أكد رئيس مجمع "أنتويسيون" المتخصص في التنمية البشرية سفيان شايب، أن الجزائر رشحت نفسها للفوز بقطب الامتياز الرابع العالم في نهاية سنة 2018، مراهنا في لقاء مع "المساء"، على دعم المؤسسة الأمريكية "ديل كارنيجي" المتخصصة في تقديم دورات تكوينية في مجال التسيير وتطوير قدرات التنمية البشرية؛ من أجل بلوغ الأهداف المرجوة واستيفاء الشروط اللازمة للفوز بهذا اللقب، والالتحاق بركب الأقطاب الثلاثة المتواجدة في كل من نيويورك ولندن وباريس. كما تحدّث السيد شايب الذي يعد أيضا عضوا في مؤسسة "إنجاز الجزائر"، عن أهداف وتحديات مجمع "أنتويسيون" في توسيع مجالات التكوين في شتى القطاعات، وفق ما يستجيب للتطلعات الاقتصادية للبلاد، والاهتمام، في الدرجة الأولى، بالعنصر البشري؛ توخيا لنتائج أفضل. ❊ المساء: بداية، نريد التعرف على مجمع "أنتويسيون"،كيف بدأ؟ وما هي مجالات التخصص التي يرتكز عليها؟ ❊❊ سفيان شايب: مجمع "أنتويسيون" أسسته رفقة زوجتي البريطانية سنة 2003. تخصص في البداية في تعليم اللغات واللغات المتطابقة مع عالم الأعمال، وله عدة شركاء. ويُعد مرجعا عالميا في ميدان التكوين والمصادقة على اللغات، على غرار "أو تي أس غلوبال" مؤسس امتحانات "توفل وغري"و"لغوافون" الرائد في التعليم عن بعد و«أورو كونترول". كما يُعد مرجعا دوليا للمصادقات في ميدان الطيران. مجموعة "أنتويسيون" أسست سنة 2009 قطبا للتنمية الشخصية بعد التوقيع على شراكة حصرية مع الشركة الأمريكية "ديل كارنيجي" المتخصصة في تقديم دورات تكوينية حول التنمية الشخصية والنجاعة. وقد رافقت مجموعة "أنتويسيون" من خلال هذا القطب الابتكاري بالجزائر، أكثر من 40 مؤسسة جزائرية وطنية ودولية من الحجم الكبير أو من المؤسسات الصغيرة والمتوسطة، بتكوين أكثر من 6400 إطار جزائري. ❊ كيف تقيّمون تواجدكم عبر التراب الوطني؟ ❊❊ استراتيجية عملنا ترتكز على قطبين؛ الأول عبر مدارسنا الثلاثة المتواجدة في كل من قسنطينةوالجزائر ووهران، فضلا عن تواجدنا في 20 ولاية من الوطن حتى نكون قريبين من زبائننا لضمان تكوين نوعي. أما القطب الثاني فيتمثل في علاقات الشراكة مع شريكنا متعامل الهاتف النقال "أوريدو"، الذي تحصّل على جائزة "ديل كارنيجي للريادة"، الذي نُعد ممثلا حصريا له في الجزائر، علما أن تاريخ وجود هذه المؤسسة الأمريكية يعود إلى 104 سنوات خلت، وتتفرع عبر 95 بلدا في العالم. كما أن البرامج التكوينية التي تقدمها معترف بها دوليا؛ إذ يبلغ عدد المستفيدين عبر العالم 8 ملايين شخص، كلهم منحوا الثقة لهذه المؤسسة التي تحصلت على شهادة "إيزو". فيما يتعلق بالفرع المتواجد في الجزائر فإن المكونين كلهم جزائريون، تحصلوا على شهادات تقدير واعتراف من قبل هذه المؤسسة. ❊ ماذا عن المؤسسة الأمريكية التي تُعدّون فرعا لها في الجزائر؟ ❊❊ سفيان شايب: أقمنا برامج متعددة في مجال التكوين؛ كوّنا أكثر من 6400 إطار جزائري في مختلف القطاعات، مثل الصيدلة والاتصالات وإنتاج السيارات والبنوك والخدمات. ❊ ماذا عن مشاريعكم المستقبلية؟ ❊❊ سفيان شايب: نطمح لتمديد عروضنا لتشمل مختلف الأعمار. ونعتزم إطلاق برنامج "الجيل القادم generation next"، موجه للطلبة؛ قصد تحضيرهم لدخول عالم الشغل، وتزويدهم بالوسائل الأساسية قبل دخول سوق العمل، ومن ثم تعزيز ثقتهم الكاملة في إدارة أعمالهم. ❊ هل برامج التكوين التي يطلقها مجمعكم تخص القطاع الخاص فقط، أم أنها تشمل أيضا القطاع العمومي؟ ❊❊ التكوين من حق أي شخص يطمح إلى تطوير قدراته الشخصية؛ سواء في القطاع العام أو الخاص. كما أنه يشمل البطالين والطلبة وحتى النساء الماكثات في البيت. لدينا دراسات مسبقة مدروسة في هذا المجال، ولعل ما يبرر سر وجودنا إلى حد اليوم، هو تجديدنا استراتيجيات العمل؛ حيث نقترح المواد التي تستجيب للاحتياجات بدون أخذ بعين الاعتبار السن أو الثقافة أو اللغة؛ لهذا فإن التكوين الذي نقدمه يكون بأكثر من 38 لغة؛ قصد منح الفرصة للجميع في إطار تعدد الثقافات. ❊ حدّثنا عن نتائج التعاون مع شركائكم؟ ❊❊ "ديل كارنيجي" نظمت حفلا للامتياز العالمي في خدمة التكوين والموارد البشرية بحضور 400 شخص، منهم 200 شخص يمثلون الشريك أوريدو الذي نعمل معه منذ أكثر من 3 سنوات، وقد كوّنا أكثر من 600 إطار من هذه المؤسسة في مجال التسيير. ❊ تراهنون على حصول الجزائر على اللقب الرابع لقطب الامتياز بعد نيويورك وباريس ولندن، أين وصلت الدراسة؟ ومتى سيكون ذلك؟ ❊❊ الجزائر سجلت نفسها للفوز بهذا اللقب، نتمنى حقا بلوغ هذا الهدف في نهاية 2018. لنا دراسة في هذا المجال، وسنعمل مع مؤسسة "ديل كارنيجي" بكل جدية من أجل ذلك والحصول على دعم هذه المؤسسة. ❊ ما هي التحديات التي تواجه مجمعكم؟ ❊❊ نطمح لتوسيع نشاطنا في مجال التكوين بتوظيف مكونين أكفاء في كل ما يتعلق بالتقنيات التجارية. وأطلقنا في هذا الصدد مسابقة لانتقاء المعنيين وفق شروط الخبرة، التي لا يجب أن تقل عن 5 سنوات في مجال التسيير، فضلا عن إرادة المترشحين تقاسم هذه الخبرة. ❊ كيف هي علاقتكم بالسلطات العمومية؟ وماذا عن رقم أعمالكم؟ ❊❊ نحن هيئة معتمَدة، وهو ما يعكس في حد ذاته الثقة الممنوحة لنا من قبل الحكومة. أما رقم أعمالنا فهو يتطور من سنة لأخرى. يجب الإشارة في هذا الصدد إلى أن عددنا كان اثنين فقط في البداية، أما اليوم فقد وصل عددنا إلى 200 متعاون، وهو ما يدل على نجاحنا المتنامي.