أعربت الجزائر وجمهورية الكونغو عن "التطابق التام في وجهات نظرهما حول المسائل الثنائية والاقليمية والدولية". وجدد البلدان التزامهما بالعمل سويا على تعزيز وتنويع التعاون بينهما لاسيما من خلال إقامة "شراكة اقتصادية قوية"، ووضع برامج تعاون تعود بالمنفعة على الجانبين. كما أكدا على ضرورة ترقية المبادلات التجارية بين البلدين، داعيين المتعاملين الاقتصاديين للعمل سويا في هذا الاطار. وأنهى رئيس جمهورية الكونغو السيد دونيس ساسو نغيسو، أول أمس، زيارته إلى الجزائر التي دامت أربعة أيام بدعوة من رئيس الجهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة. وكان في توديعه بمطار محمد بوضياف الدولي بقسنطينة، كل من رئيس المجلس الشعبي الوطني محمد العربي ولد خليفة، ووزير الدولة وزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي رمطان لعمامرة، ووزير الشؤون المغاربية والاتحاد الإفريقي وجامعة الدول العربية عبد القادر مساهل، ووزير الصناعة والمناجم عبد السلام بوشوارب، وكذا السلطات المحلية المدنية والعسكرية. وتوجت الزيارة بإصدار بيان مشترك جاء فيه أن المحادثات بين الرئيسين جرت في "جو ودي وأخوي، وتميزت بتطابق وجهات النظر حول المسائل الثنائية والاقليمية والدولية"، مضيفا أن الرئيسين "جددا عزمهما على تدعيم التشاور بين البلدين". واستعرض الرئيسان واقع التعاون في كافة المجالات حسب البيان - وسجلا بارتياح انعقاد الدورة السابعة للجنة المشتركة الكبرى الجزائرية-الكونغولية يومي 25 و26 مارس بالجزائر العاصمة، والتي توجت بالتوقيع على 14 اتفاق تعاون بين البلدين في شتى المجالات. وطغت الأحداث الإفريقية على محادثات الرئيسين كما ذكر المصدر ذاته، إذ جددا دعمهما لجهود الاتحاد الإفريقي في البحث عن حلول سياسية للأزمات والنزاعات في إفريقيا، وأكدا على ضرورة العمل من أجل تحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية للقارة لاسيما في إطار الشراكة الجديدة من أجل تنمية إفريقيا (النيباد)، التي تعد برنامجا مناسبا لرفع التحديات متعددة الأبعاد لإفريقيا. وشددا على ضرورة العمل لصالح تنفيذ خطة السّلم والأمن للاتحاد الإفريقي، مع إنشاء القوة الاحتياطية الإفريقية. حيث سجل الرئيسان "بقلق" انتشار الجماعات الإرهابية والمتاجرة بالمخدرات والتنقل غير القانوني للأسلحة في منطقتيهما، وأكدا التزامهما بتوحيد جهودهما لمكافحة هذه الآفات التي تهدد أمن واستقرار القارة. ليعربا في السياق عن دعمهما للمركز الإفريقي للدراسات والأبحاث حول الإرهاب، ولجنة أجهزة المخابرات والأمن الإفريقية والآلية الإفريقية للتعاون في مجال الشرطة (أفريبول)، فضلا عن التزامهما بالعمل من أجل تبنّي الاتفاقية الشاملة المتعلقة بالإرهاب الدولي، والبروتوكول المتضمن تجريم دفع الفديات للجماعات الإرهابية. وعلى المستوى الجهوي تطرق الرئيسان إلى أهم النزاعات لاسيما الوضع في الصحراء الغربية، حيث جددا دعمهما لحل عادل ودائم لهذا النزاع طبقا للشرعية الدولية من خلال التطبيق العاجل للوائح الأممالمتحدة ذات الصلة وقرارات الاتحاد الإفريقي. وبخصوص الوضع في ليبيا وانعكاساته على الوضع الأمني لاسيما في منطقة الساحل، أشار البيان إلى أن الرئيسين عبّرا عن دعمهما ل«حل سياسي توافقي ودائم للأزمة الليبية يحفظ الوحدة والسلامة الترابية للبلد وانسجام شعبه". في هذا الإطار حيا الرئيس دينيس ساسو نغيسو "جهود الجزائر الرامية إلى ترقية وتوسيع الحوار الوطني إلى كافة الأطراف الليبية بهدف التوصل إلى حل سياسي بعيدا عن أي تدخل خارجي". وحيا الرئيس بوتفليقة من جانبه، الجهود المبذولة من طرف اللجنة للبحث عن المستوى للاتحاد الإفريقي التي يترأسها الرئيس دينيس ساسو نغيسو في أداء مهامها. وقرر الرئيسان توحيد جهودهما وتبادل وجهات النظر بشكل منتظم للبحث عن حل للأزمة الليبية. وعن الوضع في مالي، أطلع الرئيس بوتفليقة نظيره الكونوغولي بالجهود التي تقوم بها الجزائر لحل النزاع بهذا البلد. وهي الجهود التي حياها الرئيس دينيس ساسو نغيسو، لاسيما مساهمتها الفعالة في تنفيذ اتفاق السّلم والمصالحة في مالي، الذي تم التوقيع عليه في باماكو بتاريخ 15 ماي 2015. ودعا الرئيسان كافة الأطراف المالية إلى السهر على التطبيق التام لهذا الاتفاق، مناشدين المجموعة الدولية إلى مرافقة مالي في جهوده الرامية إلى تحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية. وبخصوص الأوضاع في الشرق الأوسط، جددا دعمهما لحل عادل ودائم للصراع الفلسطيني الاسرائيلي وتكريس حق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس. ودعيا إلى تغليب الحوار في البحث عن حل للنزاع بسوريا. وإلى إصلاح عميق لمنظمة الأممالمتحدة وجددا تمسكهما بإجماع إزيلويني من أجل مشاركة أوسع وفعالة للدول الإفريقية في عملية إتخاذ القرار على مستوى هذه المنظمة. وعرفت زيارة الرئيس ساسو نغيسو إلى الجزائر، انعقاد الدورة السابعة للجنة المشتركة الكبرى الجزائرية-الكونغولية يومي 25 و26 مارس بالجزائر العاصمة، والتي توجت بالتوقيع على 15 اتفاقا ومذكرة تعاون بين البلدين في عديد المجالات. وحل الرئيس الكونغولي بقسنطينة يوم الأربعاء، حيث قام بزيارة مؤسسة "سوميتال" الشركة الفرعية للمؤسسة الوطنية لعتاد الأشغال العمومية بمنطقة عين سمارة، حيث تابع عرضا حول أنشطة هذه المؤسسة المختصة في تطوير جميع مسارات صناعة وتوزيع عتاد الأشغال العمومية. كما اطلع على واقع وآفاق الصناعات الميكانيكية بالولاية من خلال زيارته لشركة إنتاج عتاد التكديس والحمولة وكذا مؤسسة الجرارات الفلاحية بوادي أحميميم بالخروب. كما كان للصناعات العسكرية نصيب من هذه الزيارة من خلال وقوف الرئيس الكونغولي على الطاقة الإنتاجية لمجمع ترقية الصناعات العسكرية "رينميتال" المختص في صناعة المركبات المدرعة.