يشارك السيميائي والناقد الجزائري الدكتور رشيد بن مالك في أشغال مؤتمر «الاستثمار في الثقافة» الذي تستضيفه سلطنة عمان من 11 إلى 13 أفريل الجاري، وتشارك فيه 15 دولة عربية وأجنبية لتسليط الضوء على سبل الاستفادة من الإرث الثقافي لخدمة المجتمع وتنميته، ضمن مسعى عقد شراكة غير معتادة بين الثقافة والاقتصاد. في هذا السياق، يقدم الدكتور بن مالك ورقة بعنوان «تسويق الثقافة وإشكالية النهوض بالصناعات الثقافية»، حيث سيحاول الإدلاء بدلوه فيما يتعلق بالإجابة عن مجموعة من التساؤلات، من أهمها «كيف يتم تحويل المواد الثقافية إلى مواد اقتصادية إلى جانب نوع المشروعات الاقتصادية التي يمكنها الاستثمار في الثقافة»، فضلا عن «كيفية استفادة المشروعات الصغيرة والمتوسطة من مواد الثقافة اقتصاديا». المؤتمر المنظّم من طرف النادي الثقافي في السلطنة بالتعاون مع وزارة التراث والثقافة والجمعية الاقتصادية العمانية ومؤسسة «بيت الزبير»، سيشهد عرض أهم التجارب الاستثمارية الاقتصادية العربية أو العالمية التي نجحت في استثمار الثقافة، ويشمل ثماني جلسات، وتمّ اختيار 38 ورقة بحثية، من بينها «الأسس الإستراتيجية لاستثمار التراث الثقافي في التنمية السياحية» و»أثر الاستثمار في الفعاليات الثقافية» و»تسويق الثقافة وإشكالية النهوض بالصناعات الثقافية» و»الاستثمار الثقافي في تصميم المدن المستدامة» و»المكون الثقافي للشعوب وأثره على التنمية الاقتصادية» و»الأبعاد الاقتصادية للصناعات الإبداعية» و»السياحة الثقافية في سلطنة عمان». تشارك بالمؤتمر إلى جانب الجزائر، المغرب، مصر، تونس، السعودية، الكويت، قطر، البحرين، السودان، اليمن، إيران، فرنسا، ألمانيا وباكستان، إضافة إلى سلطنة عمان. حسب الدكتورة عائشة بنت حمد الدرمكية، رئيسة مجلس إدارة النادي الثقافي، فإن المؤتمر يأتي في الأساس للمساهمة المباشرة في الربط بين الثقافة والاقتصاد، كون الثقافة الدعامة الرابعة للتنمية المستدامة إلى جانب كل من التنمية الاقتصادية والتنمية الاجتماعية وحماية البيئة، لهذا فإنه ينطلق من كون الثقافة رأس مال مهم لأية تنمية اقتصادية؛ لأنها مجموعة من المواد التي يُنظر إليها بوصفها منتجًا له قيمته الاقتصادية، وبالتالي التنموية، موضحة أنّ التنمية الاقتصادية تقوم على التخطيط الاستراتيجي الذي يعتمد على تدعيم القدرات الاقتصادية المحلية وتحسين مناخات الاستثمار فيها، بالإضافة إلى زيادة الإنتاجية والقدرات التنافسية للأنشطة والمشروعات للمستثمرين بكافة أنواعهم وقدراتهم الاقتصادية، فإن هذا الاستثمار لا يحقق أهدافه إلا إذا أخذ في اعتباره المستوى الثقافي للمجتمع؛ لأن ثقافة المجتمع هي الركيزة الأساسية التي تعتمد عليها الكثير من المشروعات الاقتصادية، بل أن الحضارة في تعريفها تعتمد على الثقافة، وما تنتجه من أنشطة تؤسس لهوية المجتمع. لهذا لا يمكن أن يتم التخطيط الاستراتيجي دون أن يتأسس على الثقافة التي تمثل الهوية. وأكّدت المتحدثة أن المؤتمر يرنو إلى الإجابة عن مجموعة من التساؤلات المتعلقة بتلك العلاقة، والتي من أهمها؛ كيف يتم تحويل المواد الثقافية إلى موارد اقتصادية، إضافة إلى نوع المشروعات الاقتصادية التي يمكنها الاستثمار في الثقافة وكيفية استفادة المشروعات الصغيرة والمتوسطة من مواد الثقافة اقتصاديا، إضافة إلى التخطيط لمشروعات اقتصادية ناجحة في مجالات الثقافة وأشكال تقييم التنمية الثقافية وآثارها الاقتصادية، وعرض أهم التجارب الاستثمارية الاقتصادية العربية أو العالمية التي نجحت في استثمار الثقافة. «البعد الاقتصادي للثقافة، أهمية الثقافة كونها عاملاً من عوامل توليد الثروة والتنمية الاقتصادية»، «الهندسة الثقافية والاستثمار الاقتصادي»، «تعزيز، ونشر ثقافة الاستثمار في الثقافة»، «أثر الاستثمار في الفعاليات الثقافية في بناء رأس المال الاقتصادي»، «تمويل الثقافة والنهوض بالصناعات الثقافية، التنمية الثقافية وثقافة التنمية»، «صناعة المنتج الثقافي الإمكانيات والكوامن للصناعات الثقافية»، «النهوض الاقتصادي، وإعداد الموارد البشرية في قطاع الثقافة»، «الاستثمار في الثقافة الشعبية تنمية مستدامة». «انعكاس ثقافة المجتمع في التوجه نحو تحقيق التنمية الثقافية الفرص والتحديات»، «السياحة الثقافية في سلطنة عمان.. خطوة على طريق الاستثمار في الثقافة»، «الاستثمار الثقافي، ووضع السياسات الاستثمارية»، «الأسس الاستراتيجية لاستثمار التراث الثقافي في التنمية السياحية وتعزيز النواحي الثقافية من منظور اقتصادي»، «مؤشرات قياس البعد الاقتصادي للثقافة»، «الاقتصاديات الإبداعية في قارة إفريقيا.. الطموحات والتحديات». «الإبداع والمقاولة.. المشروعات الثقافية الصغيرة والمتوسطة»، «الموارد المحلية المتوفرة في الاستثمار في الثقافة»، «الاستثمار الاقتصادي للتراث غير المادي في الثقافة الوطنية من منظور النقد الثقافي»، «الاستثمار الاقتصادي المعرفي في تعليم اللغة العربية للناطقين بغيرها»، «الاستثمار الثقافي في تصميم المدن المستدامة»، «الاستثمار الثقافي الفني وآليات الانغماس عبر الوسيط الافتراضي».