تنظم كلية العلوم الاجتماعية والإنسانية جامعة الشهيد «حمه لخضر» بالوادي، بالتعاون مع مخبر علم النفس العصبي المعرفي والاجتماعي، مؤتمرا دوليا بعنوان «ذوو الاحتياجات الخاصة في الجزائر بين الواقع والمأمول» خلال شهر نوفمبر، بهدف استكشاف واقع ذوي الاحتياجات الخاصة في الجزائر، توجيه اهتمام الباحثين والخبراء في مجال العلوم الاجتماعية والإنسانية لتلك الفئة من المجتمع. يشكل الأطفال ذوو الاحتياجات الخاصة نسبة هامة من مجموع فئة المجتمع في الجزائر، ويعرف الطفل المعاق بأنه الفرد الذي يحتاج طوال حياته أو خلال فترة من حياته إلى خدمات خاصة كي ينمو أو يتعلم أو يتدرب أو يتوافق مع متطلبات يومياته، أو حياته الأسرية أو الوظيفية أو المهنية، ويمكنه بذلك أن يشارك في عملية التنمية الاجتماعية والاقتصادية بقدر ما يستطيع الفرد السوي، فهذا الطفل قد ينتمي إلى فئة من بين فئات عديدة منها التفوق العقلي والموهبة الإبداعية مهما كانت إعاقته سواء الإعاقة البصرية بمستوياتها المختلفة أو الذهنية أو الإعاقة السمعية الكلامية واللغوية. يعاني الشخص المعاق مشاكل عديدة خلال نموه، منها التأخر الدراسي وبطء التعلم، الإعاقات البدنية والصحية الخاصة، صعوبات التكون، الاضطرابات السلوكية والانفعالية، كل هذا يجعله يختلف عمن يطلق عليه لفظ سوي، أو عادي جسميا أو عقليا أو نفسيا أو اجتماعيا، إلى الحد الذي يستوجب عمليات تأهيل خاصة، حتى يحقق أقصى تكيف تسمح به قدراته المتوفرة. ومن أهم عمليات تأهيل هذه الفئة، نجد التعليم المصمم خصيصا ليتناسب مع حاجات ذوي الاحتياجات الخاصة، وهو مجموعة البرامج والخطط والاستراتيجيات المصممة، وتشتمل على طرائق التدريس والأدوات والتجهيزات البيداغوجية التي تتناسب مع خصائص هذه الفئة. وفي إطار تدعيم هذا التعليم، اعتمدت الجمعية العامة للأمم المتحدة عام 1982، برنامج العمل العالمي للمعاقين، ويهدف إلى تعزيز التدابير الفاعلة لتأهيل ذوي الاحتياجات الخاصة. وفي نفس السياق، صدرت في الجزائر عدة قوانين خاصة بحماية ذوي الاحتياجات الخاصة، ويأتي على رأسها القانون رقم: 02 – 09 المؤرخ في 25 صفر 1423 الموافق 8 مايو 2002، والمتعلق بحماية الأشخاص المعوقين، والذي نص على ضمان تعليم إجباري للأطفال والمراهقين المعوقين، حيث خصص الفصل الثالث منه لموضوع التربية والتكوين المهني وإعادة التدريب الوظيفي وإعادة التكييف، وعلى هذا الأساس جاءت إشكالية الملتقى الدولي الذي يعد مناسبة عالمية للقاء خبراء ومناقشة المشاكل التي تعاني منها تلك الفئة والبحث عن حلول لها، وتصويب الاهتمام نحوها لتكفل أمثل بها وجعلها فئة فاعلة فعالة في المجتمع نظرا لحجمها الكبير. يهدف الملتقى، حسب منظميه، إلى تحسين نوعية معيشة ذوي الاحتياجات الخاصة بتقديم برامج واستراتجيات وتدخلات علمية مدروسة، إلى جانب التركيز على الأدب العلمي والبحثي المرتبط بقضايا هذه الفئة وتبادل الخبرات بين الجامعات ومراكز الدراسات لمختلف الدول المشاركة، بتقديم رؤية علمية للتكفل الشامل بذوي الاحتياجات الخاصة. وسينقسم الملتقى إلى عدة محاور أساسية، أهمها واقع ذوي الاحتياجات الخاصة في الجزائر وواقع التكفل بهم، إلى جانب مختلف المشاكل والمعوقات التي تحول دون دمج ذوي الاحتياجات الخاصة. كما سيكون الملتقى فرصة لمناقشة حقوق المعاقين وواقعهم في مؤسسات التعليم والتكوين، والتكفل العلاجي بذوي الاحتياجات الخاصة والاضطرابات النفسية والجسدية المرتبطة بهم، مع دراسة التوجهات الحديثة في التكفل بهذه الفئة والبحث عن طرائق بديلة لتدريسهم وإدماجهم في المجتمع.