تعمل الوكالة الوطنية للنفايات على تعميم ثقافة استرجاع النفايات وتثمينها، وجعلها مصدرا للثروة وموفرة لمناصب الشغل، وغرس ثقافة الرسكلة لدى الأشخاص والجماعات والمؤسسات. وحسب مدير الوكالة، كريم ومان، فإن الدولة تعمل على تقليص عدد المفرغات العشوائية وتحويل ملايين الأطنان من النفايات نحو مراكز الردم التقني البالغ عددها 164 عبر الوطن، للإستفادة من المواد الأولية لإعادة تدويرها بما يساهم في خفض فاتورة استيرادها بالعملة الصعبة. وأكد السيد ومان أمس، في «منتدى المجاهد» أن 80 % من النفايات يطرح في المفرغات بطريقة فوضوية دون فرز أو معالجة، وأنه منذ سنة 2000 تمكنت السلطات العمومية من القضاء على 2000 مفرغة من أصل 3000، مشيرا إلى وجود 164 مركز ردم مستغلة منذ سنوات، وأن الوكالة تدرس مشاريع إنجاز عدد آخر من المراكز للقضاء نهائيا على المفرغات الفوضوية، حيث يتم كل سنة تخصيص 400 هكتار لاستحدث أخرى بمختلف الولايات خاصة بالشريط الساحلي، مراعية في ذلك عدة معايير بيئية وصحية واقتصادية. وأكد المتحدث أن وكالته سجلت العام الماضي جمع 22.94 مليون طن من النفايات، منها 11.5 مليون طن نفايات منزلية، و2% استشفائية، مشيرا إلى أن كل مواطن ينتج 310 كلغ من النفايات سنويا، منها 95 كلغ يمكن رسكلتها، والباقي مواد عضوية، وأن عملية الفرز والمعالجة ينتج عنها استرجاع 17 % من البلاستيك 13 % من المواد النسيجية، 10 % من الورق، التي تمثل 150 طنا سنويا، مشيرا إلى أن السياسة الوطنية تتجه تدريجيا نحو توسيع فكرة الفرز من المصدر قبل نقل النفايات، وفي هذا الإطار، أكد نجاح أول عملية نموذجية تخص جمع نفايات الأوراق بالإدارات، بعد إمضاء الوكالة الوطنية للنفايات اتفاقية مع 10 وزارات وضعت بها حاويات للأوراق، العملية تجري في الاتجاه الصحيح وتعمل على تعميمها خاصة أن كل موظف في الإدارة ينتج ما قيمته 2800 دج من الورق سنويا. وفي مجال التكوين، أفاد المصدر أن الوكالة التي أنشئت في ماي 2002، تقوم بتطبيق برنامجين للنفايات المنزلية والخاصة، وتعمل على توسيع دائرة تعاملها وشراكاتها مع المؤسسات، كالمركز الوطني للطاقات المتجددة، والتفتح على الجامعة من خلال استحداث ماستر تسيير النفايات، إلى جانب مجال التشغيل بالتعاقد من الوكالة الوطنية لدعم تشغيل الشباب «أونساج» لإدماجها في العملية، كاشفا أن هناك 1000 مؤسسة مصغرة تعمل في ميدان جمع ونقل وفرز النفايات خاصة الكرتون والبلاستيك والألمنيوم وغيرها، معظمها ممولة من طرف جهاز «أونساج»، وأن وزارة الموارد المائية والبيئة أعطت تعليمات صارمة لمساعدة فئة الشباب ومرافقتكم في مشاريعهم المصغرة، وربطهم مع المتعاملين الاقتصاديين لاستغلال ما جمعوه، إلى جانب مرافقة الجماعات المحلية أيضا في تسيير النفايات وإدماج المواطنين في هذه العملية التي لها أثر بيئي، صحي واقتصادي. معرض حول رسكلة النفايات بوهران نهاية الشهر تعتزم الوكالة الوطنية للنفايات تنظيم معرض حول الرسكلة بولاية وهران لمدة أربعة أيام ابتداء من 24 أفريل الجاري، حسبما كشف عنه مدير الوكالة، كريم ومان، أمس، في «منتدى المجاهد» وذلك للتعريف بهذه المؤسسة الهامة التي تعمل تحت وصاية وزارة الموارد المائية والبيئة، وأنشئت بمرسوم تنفيذي رقم 02-175 مؤرخ في 20 ماي 2002، وتتلخص مهامها في تقديم المساعدة للجماعات المحلية في ميدان تسيير النفايات، معالجة المعطيات والمعلومات الخاصة بالنفايات وتكوين بنك وطني للمعلومات حول النفايات وتحيينه. وتكلف الوكالة في إطار نشاط فرز النفايات وجمعها ونقلها ومعالجتها وتثمينها وإزالتها، بالمبادرة بإنجاز الدراسات والأبحاث والمشاريع التجريبية وإنجازها أو المشاركة في إنجازها، وكذا نشر المعلومات العلمية والتقنية وتوزيعها، والمبادرة ببرامج التحسيس والإعلام والمشاركة في تنفيذها.