أعربت الجزائر و جمهورية الكونغو عن "التطابق التام في وجهات نظرهما حول المسائل الثنائية و الإقليمية و الدولية" عقب زيارة الدولة التي قام بها رئيس جمهورية الكونغو دينيس ساسو نغيسو إلى الجزائر و التي استغرقت أربعة أيام بدعوة من رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة . و أفاد البيان المشترك الذي توج هذه الزيارة أن المحادثات بين الرئيسين التي جرت في " جو ودي و اخوي تميزت بتطابق وجهات النظر حول المسائل الثنائية و الإقليمية و الدولية"، مضيفا أن الرئيسين "جددا عزمهما على تدعيم التشاور بين البلدين". كما استعرض الرئيسان واقع التعاون في كافة المجالات و سجلا بارتياح انعقاد الدورة السابعة للجنة المشتركة الكبرى الجزائرية-الكونغولية يومي 25 و 26 مارس بالجزائر العاصمة و التي توجت بالتوقيع على 14 اتفاق تعاون بين البلدين في شتى المجالات . و جدد البلدان التزامهما بالعمل سويا على تعزيز وتنويع التعاون بين البلدين سيما من خلال إقامة شراكة اقتصادية قوية و وضع برامج تعاون تعود بالمنفعة على الجانبين. كما أكدا على ضرورة ترقية المبادلات التجارية بين البلدين داعيين المتعاملين الاقتصاديين للعمل سويا في هذا الإطار. على الصعيد الإفريقي جدد الرئيسان دعمهما لجهود الاتحاد الأفريقي في البحث عن حلول سياسية للأزمات و النزاعات في إفريقيا و أكدا على ضرورة العمل على تحقيق التنمية الاقتصادية و الاجتماعية للقارة لا سيما في إطار الشراكة الجديدة من أجل تنمية إفريقيا (النيباد) التي تعد برنامجا مناسبا لرفع التحديات المتعددة الأبعاد لإفريقيا. و في نفس الصدد أكد الرئيسان بوتفليقة ودينيس ساسو نغيسو على ضرورة العمل لصالح "تنفيذ خطة السلم و الأمن للاتحاد الإفريقي مع إنشاء القوة الاحتياطية الإفريقية و قدرة إفريقيا على التصدي الفوري للأزمات". و في سياق متصل سجل الطرفان بقلق انتشار الجماعات الإرهابية و المتاجرة بالمخدرات و التنقل غير القانوني للأسلحة في منطقتيهما و أكدا من جديد التزامهما بتوحيد جهودهما لمكافحة هذه الآفات التي تهدد أمن و استقرار القارة. أعرب الرئيسان بوتفليقة و ساسو نغيسو في هذا السياق عن دعمهما للمركز الإفريقي للدراسات و الأبحاث حول الإرهاب و لجنة أجهزة المخابرات و الأمن الإفريقية و الآلية الإفريقية للتعاون في مجال الشرطة (افريبول). كما جدد الرئيسان التزامهما بالعمل من أجل تبني الاتفاقية الشاملة المتعلقة بالإرهاب الدولي و البروتوكول المتضمن تجريم دفع الفديات للجماعات الإرهابية. و بخصوص مسألة الصحراء الغربية جدد الرئيسان دعمهما لحل عادل و دائم لهذا النزاع طبقا للشرعية الدولية من خلال التطبيق العاجل للوائح الأممالمتحدة ذات الصلة و قرارات الاتحاد الإفريقي. كما تطرق الرئيسان عبد العزيز بوتفليقة و دينيس ساسو نغيسو إلى الوضع في ليبيا و انعكاساته على الوضع الأمني لا سيما في منطقة الساحل. في هذا الإطار أكد الرئيسان دعمهما ل"حل سياسي توافقي و دائم للأزمة الليبية تحفظ الوحدة و السلامة الترابية للبلد و انسجام شعبه". و حيا الرئيس دينيس ساسو نغيسو "جهود الجزائر الرامية إلى ترقية و توسيع الحوار الوطني إلى كافة الأطراف الليبية بهدف التوصل إلى حل سياسي بعيدا عن أي تدخل خارجي". من جهته حيا الرئيس بوتفليقة الجهود المبذولة من طرف اللجنة الرفيعة المستوى للاتحاد الافريقي التي يترأسها الرئيس دينيس ساسو نغيسو في أداء مهامها. كما قرر الرئيسان توحيد جهودهما و تبادل وجهات النظر بشكل منتظم للبحث عن حل للأزمة الليبية. و بخصوص الوضع في مالي أطلع الرئيس عبد العزيز بوتفليقة الرئيس دينيس ساسو نغيسو حول الجهود التي تقوم بها الجزائر لحل النزاع المالي. و في هذا الصدد حيا الرئيس دينيس ساسو بغيسو الجهود التي تبذلها الجزائر من أجل إرساء السلم و الأمن في إفريقيا و مساهمتها الفعالة في تنفيذ اتفاق السلم و المصالحة في مالي و الذي تم التوقيع عليه في باماكو بتاريخ 15 مايو 2015 و الرامي إلى الحفاظ على الاستقرار و الانسجام في هذا البلد. ودعا الرئيسان كافة الأطراف المالية إلى السهر على التطبيق التام لهذا الاتفاق مناشدين المجموعة الدولية إلى مرافقة مالي في جهوده الرامية إلى تحقيق التنمية الاقتصادية و الاجتماعية. أما في ما يخص الوضع بالشرق الأوسط جدد الرئيسان دعمهما لحل عادل و دائم للصراع الاسرائيلي الفلسطيني يكرس حق الشعب الفلسطيني في اقامة دولته المستقلة و عاصمتها القدس. كما تبادل الرئيسان وجهات النظر حول الوضع في سوريا مؤكدين على ضرورة تغليب الحوار في البحث عن حل لهذا النزاع. دعا الرئيسان إلى إصلاح عميق لمنظمة الأممالمتحدة و جددا تمسكهما بإجماع إزيلويني من أجل مشاركة أوسع و فعالة للدول الإفريقية في عملية اتخاذ القرار على مستوى هذه المنظمة. و خلص البيان أن الرئيس دينيس ساسو نغيسو وجه دعوة للرئيس عبد العزيز بوتفليقة للقيام بزيارة دولة إلى الكونغو في تاريخ يتم الاتفاق عليه من خلال القنوات الدبلوماسية. وقد تم قبول الدعوة بكل سرور.