أرجع الوزير الأول ارتفاع نسبة التضخم إلى «قلة أسواق الجملة للخضر والفواكه»، وقال إن الانشغال الكبير للحكومة حاليا هو «استقرار الأسواق»، في إشارة إلى الارتفاع الكبير الذي عرفته أسعار الخضر والفواكه وبعض المواد الغذائية في الآونة الأخيرة. معتبرا أن لأصحاب الأسواق «دورا هاما في مكافحة التضخم وكذا إحداث التوازن بين العرض والطلب». ودعا سلال كذلك إلى محاربة المضاربة، بالاسراع في إنجاز المشروع قبل نهاية السنة الجارية وتوقيع اتفاقيات مع المنتجين من الآن. قال الوزير الأول أمس، خلال معاينته لمشروع إنجاز سوق جهوي للخضر والفواكه بمدينة عين وسارة، في إطار زيارة عمل وتفقد قادته إلى ولاية الجلفة، إن هناك «مشكلا خطيرا» تواجهه حاليا الحكومة هو «التحكم في السوق الوطنية»، نظرا لوجود حاجة لإحداث استقرار في الأسواق، لاسيما ونحن على أبواب شهر رمضان. حيث اعتبر أنه من غير المعقول أنه بمجرد توقيف استيراد الموز لمدة شهر «يتضاعف سعره بتسع مرات». وقدم السيد سلال جملة من الملاحظات خلال معاينته وتدشينه لمختلف المشاريع التنموية بالولاية، تذهب في اتجاه سياسة الحكومة الجديدة الرامية إلى تنويع الاقتصاد وتقليص فاتورة الاستيراد، هذا ما أشار إليه عند زيارته لمستثمرة فلاحية ومذبح عصري للدواجن لمجمع عبد القادر خيذر في عين وسارة، حيث شدد على أهمية اقتحام الأسواق الإفريقية، خاصة بعد أن أخبره صاحب المذبح عن وجود عروض من متعامل كندي لتصدير منتجات المذبح نحو إفريقيا، فدعاه إلى القيام بذلك بنفسه، بدل الاستنجاد بأجانب. كما أكد على ضرورة تحقيق الاندماج في المجال الفلاحي، من خلال إنتاج أعلاف الدواجن بالجزائر بدل استيرادها، واقترح حتى بتربية «الديدان» لتغذيتها طبيعيا. من جهة أخرى، أكد الوزير الأول في مستثمرة الإخوة عيسو، أين قدم له عرض حول تربية 3000 بقرة حلوب ووحدة إنتاج حليب الغبرة ببلدية الغرنيني، على ضرورة الذهاب نحو الاكتفاء الذاتي في مادة الحليب، مشيرا إلى أنه بإنجاز هذا المشروع، إضافة إلى مشروعين في ذات المجال بكل من قسنطينة وعين الدفلى، فإنه بإمكان الجزائر تقليص فاتورة استيرادها التي تكلف سنويا حوالي 800 مليون دولار، بل والانتهاء من الاستيراد تماما خلال العامين المقبلين. في السياق ذاته، اتجهت ملاحظات الوزير الأول خلال زيارته لمشروع إنجاز محطة توليد الكهرباء بطاقة 1262 ميغاواط، حيث دعا مسؤول المحطة إلى التخلي عن استخدام المازوت في توليد الكهرباء حتى ولو كان الأمر ظرفيا، ملحا على ضرورة استخدام الطاقات المتجددة والغاز، لاسيما أنه نبه إلى أن أسعار المازوت مدعوة للارتفاع مستقبلا، دون إهمال الجانب البيئي الذي شدد عليه كذلك، متحدثا عن «نظرة جديدة» يجب على سونلغاز التحلي بها في المجال الطاقوي بما يتماشى وسياسة الحكومة. في بلدية الجلفة، دشن الوزير الأول مستشفى جديدا بطاقة 240 سريرا، حيث أعطى تعليماته بضرورة استكمال تجهيز هذا الصرح الصحي الجميل وتوفير الأخصائيين وعمال شبه الطبيين قبل نهاية السنة الجارية. للإشارة، فإن الزيارة عرفت توزيع عقود الامتياز على عدد من المستفيدين، إضافة إلى مفاتيح سكنات من صيغ مختلفة، خلال وقوف الوفد الحكومي على أشغال استكمال إنجاز مشروع القطب الحضري الجديد ببربيح، كما تم وضع حجر الأساس لإنجاز مدرسة مهن الأشغال العمومية. ودشن نظام ازدواجية توزيع المياه الصالحة للشرب لمدينة الجلفة من منطقة واد الصدر، حيث وضع المحطة الجديدة حيز الخدمة، إضافة إلى تدشينه لمشروع 2000 مقعد بيداغوجي بالقطب الجامعي الثاني.