سيتمكن الجزائريون من مشاهدة مونديال 2010 بعدما توصلت إدارة التلفزيون برئاسة المدير الجديد السيد عبد القادر العلمي وشبكة راديو وتلفزيون العرب "ارتي" ممثلة بالسيد صالح كامل إلى اتفاق رسمي يقضي بمنح التلفزيون الجزائري حق بث 22 مباراة في صفقة لم يتم الكشف عنها، بينما قالت مصادر حسنة الاطلاع ل" المساء" أن المبلغ قارب 15 مليون أورو (حوالي 140 مليار سنتيم ). وحسب نفس المصادر، فإن مفاوضي الجانبين استنفدوا كل السبل للتفاهم حول صيغة توافقية، مما استدعى تدخل رئيس الجمهورية شخصيا الذي أنهى الخلاف بالموافقة على دفع المبلغ المذكور كهدية لعشاق الكرة المستديرة والشعب الجزائري بأكمله. صعوبة المفاوضات كان قد كشف عنها وزير الاتصال السابق السيد عبد الرشيد بوكرزازة يوم 26 أكتوبر الماضي في حديث للقناة الإذاعية الأولى، حيث أكد أن هيئة إذاعة وتلفزيون العرب "آرتي" مالك حقوق البث الحصري لمباريات كأس العالم المرتقبة في 2010 بجنوب إفريقيا طالبت بمبلغ 15 مليون أورو لتمكين التلفزيون الجزائري من نقل 15 مباراة، وأنه في حال تأهل "الخضر" فإن هذا المبلغ يجب أن يتضاعف ب30 بالمائة. وتطرق في نفس السياق إلى مشكل البث الحي لمباريات الفريق الوطني والفرق الرياضية الجزائرية المشاركة في مختلف المنافسات القارية والدولية واعترف بصعوبة مهمة ضمان بث التلفزيون الجزائري لكل المباريات بسبب ظاهرة احتكار بعض المؤسسات التلفزيونية لحقوق البث. وأشار إلى أن موضوع بث المباريات أصبح يمثل مشكلة حقيقية للعديد من الدول وقدم مثالا عن الفريق الانجليزي الذي حرم المشاهد البريطاني من مشاهدة مبارياته، وأضاف أن وزارتي الاتصال والشبيبة والرياضة تنسقان من اجل تأمين نقل مباريات الفرق الرياضية الجزائرية المشاركة في مختلف المنافسات. وأوضح في نفس السياق أن التلفزيون الجزائري لا يتحمل مسؤولية عدم بث تلك المباريات لأن القضية اكبر منه بكثير والدليل على ذلك حجم المبالغ المالية التي تطالب بها الشركات مالكة حقوق البث، وأضاف أن الموضوع أصبح محل نقاش واسع على مستوى الهيئات الإعلامية الإقليمية والدولية. يذكر أن مؤسسة التلفزيون الجزائري حاولت التفاوض مع مسؤولي آرتي قبيل انطلاق مونديال 2006 من أجل إيجاد صيغة تمكّن الجزائريين من أهم حدث كروي عالمي لكن دون جدوى لأن "آرتي" أصرت على عدم بيع الحقوق لأي بلد حتى تتمكّن من ترويج بطاقاتها المشفّرة في البلدان العربية.