شكل التتويج الأخير الذي حققه الجيدو الجزائري، عقب فوزه بلقب البطولة الإفريقية (ذكورا وإناثا)، أول هدية يقدمها هذا الفرع للعهدة الرياضية الجديدة التي باشرتها الهيئات الفيدرالية المنتخبة مؤخرا فقط، والذي يعد في نظر الكثير من المتتبعين للشأن الرياضي في بلادنا فأل خير على الرياضة الجزائرية، حيث نوهت الأوساط الرياضية الجزائرية لكل ميولاتها بهذا الإنجاز الكبير الذي حققه الجيدو الجزائري. لا شك في أن بروز الجيدو الجزائري من جديد على الساحة الإفريقية يؤكد أن هذه الرياضة لم ينطفئ بريقها، مثلما كان يظن البعض في أعقاب خيبة الألعاب الأولمبية الأخيرة التي جرت بمدينة ريو دي جانيرو، ولم ينل فيها الجيدو الجزائري أية ميدالية، بعدما عود الجمهور الرياضي على التتويج في أطوارها. وقد ثمن الرئيس الجديد لاتحادية الجيدو رشيد لعراس في تصريح ل«المساء"، ما حققه زملاء لياس بويعقوب ومريم موسى في البطولة الإفريقية الأخيرة للجيدو التي احتضنت أطوارها بمدينة أنتنانريفو، عاصمة مدغشقر، في الفترة الممتدة بين 14 و16 من الشهر الجاري، حيث قال محدثنا: "قبل الحديث عن هذا التتويج الإفريقي البارع والمفاجئ في آن واحد، أريد فقط إعلام الرأي العام الرياضي بأن الفريق الوطني للجيدو توقف عن التدريبات منذ مشاركته في ألعاب ريو دي جانيرو، وهي الفترة التي كان الجميع في الجيدو يترقب فيها انعقاد الجمعية الانتخابية للفرع، لكن يجب الاعتراف بأن الإنجاز الذي تحقق في الجيدو الجزائري بأنطنانريفو تحقق بفضل إرادة المصارعين والمصارعات وأعضاء الطاقم الفني المتكون من سليني ياسين، كمال ياحيى وحرات كمال". وحسب محدثنا دائما، فإن التربص الذي أجرته العناصر الوطنية بالمدية بالنسبة للذكور وباتنة بالنسبة للإناث كان مفيدا لها، بعد قضاء واحد وعشرين يوما في القيام بتدريبات مكثفة اجتهد فيها الجميع، للرفع من مستوى تنافسهم والاستعداد من الناحية النفسية للرفع من شأن الجيدو الجزائري في هذه البطولة الإفريقية التي نالوا فيها 20 ميدالية، منها 9 ذهبية، 5 فضية و6 برونزية، ويعد ذلك نتيجة باهرة وغير متوقعة مقارنة بالفشل الذريع للتشكيلة الوطنية في البطولة الإفريقية الأخيرة التي جرت منذ سنة بتونس، ونال فيها ممثلونا ميدالية ذهبية واحدة، مع الإشارة إلى أن الفريق الوطني توج باللقب الإفريقي سنة 2008 في المغرب وسنة 2014 بجزر موريس. وعن مستقبل المديرية الفنية الوطنية، كشف رشيد لعراس أن الهيئة الفيدرالية التي يرأسها ستقوم باستبدال مديرها الفني الحالي سامي السبع بتقني آخر، لكن دون أن يوضح أسباب هذا القرار، كما أكد محدثنا أنه سيتم التمسك بمدربي النخبة على مستوى مناصبهم وهم ياسين سليني، كمال ياحي وحرات كمال، إلى جانب تعيين مدير جديد للفرق الوطنية. لعراس رفض الكشف عن أسماء التقنيين الجدد الذين يريد جلبهم للعمل في الاتحادية، إلا أن مصادر قريبة من هذه الأخيرة قالت بأنه سيتم الاستعانة بخبراء في الجيدو، لاسيما أن نور الدين لعراس أكد لنا بكثير من التأسف على أن بعض الخبراء في هذه اللعبة عانوا من التهميش والإقصاء، وأنه حان الوقت لكي يستفيد الجيدو الجزائري من خبرتهم، لاسيما أن الاتحادية قررت حسب رئيسها إعادة بعث المجمع التقني للمدربين وجعله محورا حقيقيا في كيفية تطوير المستوى الفني للعبة، من خلال تنسيق برنامج عمله مع الرابطات الولائية والنوادي. وقال رشيد لعراس في هذا الشأن، أن الجيدو الجزائري أصبح يفتقر لمصارعين ذوي مستوى دولي في غرب وشرق وجنوب البلاد، ولا بد على الاتحادية أن تجتهد لتدعيم التكوين ورفع مستوى المصارعين في هذه الجهات من الوطن، وجعل هذه الأخيرة معاقل جديدة في جانب تطوير هذه الرياضة. موعدان دوليان هامان في الأفق تجدر الإشارة إلى أن المنتخب الوطني للجيدو ينتظره موعدان دوليان هامان، الأول في نهاية الشهر الجاري بمدينة باكو في أذربيجان للمشاركة في ألعاب التضامن الإسلامية، والثاني ببلغاريا لخوض منافسات بطولة العالم المرتقب أن تنطلق يوم 14 أوت القادم، والتي ستحاول فيها العناصر الوطنية كسب أكبر عدد من النقاط المؤهلة للألعاب الأولمبية القادمة، إذ أن الفوز بميدالية واحدة يكون 700 نقطة التنقيط العالمي الخاص بالاتحادية الدولية للجيدو، مما يسمح للفريق الوطني من المشاركة في الموعد الأولمبي القادم بعدد كبير من المصارعين. ومن المنتظر أن يخضع المنتخب الوطني أكابر (ذكور وإناث) إلى تحضيرات مكثفة تحسبا للمشاركة في بطولة العالم.