عرفت شعبة زراعة الفراولة في ولاية جيجل، خلال السنوات الأخيرة، اهتماما كبيرا، ارتبط بحجم الإنتاج المسجل لهذه الفاكهة، مما جعلها تنافس أكبر الولايات المنتجة لها، إذ تتصدر المراتب الأولى، حيث يرجع الإنتاج الكبير للفراولة إلى الاهتمام الذي أولته الدولة ممثلة في المصالح الفلاحية بهذه الشعبة، من خلال دعم الفلاحين المنتجين للفراولة، إذ يرتفع عددهم بالولاية في كل سنة ليصل حاليا إلى ما يقارب 551 فلاحا. يتمثل الدعم في توفير شتلات الفراولة بكميات كافية لتغطية الطلب الفلاحي، يقوم باستيرادها متعاملون اقتصاديون من دول إسبانيا وإيطاليا، ليصبح بذلك إنتاج الفراولة خلال السنوات الأخيرة يمس قرابة 10 أنواع منها، على غرار الكاماروزا، صبرينا، سوندريات، كاميليا، وغيرها من الأنواع التي أصبح إنتاجها متمركزا بجيجل. وفي نفس السياق، أكد مدير المصالح الفلاحية في حوار ل«المساء"، أنه من بين الاهتمامات المقدمة لشعبة زراعة الفراولة أيضا، تخصيص مهندسين على مستوى الأقسام يشرفون على عمليات تأطير الفلاحين في عمليات تحسيسية، من أجل تفادي الأخطاء خلال المسار التقني للنبتة وحسن استعمال الأسمدة، بالتنسيق في كل مرة مع مفتشية حماية النباتات التي تتبع بدورها الحالة الصحية للنبتة من عملية الغرس إلى عملية الجمع، كما أدى الاهتمام الكبير بزراعة الفراولة و الإنتاج الوفير خلال السنوات الأخيرة، إلى تأسيس جمعية منتجي الفراولة التي تجند الفلاحين للاستجابة للأيام التحسيسية التقنية التي تنظم في كل موسم إنتاج الفراولة. تتوقع مصالح الفلاحة لولاية جيجل إنتاج ما يقارب 102189 قنطارا من فاكهة الفراولة هذا الموسم، لاسيما بعد أن ارتفعت المساحة المزروعة لهذه السنة إلى 341 هكتارا، مقارنة ب315 هكتارا تمت زراعتها خلال السنة الماضية، وحققت إنتاجا قدر ب94 ألفا و500 قنطار، أقبل على زراعتها الفلاحون ب11 بلدية عبر تراب ولاية جيجل، حيث تمركزت أغلبها بالجهة الشرقية للولاية، تحتل بذلك بلدية سيدي عبد العزيز الصدارة ب 28 ٪ من المساحة المزروعة للفراولة، تليها بلدية خيري وادي عجول ب83 هكتارا بمساحة تقدر ب 24٪ من المساحة، وبلدية العنصر ب 73 هكتارا بنسبة 21٪ وكذا بلدية الجمعة بني حبيبي التي تقدر مساحة زراعة الفراولة بها ب41 هكتارا بنسبة 12٪. رغم هذا، فقد أضاف متحدثنا بأن مساحة زراعة الفراولة بجيجل لا تمثل سوى 0.8 ٪ من المساحة الصالحة للزراعة في الولاية، وأن الإنتاج الكبير أو الدعم المقدم في هذه الشعبة لم يكن على حساب شعب زراعية أخرى، فإنتاج الفراولة يبقى استثمارا فلاحيا جديدا يخدم السوق المحلية في ظل الإنتاج الكبير. وتحضر مصالح الفلاحة، بالتنسيق مع الغرفة الفلاحية، لإقامة الطبعة ال 13 لعيد الفراولة يوم غد الخميس، والذي عادة دأبت على إحيائها كل سنة، من خلال عرض منتجات الفراولة بمختلف الأصناف والنوعيات، للتعريف أكثر بحجم ونوعية الإنتاج بجيجل، في وقت تعرف تجارة فاكهة الفراولة انتشارا بمختلف الأسواق المحلية وحتى الأحياء والطرق، على غرار الطريق الوطني 43، من بلدية سيدي عبد العزيز بأقصى شرق الولاية إلى غاية بلديتي العوانة وزيامة منصورية بغربها، حيث يستغل التجار فرصة لتقريب المنتوج من المواطن وبيع أكبر قدر ممكن بأسعار لا تقل عن 250 دج.