يعاني العديد من المنتمين لفئة ذوي الاحتياجات الخاصة في مجتمعاتنا من مشاكل كبيرة صعبت عليهم الانخراط في المجتمع بصفة عادية خاصة أمام عجز السلطات المحلية في التكفل بهذه الفئة على أكمل وجه خاصة ما تعلق بجانب الترفيه وإلحاقهم بمدارس عادية تكفل لهم تلقي العلم مثل باقي التلاميذ الآخرين وهو الأمر الذي جعل أولياءهم يتخبطون في مجموعة من المشاكل التي تواجه أبناءهم فبالرغم من سعي العديد من ممثلي المجتمع المدني لإعادة تأهيل الأشخاص المعاقين في الوسط الاجتماعي وحماية حقوقهم بمنظور التأهيل وبعيدا عن العزلة والتهميش، إلا أن هذه الفئة من ذوي الاحتياجات الخاصة ليست بمنأى عن هذا الواقع المر خاصة في وسط لا تتوفر فيه الإمكانات اللازمة. مشاكل ضاعفت من معاناة المعاق يعاني المعاق جملة من المشاكل التي يكابدها طيلة حياته خاصة في المناطق النائية التي تكون فيها مسيرة التنمية متثاقلة وفي بعض الأحيان معدومة والضحية الأكبر في هذه المسألة هو الطفل المعاق، حيث يحرم هذا الأخير من جميع مقومات الحياة ويتعدى ذلك المأكل والملبس وقد يحرم حتى من حقه في اللعب والتعبير وهذا لا يعني أن الوضع يختلف بالمناطق الأخرى فهذه الفئة من ذوي الاحتياجات الخاصة تعيش تحت خط الفقر، حيث كثيرا ما نشاهد العديد من الأطفال المعاقين وهم يمدون أيديهم للتسول ونراهم في كل شارع يبيعون السجائر والخردوات لكسب قوتهم ويقطنون الأحياء القصديرية بعدما أغلقت في وجوههم أبواب الأمل خاصة فيما يخص التمدرس، وبهذا يبقى المعاق يعيش في ظل المعاناة بما أنهم محرومون من أبسط حقوقهم. التمدرس، النقل، المنحة... كلها مشاكل زادت من حدة معاناة المعاق وهذا ضعف بنيته التي قيدت نشاطه اليومي لأن جل هذه المشاكل من شأنها أن تعيق مشاركة الفرد في المجتمع، إلا أن ما يزيد من حجم المعاناة هو العزلة التي يعاني منها العديد من الأطفال المعاقين، وفي هذا السياق يقول بوخالفة «انخراط المعاق في الوسط الاجتماعي وإخراجه من عالم العزلة أهم شيء لمواجهة المشاكل الأخرى، وهذا ما يعطيه دفعا كبيرا للتحدي إلا أن نظرة الاحتقار التي يعاني منها العديد من هذه الفئة جعلتهم يعيشون في عالم العزلة، وعلى غرار العزلة فإن المعاق يعاني من مشاكل أخرى، ولعل من أبرزها الحصول على منصب عمل، والذي أصبح بمثابة حلم مستحيل، وأمام جملة المشاكل هذه تبقى حقوق المعاق في الجزائر مهضومة من طرف الجميع وحتى من الأهل، حيث يتعرض المعاق للإهمال من حيث التكوين والتعليم، وغالبا ما يتعرض للتسرب المدرسي بسبب قلة الاهتمام والتأطير، خاصة في ظل غياب القوانين التي تحمي المعاقين من كل أشكال الظلم، سواء الحق في التعليم أو التكوين أو حتى الحق في العيش حياة كريمة تحفظ كرامته، وهنا يعترف المعاقون بمرارة كبيرة بالفرق بين وضعيتهم ووضعية الأطفال العاديين، وفي هذا الصدد تقول سعاد معاقة من ولاية البليدة «هناك العديد من المشاكل التي نعاني منها والتي جعلتنا مهمشين والطلب الرئيسي لفئة ذوي الاحتياجات الخاصة هو إعطاؤنا منحتنا اللازمة التي حرم منها العديد من الأطفال». جمعويون: «المعاق قضية مجتمع وعلى الدولة التكفل به» ووسط هذا الواقع الذي يندى له الجبين لما يتكبده المعاق جعل العديد من فئة الأشخاص ذوي الإعاقة تنادي بحقوقهم وإدماجهم في المجتمع كأي شخص عادي عبر تقديم تسهيلات في مجال النقل، التمدرس، الصحة والسكن، وتغيير نظرة الاحتقار تجاهها، وفي هذا الصدد، أبرز رئيس جمعية البركة للمعاقين عبد الله بوخالفة قائلا:«للأشخاص ذوي الإعاقة معاناة لا يمكن التستر عليها لاسيما الأطفال المقصيين من حق الصحة وصعوبات التمدرس بالمؤسسات التربوية والتنقل خاصة بالمناطق النائية، أين يضطر الأولياء إلى إيقاف ابنهم المعاق عن التعليم الذي يعد الوسيلة الوحيدة للتكفل بالشخص المعاق، الاندماج في المجتمع والعيش حياة عادية زيادة على ذلك، النظرة الدونية التي ما يزال المجتمع ينظر بها إلى هذه الفئة، لاسيما فيما يخص المعاق اليتيم، وبالرغم من إمضاء الجزائر على الاتفاقية الدولية لحقوق الأشخاص ذوي الإعاقة، الخاصة بالأطفال محرومين من حقوق التمرس، والنقل والصحة»، ومن جهة أخرى أضافت رئيسة جمعية مساندة أولياء المعاقين «المعوق مهما كانت درجة إعاقته ونوعيتها سواء نتيجة حادث مرور أو شلل الأطفال فهو مهمش والكثير من مجتمعنا ينظر على أنه عالة في المجتمع خاصة عندما يكون بدون دخل مادي، مشيرة إلى أن السلطات المعنية لا تتذكر شريحة المعوقين إلا في الأيام الوطنية والعالمية، أما باقي الأيام فهي غائبة عن أجندتها فلذا يجب مساندة هذه الفئة ولهذا لابد من تغيير نظرة المجتمع لهذه الأخيرة لأن التهميش ونظرة الاحتقار مشكلة يعاني منها العديد من الأطفال المعوقين والتي يمكن لها أن تقضي على طموحاته وإرادته»، ومن جانب آخر تضيف ذات المتحدثة قائلة «يعاني الطفل المعاق من عدة مشاكل خاصة مع عدم توفر المدارس الكافية لهذه الفئة إضافة إلى تهميشها وأبعادها على الأطفال العاديين وهو ما يزيد الطفل المعاق تعقيدا لأن هذا الأمر يمنع الطفل المعاق من اكتساب أشياء من الطفل العادي ما جعل العديد من الأطفال المعاقين يعيشون حياة تميزها العزلة والتهميش وهذا على غرار المنحة التي هي من حق كل طفل معوق وتقول ذات المتحدثة في هذا الصدد: «أنا كرئيسة جمعية أطالب السلطات المعنية إعادة النظر في هذا الأمر ولا يهم راتب الأولياء لإقصاء العديد من الأطفال المعوقين من حقهم، والطفل المعاق هو قضية مجتمع يجب التكفل به لإبعاده عن هذه المشاكل وإعادة دمجه في الوسط الاجتماعي وإبعاده عن كل المشاكل التي قد تخلق له مشاكل أخرى خاصة على مستوى نفسيته».