهدت خلال السنوات الأخيرة تقدما كبيرا في مكافحة داء السرطان، مما يضعها ضمن أهم الدول على المستويين الإقليمي والقاري، من حيث تقديم بيانات مدققة في مجال الصحة، والبلد الوحيد الذي قام بعملية تقنين السجلات الخاصة بداء السرطان بلغت 36 سجلا حيز الخدمة تغطي 82 % من إجمالي السكان، مما سمح لها باتخاذ القرارات السليمة وبناء منهجية ذات منفعة للمنظومة الصحية. أشرف أمس، وزير الصحة وإصلاح المستشفيات، عبد المالك سلال، بمعية البروفيسور باه كايتا، رئيس مكتب المنظمة العالمية للصحة، بقاعة المحاضرات مولود قاسم نايت بلقاسم، بجامعة فرحات عباس بسطيف الباز 2، على أشغال لقاء حول مكافحة داء السرطان، بمشاركة العديد من الأخصائيين، تم التطرق فيه بالأرقام إلى النسب التي شهدها هذا الداء الفتاك خلال السنوات الأخيرة، حسبما أفاد به القائمون على السجل الوطني لداء السرطان. وأوضح بوضياف، أن إحياء اليوم العالمي لمكافحة السرطان يأتي في ظل تحسن ملحوظ تشهده الجزائر في التكفل بداء السرطان الذي بلغت نسبته سنة 2014، حسب معطيات الشبكة الوطنية لسجلات السرطان التي وضعتها وزارة الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات، 114.5 حالة جديدة من أصل 100 ألف نسمة، من بينها 109.2 حالات جديدة من أصل 100 ألف عند الرجال و119.8 حالة جديدة من أصل 100 ألف عند النساء. مضيفا أن عملية التشخيص التي قامت بها المصالح المعنية شهر سبتمبر 2013، سمحت لهم بالوقوف على العديد من النقائص التي كان لها الأثر السلبي على المؤسسات الصحية والمريض على حد سوا، أبرزها الضغط الكبير الذي تشهده مصالح العلاج بالأشعة، والمواعيد المقدمة للمرضى التي غالبا ما تفوق 18 شهرا خاصة فيما يخص سرطان الثدي والبروستات، والنقص المستمر في الأدوية المستعملة في علاج السرطان بالإضافة إلى قلّة وحدات الأورام الطبية في العديد من الولايات، خاصة في الجنوب ما يجبر المرضى إلى قطع مسافات طويلة نحو المصالح الاستشفائية لمدن الشمال الكبرى.هذا الوضع دفع بوزارة الصحة إلى اتخاذ الإجراءات الضرورية التي تسمح بوضع حد لظاهرة نقص الأدوية المستعملة في علاج السرطان، والإسراع في تحسين العرض الخاص بطب الأورام والعلاج بالأشعّة، والشروع في تنفيذ المخطط متعدد القطاعات للوقاية ومكافحة عوامل الخطر من بين ثماره تحسين التكفّل الطبي بشكل خاص في طب الأورام الذي يتواجد اليوم عبر كافة ولايات الوطن بشكل يضمن علاجا جواريا بواسطة موارد علاجية حديثة. وبخصوص العلاج بالأشعة أكد عبد المالك بوضياف، أن الجهود التي بذلتها وزارة الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات، سمحت بتحسين الأداء المقدم، حيث ارتفع عدد المسرعات في القطاع العام من 07 أجهزة خلال ديسمبر 2013 إلى 22 جهازا في جانفي 2017، وهي التجهيزات التي تكلف الخزينة العمومية مبلغ 6 مليون أورو للمسرعة الواحدة. فيما يخص المخطط الوطني لمكافحة السرطان 2015-2019، الذي أقره رئيس الجمهورية، كشف بوضياف عن تنصيب لجنة وطنية توجيهية للمخطط الوطني لمكافحة السرطان يرأسها شخصيا، من بين مهامها ضمان متابعة وتقييم تنفيذ المخطط الوطني لمكافحة السرطان، بالإضافة إلى شروع الوزارة في برنامج تكويني في طب الأورام لفائدة الأطباء العامين على مستوى الوطن ستشمل هذه العملية كافة الأطباء العامين مع نهاية 2019. كما كشف أن السنة الجارية ستعرف تحولات كبرى في مكافحة السرطان، طالما أن وزارة الصحة تقوم بمنح الأولوية لدعم إجراءات الوقاية الأولى، وتعميم الكشف وترسيم الشبكات التي تضمن استمرار التكفل بمرضى السرطان، في إطار التحكم في مسار المريض، ووضع التوجيهات الوزارية المتعلقة بالاستراتيجيات العلاجية، وتعزيز البرامج الموجودة فيما يخص الكشف المبكر كسرطان عنق الرحم، الذي تراجع من المرتبة الأولى إلى الثالثة بالنسبة لأنواع السرطان لدى النساء.