شكّل دور الدبلوماسية البرلمانية في تعزيز علاقات الصداقة والتعاون بين الجزائر وفديرالية روسيا صلب المحادثات التي جمعت أمس بمقر الدوما (الغرفة السفلى للبرلمان الروسي) بين رئيس المجلس الشعبي الوطني السيد عبد العزيز زياري ونظيره الروسي السيد بوريس فياتشستيافوفيتش غريزيلوف. وتندرج المحادثات بين السيدين زياري وغريزيلوف في إطار الزيارة التي يجريها وفد من المجلس الشعبي الوطني إلى روسيا من 27 إلى 30 أكتوبر بدعوة من رئيس الدوما. وسمحت المحادثات للطرفين لا سيما مجموعة الصداقة الجزائرية الروسية بالمجلس الشعبي الوطني ونظيرتها الروسية بتبادل وجهات النظر حول واقع العلاقات بين المجلسين وآفاق تطويرها. وأكد السيد زياري في هذا السياق قائلا "إننا فخورون كبرلمانيين بنوعية علاقات التعاون وحجم الحوار السياسي رفيع المستوى بين الجزائروروسيا كما نعمل في إطار صلاحياتنا الدستورية على تعزيز الشراكة الاستراتيجية التي أقامها سنة 2001 الرئيسان عبد العزيز بوتفليقة وفلاديمير بوتين". وأبرز السيد زياري الدور الذي لعبه المجلس الشعبي الوطني على الصعيد الداخلي في مختلف المجالات لا سيما "في الانتقال من اقتصاد موجه إلى اقتصاد فعال مما يفتح المجال أمام المبادرات الفردية والجماعية مع السهر على الجمع بين قيم التضامن والعدالة الاجتماعية واقتصاد السوق". وأضاف قائلا "إننا نسجل بارتياح على صعيد العلاقات الدولية توافقا في وجهات النظر بين بلدينا بخصوص المسائل الرئيسية المطروحة على الساحة الدولية" مؤكدا أن "مقاربة دبلوماسيتنا متناسقة مع المقاربة الروسية سواء تعلق الأمر بالقضية الفلسطينية أو بحق الشعب الصحراوي في تقرير مصيره أو بحق الشعوب في امتلاك التكنولوجيا النووية لأغراض سلمية". وأكد أن "الجزائر التي ما فتئت منذ استقلالها سنة 1962 تدافع عن القانون الدولي وهي على قناعة من ضرورة معالجة المسائل المطروحة عالميا من خلال مقاربة متعددة تعتبر أن أحادية القطب التي ميّزت العالم في السنوات الفارطة تسببت في الأزمة العالمية وفي انزلاقات خطيرة على مستوى السلم والأمن الدوليين". واعتبر أن روسيا بالنظر إلى "ثقلها السياسي والاقتصادي" تلتزم ب"مسؤولية خاصة ودور هام في استقرار العالم المعاصر". وبخصوص العلاقات بين المجلسين أشار الطرف الجزائري إلى جانب نظيره الروسي إلى أن "نوعية العلاقات بين البرلمانين لم ترق بعد إلى مستوى العلاقات بين الدولتين مما يستدعي ضرورة تطويرها". وصرح السيد زياري لوأج أنه "باعتبار دور الدبلوماسية البرلمانية الذي مافتئ يزداد تأثيرا في العلاقات الدولية فإننا نتفق مع نظرائنا الروسيين بشأن قدرتنا على إعطاء دفع جديد لعلاقاتنا الثنائية". وذكر في هذا الإطار قائلا "إن علاقات التضامن مع الشعب الروسي غارقة في القدم سواء إبان الثورة التحريرية أو بعد استقلالنا في إطار التعاون التقني المتعدد الأشكال في المجالين المدني والعسكري" مضيفا "ذلك تراث يجدر بنا المحافظة عليه واستثماره بالنظر إلى تقدير كل شعب للآخر". ولاحظ السيد غريسلوف من جهته أن نوعية العلاقات البرلمانية الجزائرية الروسية دون مستوى العلاقات بين الدولتين إذ ركز على ضرورة العمل على ترقيتها بتعزيز المبادلات والتعاون بين لجنتي العلاقات الخارجية للمجلس الشعبي الوطني والدوما وكذا بين مجموعتي الصداقة الجزائر-روسيا للمجلسين. وكان للسيد زياري والوفد المرافق له المتكون من نواب من التحالف الرئاسي والمعارضة محادثات مع العديد من المسؤولين الروس رفيعي المستوى تطرقوا من خلالها إلى العلاقات الثنائية في مختلف المجالات وسبل ترقيتها. وبعد إنهاء المحادثات التي جمعتهم مع نظرائهم من الدوما غادر السيد زياري وأعضاء الوفد المرافق له موسكو متوجهين إلى سان بيترسبورغ حيث برمج لقاء مع الهيئة التشريعية لتلك المدينة بقصر مارينسكي قبل الانتقال إلى سمواني مقر حكومة سان بيترسبورغ. (وأج)