الرياضة الجزائرية في خطر والاتحاديات تبرر الإخفاقات بحجج واهية وليد. ح أضحت الإخفاقات بالنسبة للرياضة الجزائرية سنفونية تعزف في كل محفل عالمي، لا سيما الألعاب الأولمبية الأخيرة بلندن، والتي جاءت نتائجها مخيبة للغاية بالنسبة للنخبة الجزائرية المشاركة ب39 رياضيا، ويبقى الاستثناء الوحيد الذي حفظ ماء وجه الجزائر في مدينة الضباب، العداء توفيق مخلوفي الذي تحدى الصعاب وجعل العلم الجزائري يرفرف عاليا في سماء لندن، بل أزيد من ذلك جعل النشيد الوطني يدوي دهاليس الملعب الأولمبي، إلا أنه وبالرغم من هذا الإنجاز الصريح لمخلوفي الذي نال الميدالية الذهبية في سباق 1500 متر، يعد الشجرة التي حجبت غابة الإخفاقات الخاصة بالرياضة الجزائرية في أولمبياد لندن. ولا يعد تراجع الرياضة الجزائرية في الألعاب الأولمبية بالشيء الجديد، خاصة أن النتائج في الطبعة السابقة للألعاب الأولمبية كانت مماثلة، حيث حفظ ماء وجه المشاركة الجزائرية في بكين 2008 كل من المصارع عمار بن يخلف الذي نال الميدالية البرونزية وصوريا حداد التي توجت بالميدالية الفضية، لتبقى دار لقمان على حالها وتبقى الرياضة الجزائرية تنتهج سياسة «البركة في القليل» وأيضا مبدأ «المهم المشاركة»، في وقت أنفقت فيه وزارة الشباب والرياضة أموالا طائلة على هؤلاء الرياضيين لكي تضمن لهم تحضيرا نوعيا. وعليه فوزارة الشباب والرياضة مطالبة بالتدخل وتبني سياسة المحاسبة من أجل وضع القائمين بالأعمال أو بالأحرى رؤساء الاتحاديات أمام الأمر الواقع، خاصة أن الاتحادية الوحيدة التي أنجزت مهامها على أكمل وجه تكمن في اتحادية ألعاب القوى ورئيسها بلحجوجة. فيما لا مست الاتحاديات الأخرى القاع بسبب المشاركة المخيبة لرياضييها، على غرار اتحادية الملاكمة، الكرة الطائرة، الدراجات الهوائية ومادون ذلك، فهل ستضرب الوصاية بيد الحجاج أم ستجبر على التكتم وتكتفي بالافتخار بميدالية مخلوفي؟. الاتحاديات تقدم مبررات واهية والوزارة في موقع المتفرج اختلفت مبررات الإخفاق الخاصة برؤساء الاتحاديات المشاركة في أولمبياد لندن، فمنهم من أرجع سبب المعضلة لأخطاء فنية وهو ما ذهب إليه رئيس اتحادية الجيدو علي بن جمعة، هذا الأخير الذي برر فشل هذا النوع من الرياضة لحصد ميدالية في لندن بالخطأ الفني المرتكب من طرف صوريا حداد، وهو مبرر واهي لأن حصد الميداليات في محفل بحجم أولمبياد لندن لا يعتمد على رياضية واحدة فقط. من جهته برر مصطفى لموشي، رئيس الاتحادية الجزائرية لكرة الطائرة، إخفاق سيدات الطائرة الجزائرية في مجاراة عمالقة العالم في هذه الرياضة، بالظروف التي عايشها المنتخب الوطني قبل أن يشد الرحال إلي مدينة لندن، خاصة فضيحة السرقة التي زعزعت أركان الاتحادية. واعتبر رؤساء الاتحاديات الآخرين التواجد في أولمبياد لندن إنجاز في حد ذاته وهو ما أكده رئيس الإتحادية الجزائرية للمصارعة مهدي ميزاغار الذي اعتبر مشاركة ثلاثة مصارعين في الأولمبياد الأخير إنجاز في حد ذاته. بين هذا وذاك تبقى الرياضة الجزائرية حبيسة إمكانيات وسياسة رشيدة تعيد الاعتبار للمشاركة الوطنية في المحافل العالمية. كما تبقى إخفاقات أولمبياد لندن درس يتوجب على القائمين بشؤون الرياضة في الجزائر حفظه والاستفادة من أخطائه، حتى تعود الرياضة الجزائرية لمنصة التتويجات من بواية أولمبياد البرازيل في 2016. بلحجوجة رئيس اتحادية ألعاب القوى ل«البلاد»: تتويج مخلوفي لم يكن صدفة وخزان من الشبان سيفجر طاقاته في أولمبياد البرازيل» كشف رئيس الاتحادية الجزائرية لألعاب القوى بلحجوجة ل«البلاد»، أن الجزائر لا يجب أن تتوقف عند إنجاز مخلوفي الذي أحرز الذهب في أولمبياد لندن، مشيرا إلى أن هناك عمل قاعدي بصدد الإنجاز نتائجه ستظهر في أولمبياد ريو دي جانيرو بالبرازيل في 2016، وثمن بلحجوجة المشاركة الجزائرية في أولمبياد لندن، مؤكدا أن مخلوفي حفظ ماء الوجه وقال في هذا الصدد: «التقييم إيجابي لأننا وضعنا منذ البداية الوصول إلى النهائي كهدف، وها نحن نحرز ميدالية ذهبية وبالتالي فالحصيلة إيجابية، لأن رياضة ألعاب القوى لم تتوج بميدالية ذهبية منذ سنة 2000، فهنيئا لمخلوفي الذي عرف كيف يسير سباقاته وكان ذكيا ومحضرا من الناحية البسيكولوجية، لكن لا يجب الاكتفاء بهذا الحد والقيام بعمل قاعدي وعلى المدى البعيد». وأضاف بلحجوجة فيما يخص عدم ترشيح البعض لمخلوفي لاعتلاء منصة التتويج: «كثيرون من قالوا إن مخلوفي لم يكن مرشحا منذ البداية، صحيح أننا لم نقل بأن هذا الرياضي سيحرز ميدالية، لكن إرادة مخلوفي هي التي أوصلته لما هو عليه الآن، وليكن في علم الجميع أن ما حققه هذا العداء لم يكن من باب الصدفة، لأنه في 2009 كان رابع عداء في 1500 في ألعاب البحر الأبيض المتوسط، وفاز في الألعاب العربية والألعاب الإفريقية وفاز أيضا في البنين مؤخرا، وبالتالي لا يمكن أن نقول إن مخلوفي لم يكن مرشحا ربما على المستوى العام، لكن نحن كنا نؤمن بقدراته». وفيما يخص السياسة المنتهجة من طرف الاتحادية الجزائرية لألعاب القوى قال بلحجوجة: «هدف الاتحادية منذ 2009 هو العمل القاعدي وتركيز العمل على الفئات الشبانية وأنا كلي ثقة بأننا نملك خزانا لا يستهان به، لا سيما وأن صنف الأشبال فاز في البطولة الإفريقية بالمغرب هذه السنة.. البطولة العالمية للأواسط عرفت أيضا مشاركة اثنين في النهائي وحصولهم على المرتبة السادسة والسابعة وبالتالي فهناك مفاجئات كثيرة ستكون حاضرة بجانب مخلوفي في البرازيل سنوجهها ونؤطرها». سفيان. ب كمال قمار أمين عام وزارة الشبيبة والرياضة «هدف الوزارة في الوقت الحالي تكوين نخبة جديدة للجزائر»مكتفيا بالقول إنه ستكون هناك حسابات للاتحاديات التي فشلت في تحقيق النتائج المرجوة، خاصة مع الدعم المالي الكبير التي منح لها. وقال المعني إن هدف الوزارة في الوقت الراهن يرتكز على كيفية تجديد النخبة الوطنية لتكون قادرة على حمل راية الوطن وذلك من خلال بناء مراكز لتحضير الرياضيين الجزائريين وسيتجسد ذلك في كل من سطيف وسعيدة. كما أن الجزائر ستستفيد من مركز خاص بمعاينة المنشطات، حيث تنتظر الجزائر قدوم وفد من اللجنة الأولمبية الدولية لمنح الضوء الأخضر لكي يشرع في العمل. كما أفاد غمار أن الوصاية ستعقد ندوة صحفية في الأيام القليلة القادمة للحديث عن ألعاب لندن القادمة. لطفي. ص نورية بنيدة مراح بطلة أولمبياد سيدني في ال 1500 متر «ميدالية مخلوفي أعادت الأمللألعاب القوى الجزائرية» أكدت بطلة دورة سيدني سنة 2000 في سباق 1500 متر، أن ميدالية مخلوفي في الأولمبياد من شأنها أن تمنح دفعا جديدا لرياضة ألعاب القوى في الجزائر، مشيرة إلى أن هذه الميدالية لا يجب أن تغفل بعض الجوانب السلبية في هذه الرياضة على غرار التكوين الذي لايزال بعيدا عن المطلوب. لطفي ص مصطفى لموشي رئيس الاتحادية الجزائرية لكرة الطائرة «المشاكل التي سبقت الدورة أثرت علينا سلبيا» قال مصطفى لموشي، رئيس الاتحادية الجزائرية لكرة الطائرة، إن النتائج المسجلة في الدورة الأخيرة في لندن كانت سلبية، خاصة في مباراة بريطانيا، لكن يقول إن المشاكل التي عاشها المنتخب قبل بداية الدورة أثر سلبيا على معنويات اللاعبات وحتى الطاقم الفني ولا يجب أن ينسى الجميع كما يقول المعني أن المنتخب الذي شارك في لندن كان مطعما ببعض اللاعبات الشابات، ما يعتبر شيئا إيجابيا ولم يستبعد المسؤول الأول عن الكرة الطائرة الجزائرية استبعاد المدرب البولوني من مهامه لضعف النتائج، حيث سيعقد اجتماعا لمكتب الاتحاد لدراسة النتائج الأخيرة بما في ذلك حالة اللاعبتين المتورطتين في السرقة. لطفي. ص علي بن جمعة رئيس الاتحادية الجزائرية للجيدو «خطأ فني من صوريا حداد ضيع جهودنا وعلينا العمل لتجديد تعدادنا» قال علي بن جمعة، رئيس الاتحادية الجزائرية لرياضة الجيدو، والتي شاركت بمصارعتين في لندن 2012 ، أن الأهداف في تلك الألعاب كانت مركزة للحصول على ميدالية في وزن أقل من 52 كلغ، وتحديدا المصارعة صوريا حداد التي منحت لها كل الإمكانيات وكان لها امتياز أن تعيد مدربها السابق التي أصرت عليه، لكن كما يقول المعني، خطأ فني ضيع على الجزائر ميدالية وجهود الاتحادية التي لا يجب أن تلام، لأن المطلوب في الوقت الراهن أن تعاد الحسابات وأن يجدد الجيل الحالي من المصارعين، مشيرا إلى أن إطارات الاتحادية يدرسون تقارير النتائج الأخيرة لرسم سياسة ووضع تقرير يمنح للوزارة المعنية في أقرب الأوقات. لطفي. ص محمد علالو صاحب برونزية ألعاب سيدني 2000 «الاتحادية أخفقت في سياستها الحالية» قال محمد علالو، الملاكم السابق وصاحب الميدالية البرونزية في الألعاب الأولمبية بسيدني سنة 2000، أن نخبة الملاكمة أخفقت رغم مشاركتها بثمانية ملاكمين، مؤكدا أن اتحادية الملاكمة عليها أن تعيد حساباتها فيما يخص السياسة المنتهجة، معتبرا الاتحادية ليست المتسبب الأول والأخير في النتائج المحصلة، لكن أيضا التحكيم الذي لم يكن في الموعد خاصة في منازلات وضاحي وبن شبلة اللذين كانت لهما حظوظا كبيرة في معانقة إحدى الميداليات. لطفي. ص أشار ميزاغار، رئيس الاتحادية الجزائرية للمصارعة، إن تأهيل ثلاثة مصارعين في الدورة الأولمبية بنوعيها المصارعة الحرة والإغريقية الرومانية يعد في حد ذاته إنجازا للرياضة الجزائرية، مشيرا إلى أن المصارعين منحت لهم كل الإمكانيات، بدليل التربصات الخارجية التي قاموا بها، لكن حسب المعني المستوى في الألعاب الأولمبية كان مرتفعا والقرعة لم تخدمهم، لا سيما وأن هناك مصارعين اثنين يشاركون لأول مرة في مثل هذه الدورات الكبيرة.