سيكون بالإمكان الانتخاب ببطاقة التعريف البيومترية في المستقبل، بعد تعميمها على كل المواطنين، إذ لم توزع حاليا سوى حوالي 3 ملايين بطاقة من هذا النوع. وستتضمن البطاقة البيومترية كل المعلومات الموجودة في بطاقة الناخب كمكتب الانتخاب ومكان الإقامة، فضلا عن عدد مرات الانتخاب والخمسة عناوين السابقة المتعلقة بحاملها. ويمكن تقنيا الذهاب نحو الانتخاب من البيت، في حال قررت السلطات ذلك. وقد تم أمس، بجناح وزارة الداخلية والجماعات المحلية في الصالون الوطني للإعلام الآلي والمكتبية والاتصال، عرض الأجهزة الخاصة بقراءة المعلومات المتضمنة في بطاقة التعريف البيومترية وكذا النظام الجديد لاستخراج أوراق الحالة المدنية باختلافها و»خلال دقيقة». الصالون الذي افتتح أمس، من طرف مدير العصرنة والوثائق والأرشيف بوزارة الداخلية عبد الرزاق هني، كان فرصة لإبراز الجهود التي بذلتها الوزارة في إطار عصرنة القطاع، وهو «المسار الذي سيستكمل في 2019» حسب السيد هني، الذي صرح على الهامش أن رخصة السياقة والبطاقة الرمادية البيومتريتين ستكونان جاهزتين نهاية الشهر الجاري، مشيرا إلى أن جناح الوزارة بالصالون سيعرض أمام الجمهور مجمل الوثائق البيومترية للداخلية وكل ما يخص الادارة الإلكترونية. كما اعتبر أن الصالون فرصة للمؤسسات الصغيرة وللشباب ليظهروا مايقومون به في هذا المجال، معتبرا أن مجال الإعلام الآلي لا يحتاج إلى وسائل كبيرة وإنما لذكاء وتكوين جيد. وعن الانتخابات، قال إن بطاقة التعريف البيومترية تتضمن بطاقة الناخب، وأنه «في المواعيد الانتخابية القادمة، سيتم استخدام بطاقة التعريف البيومترية في العمليات الانتخابية». لكن لايبدو أن ذلك سيتم في الغد القريب، كون عدد البطاقات البيومترية المستخرجة لحد الآن لم يتجاوز ال3 ملايين بطاقة، حسبما كشف عنه السيد عمار بودربالة المدير الفرعي المكلف بالدراسات والتطوير بمديرية الوثائق المؤمنة بوزارة الداخلية، الذي شرح ل»المساء» أهم التطبيقات التي يمكن استخدامها ببطاقة التعريف البيومترية، وأهمها «الانتخاب الإلكتروني»،»الصحة الإلكترونية» وحتى «السفر الإلكتروني». عدد مرات التصويت والعناوين السابقة للناخب في البطاقة البيومترية وقال في هذا الصدد، «نعرض اليوم البرنامج الجديد الخاص بقراءة بطاقة التعريف البيومترية والذي من خلاله يمكن لأي هيئة عمومية أو خاصة أن تقرأ محتوى البطاقة». ومن بين المعلومات التي يمكن الاطلاع عليها من خلال الأجهزة المعروضة «الحالة المدنية لصاحبها كرقم عقد الميلاد أو مكان الإقامة، إضافة إلى محتوى الدفتر العائلي أي الوضعية العائلية الكاملة كالزوج والأطفال». أما بالنسبة للانتخاب الإلكتروني، فإن البطاقة يمكن استعمالها للانتخاب لأنها كما أضاف محدثنا - «تحمل المعلومات الموجودة في بطاقة الناخب كمكان الناخب ومكتب الانتخاب وحتى عدد المرات التي انتخب فيها، إضافة إلى الخمسة عناوين السابقة لصاحبها». وتتضمن البطاقة كذلك «الدفتر الصحي» للمعني الذي يتضمن رقم الضمان الاجتماعي والأمراض المزمنة وأمراض الحساسية التي يعاني منها. ما يمكن في حال توقيع اتفاقيات مع بلدان أخرى، استخدام البطاقة كجواز سفر. وأكد السيد بودربالة ل»المساء» أن «الهيئات العمومية والخاصة ستزود قريبا بالأدوات اللازمة التي تمكن من قراءة هذه المعلومات واستغلالها في نظامها الإعلامي»، موضحا أن ملء البيانات والمضامين السابقة الذكر سيتم من طرف الهيئات المعنية كوزارة الصحة أو الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي بالنسبة للدفتر الصحي، مشددا على أن الجانب التقني استكمل على مستوى وزارة الداخلية، وأن البطاقة ستكون «مفتاح» تجسيد مفهوم الحكومة الإلكترونية. للتذكير، يشارك حوالي 80 عارضا في الطبعة ال26 التي تستمر إلى غاية ال9 من هذا الشهر. ويمكن للمواطنين المهتمين بمجال الإعلام الآلي وتكنولوجيات الإعلام والاتصال زيارة مختلف أجنحة العرض للاطلاع على آخر ما جادت به التطورات في هذا المجال. ورغم أنه أصبح «حدثا تقليديا سنويا» ينتظره المولعون بهذا العالم الرقمي، فإن الصالون هذا العام لم يكن بنفس مستوى السنوات السابقة، وغابت عنه أهم العلامات الكبرى في مجال الإعلام الآلي، وحتى فضاء البيع كان جد متواضعا، وهو ما يؤكد أن الأزمة مست هذا القطاع الذي يفترض أن يعرف انتعاشا بعد أن عرفت بلادنا تطورات خاصة في مجال الربط بالأنترنت.