يجري هذه الأيام حديث حول احتمال عدم مشاهدة الجمهور الجزائري لمباريات منافسة كأس العالم لكرة القدم في العام 2010. مع العلم أن منافسات كأس العالم السابقة التي جرت في العام 2006 تمت مشاهدتها بشق الأنفس حيث بقيت المفاوضات والمساومات جارية حتى آخر لحظة. الآن، أصبحنا نعيش مايمكن تسميته ب "عصر الاحتكار" دون أي شفقة أورحمة، فحتى كرة القدم اللعبة الشعبية التي تعشقها كل الجماهير في العالم والتي تمثل منذ وجودها متعة وعزاء للشعوب الفقيرة والمغلوبة على أمرها، أصبحت مبارياتها غيرمسموح بمشاهدتها لكل الناس. بل أنها أصبحت مقتصرة على الأغنياء وأصحاب الجاه، فالدول والفئات التي تملك الأموال تدفع لتشاهد أما الدول والفئات التي لا تملك الأموال فتبقى "فاغرة أفواهها". سميه كما شئت، عالم دون أخلاقيات أوعالم الغاب أونظام الرأسمالية المتوحشة التي أصابتها ضربة قاسية أثناء الأزمة الاقتصادية الحالية، المهم أن الاحتكار شمل كل شيء وقد أصابت عدواه عالم الكرة المستديرة "معبودة الجماهير"، وبعدما كان الاحتكار مقتصرا فقط على مجالات معينة مثل المجالات العسكرية والتكنولوجية وحتى العلمية والاقتصادية، هو الآن يشمل كل شيء. في السبعينات من القرن الماضي، عندما لاحظ الرئيس الراحل هواري بومدين بدايات ظهور الظلم والإجحاف الدولي الممارس من الدول الغنية المتقدمة على الدول الفقيرة المتخلقة أوالسائرة في طريق النمو، طالب بنظام اقتصادي دولي جديد، والآن ما أحوجنا الى ظهور من يطالب بنظام إعلامي جديد يكفل للجماهير على الأقل مشاهدة مباريات كرة القدم. واذا لم يتم تحرك المعنيين والمهتمين وحتى المتضررين من الاحتكار، فقد يأتي اليوم الذي يصبح فيه من لا يملك المال لا يستطيع حتى استنشاق الهواء النقي، الذي يمكن أن يخضع لاحقا الى منطق المال والجاه، ومن لا يملك هذا يصاب بالاختناق.