اتفقت أطراف الأزمة السورية على عقد جولة مفاوضات خامسة بينها بمدينة جنيف السويسرية نهاية الشهر ، لبحث النقاط الخلافية ضمن ما أسماها المبعوث الأممي إلى سوريا، ستافان دي ميستورا ب «الرزنامة الواضحة» التي ستكون أول خطوة عملية على طريق إنهاء الأزمة السورية. وقدم المبعوث الأممي هذا الوصف كونها المرة الأولى التي يوافق فيها وفد الحكومة السورية برئاسة سفيرها في الأممالمتحدة، ووفد أطياف المعارضة على مناقشة النقاط السياسية التي ضمنها في مبادرته الأخيرة وهو ما شكل انفراجا واضحا وأعطاه نفسا إضافيا للاستمرار في مفاوضات جنيف. وكان الدبلوماسي الأممي قدم مباشرة بعد فشل الجولة الثالثة من المفاوضات بداية العام الجاري مقاربة جديدة اقترح من خلالها بحث مسائل التفاوض الثلاث ممثلة في قضايا الحوكمة والدستور والانتخابات بشكل متزامن، بعد أن كان مجلس الأمن الدولي اقترح ضمن لائحته رقم 2254 «تشكيل حكومة انتقالية كخطوة أولى على أن يتم مناقشة مسألتي الدستور والانتخابات في مرحلة لاحقة. وهو «التفاهم» التي شجع الموفد الأممي بعد لقاء عقده مع الأمين العام انطونيو غوتيريس، على الدعوة إلى عقد جولة مفاوضات خامسة هذا الشهر في سابقة هي الأولى من نوعها في مسار تسوية الأزمة السورية.واتفق الفرقاء في ختام هذه الجولة أول أمس، على «رزنامة» لسير المفاوضات القادمة تضمنت أساسا وضع إطار عام لمناقشة مسائل الحوكمة وصياغة الدستور ومحاربة الإرهاب ضمن إنجاز وصفه دي ميستورا ب»قطار على أهبة الاستعداد للانطلاق وينتظر فقط سرعة قصوى للوصول إلى محطته النهائية».وأنهى المفاوضون السوريون طيلة أسبوع كامل من النقاشات العسيرة جولتهم التفاوضية ولكن بنقلة نوعية هذه المرة في مسلسل مفاوضات انتهت جميعها إلى نتيجة صفرية ومزيدا من التشنّج وتنافر المواقف.وشجع مثل هذا التطور الايجابي الدبلوماسي السويدي على التوجه الى مجلس الأمن الدولي الأسبوع القادم لعرض نتائج المفاوضات التي أدارها بين الفرقاء السوريين رغم اعترافه بصعوبة مهمته دون أن يمنعه ذلك من إبداء تفاؤله بخصوص مستقبل مسار هذه اللقاءات وخاصة وأن الجانبين لم يبديا أي مؤشرات للانسحاب من الجلسات كما جرت عليه العادة في جولات المفاوضات السابقة. وإذا كان رئيس وفد الحكومة السورية، السفير بشار الجعفري، لم يدل بأي تصريح في ختام هذه الجولة إلا أن نصر الحريري، رئيس وفد المعارضة وصف لقاء مدينة جنيف ب»الايجابي جدا» بقناعة أنها المرة الأولى التي يتم فيها بحث بطريقة مقبولة وفي العمق القضايا التي تهم مستقبل سوريا والمرحلة الانتقالية».ويجب الإقرار أنه رغم التفاؤل الذي أبداه دي ميستورا، إلا أن ما ينتظره لن يكون بالأمر الهين إذا سلمنا بالتباين القائم في مواقفهما بخصوص القضايا المطروحة والتي سيتحدد على أساسها مستقبل سوريا بعد الأزمة ومكانة كل طرف فيها مما يستدعي صبرا ومثابرة أكبر وحنكة دبلوماسية لتقريب وجهات نظر الإخوة الأعداء.