تسابق ولاية الجزائر الزمن لاستلام ما تبقّى من مشروع المدينة الجديدة "سيدي عبد الله" بالمعالمة، حيث تسير الأشغال بخطى ثابتة لاستكمال المرافق الضرورية التي ترافق الأحياء السكنية الجديدة، بتعليمة من الوالي عد القادر زوخ، منها المرافق التجارية التي ستفتح الأبواب لتوفير 1200 منصب شغل. حيث حث زوخ في الاجتماعات الرسمية للمسؤولين، على ضرورة مرافقة سكنات "عدل"، والدعم الترقوي بجميع المرافق الضرورية من هياكل تعليمية وروضات ومساحات خضراء وحدائق وفضاءات ألعاب وتسلية، في حين أن المدينة الجديدة تضم حوالي 300 محل تجاري. وستسمح هذه المرافق التجارية الجوارية، حسبما ورد بموقع الولاية، بخلق حوالي 1.200 منصب عمل مباشر في مختلف المهن، غير أن المستفيدين من المحلات سيلتزمون بدفتر شروط صارم ومنسجم مع متطلبات التسيير العصري للمدن. وزيادة على ذلك، سيتم فتح مكاتب خدماتية تخصص للوكالات البنكية، ومكاتب البريد وخدمات الاتصالات وغيرها. كما تم تزويد الأحياء السكنية بالألياف البصرية، التي تمكن من الاستفادة من خدمات الهاتف والأنترنت عالية التدفق، فضلا عن توفير خدمة الأنترنت عبر شبكة "الويفي" في الأماكن العامة وعلى نطاق واسع. وبخصوص الإنارة العمومية، فقد تم تثبيت أعمدة إنارة تعمل بالطاقة الكهروضوئية؛ في خطوة تؤكد توجه هذه المدينة الجديدة، الرامي لأن تكون مدينة خضراء، وفقا للمعايير الإيكولوجية المعمول بها دوليا. وبخصوص التنظيم داخل الأحياء السكنية، فقد تم تجهيز البنايات بصحون هوائية جماعية لمشاهدة القنوات الفضائية فوق أسطحها، لتفادي تشويه منظر الواجهات، كما تم تزويد العمارات بنظام دخول رقمي، يسمح لسكانها بالدخول بواسطة بطاقة مغناطيسية أو البصمة الشخصية. وسيُمنع السكان من وضع شبابيك حديدية في النوافذ، عدا سكان الطابق الأول الذين يمكنهم الاستفادة من ترخيص لهذا الغرض شريطة احترام نموذج معيّن. وفي شأن نظافة الأحياء، تم صياغة مخطط جمع القمامات تتكفل به مؤسسة "إكسترانات"، التي ستعتمد لأول مرة على تقنية "القمامة المدفونة" وكذا الفرز الاختياري للمهملات، فيما تم منح عناية خاصة للطابع الجمالي للمدينة الجديدة ولشكلها النهائي، حيث تم بناء مدخل خاص بها ونافورة كبيرة مع وضع غطاء نباتي على جانبي الطرقات الرئيسة. وبالموازاة مع استلام الأحياء السكنية الأولى للمدينة الجديدة، تم إطلاق عدة مشاريع للترفيه والتسلية، على غرار حظيرة كبرى للرياضة والتسلية على مساحة 30 هكتارا، ومركب للسيارات الميكانيكية الكارتينغ. ويُنتظر أن تتواصل الاستثمارات العمومية والخاصة على مدار السنوات القادمة، لتجسيد حلم المدينة الجديدة لسيدي عبد الله، التي تسعى إلى التعزيز الاقتصادي للقدرات التي تزخر بها العاصمة من جهة، والتكفل بالجوانب الاجتماعية لسكانها من جهة أخرى. ويمتد هذا الفضاء على مساحة قدرها 7 آلاف هكتار بالجنوب الغربي للعاصمة، تشمل بلديات معالمة والرحمانية وزرالدة والدويرة، من بينها 3 آلاف هكتار كمحيط مخصص للتعمير والتهيئة، و4 آلاف هكتار كمحيط حماية للمدينة الجديدة. ويتضمن المخطط العام لهذه المدينة الجديدة 27 حيا سكنيا، حيث تمت برمجة مشاريع لإنجاز حوالي 54 ألف وحدة. وفضلا عن القطب السكني، يشمل مخطط المدينة قطبا صيدلانيا وبيوتكنولوجيا(148هكتارا)، وآخر تكنولوجيا (5ر63 هكتار)، وحظيرة تكنولوجية (110 هكتارات)، وقطبا جامعيا (102 هكتار)، وقطبا صحيا (51 هكتارا)، فضلا عن قطب التسلية والترفيه والرياضة (732 هكتارا). وتشمل هذه الأقطاب المئات من المشاريع العمومية والخاصة بما فيها الاستثمارات بالشراكة مع أجانب، وهو ما من شأنه خلق حوالي 120 ألف منصب عمل مباشر، حسب التوقعات الأولية. ويتكفل تجمع لشركات عمومية على رأسها "كوسيدار"، بإنجاز أشغال التهيئة والطرقات والشبكات المختلفة في المدينة الجديدة بعد ظفرها بصفقتين، تبلغ قيمتهما الإجمالية 84.3 مليار دج.