أكد الوزير الأول عبد المالك سلال في رده على انشغالات بعض ممثلي المجتمع المدني بشأن فتح الحدود مع النيجر لمقتضيات تجارية مرتبطة بتبادل حركة السلع أن غلقها كان لأسباب أمنية عقب أحداث تيقنتورين التي أعطت الجزائر من خلالها درسا لإرهابيي العالم وأبرز قدرتها على المواجهة. غير أنه كشف عن إمكانية النظر في تخصيص أيام في الشهر لفتح الحدود مع نيامي لأسباب تجارية، غير أن ذلك يحتاج كما قال إلى دراسة مسبقة. وعلق «حتى مع غلق الحدود مع دول الجوار، نشهد مشاكل، فمبالك بفتحها بشكل دائم». سلال أوضح أن هذه الإجراءات الأمنية تصب في صالح البلاد، في ظل وجود جماعات إرهابية خطيرة في بعض دول الجوار، بالإضافة إلى أطماع من دول أخرى»، قائلا في هذا السياق، «يتعين علينا أن نقبل ببعض الضغوط وألّا نستهين بأمننا الذي هو من أمهات قضايا الوطن». سلال استشهد في هذا الصدد بنجاح الجزائر في دحض محاولات المتربصين لزعزعة استقرارها بالقول «في كل تجارب الحياة التي خاضها، لم يخيب شعبنا يوما من راهن عليه.. إنه يحب وطنه أكثر من أي شيء ويقدر من يخدمه بإخلاص ولا ينساق وراء الهواة والمغامرين»، بل أشار إلى وجود من «يحسد الجزائر على ثرواتها الطبيعية والحقيقة أن أكبر كنز في هذه البلاد هو شعبها». بالموازاة مع مساعي الجزائر الدائمة للحفاظ على أمنها واستقرارها باعتبارها سيدة على أرضها، ذكر الوزير الأول بحرص الجزائر على مساعدة جيرانها على تجاوز أزماتهم من خلال تبني أسلوب الحوار المرتكز على الحفاظ على وحدة شعوبها وسيادتها، من منطلق أن أمن الجيران هو أمننا وازدهارهم هو استقرار الجزائر. و أعلن الوزير الأول السيد عبد المالك سلال أول أمس، عن اتخاذ قرار قبل الموسم السياحي المقبل، يقضي بتوظيف أعوان الأمن في الوكالات السياحية قصد تأمين حياة السياح لاسيما في منطقة الجنوب، مشيرا إلى أن هذا الملف سيتم فتحه شهر سبتمبر القادم من منطلق الأهمية التي يجب إيلاؤها لهذا القطاع في البلاد، ليمضي قائلا: «لاشيء يقتل السياحة إلا اللااستقرار وقد رأينا دولا تأثرت سياحتها بسبب اللاأمن كما حدث في فرنسا مؤخرا». الوزير الأول، وخلال لقائه بممثلي المجتمع المدني لولاية تمنراست، عقد بالمركز الجامعي الحاج موسى آغ أخموخ، في إطار زيارة العمل التي قام بها لتفقد المشاريع التنموية، أسهب في الحديث عن ضرورة إيجاد بدائل اقتصادية مثل قطاعي السياحة والفلاحة في ظل انخفاض أسعار البترول، مع التركيز على مسألة الأمن التي تظل العصب الحيوي لأي نهضة اقتصادية. سلال الذي ذكّر بالجهود المضنية التي قامت بها الجزائر من أجل استعادة أمنها وخوضها حربا ضد الإرهاب الهمجي لسنوات، أكد أنها مازالت تعمل على الحفاظ على استقرارها وترصد محاولات زعزعة أمنها في ظل ما تعيشه دول الجوار من اضطرابات من خلال اتخاذ كل التدابير الأمنية لاسيما في هذه المنطقة الحدودية، بل لم يتردد في هذا السياق في وصف الاستقرار بأم القضايا في الجزائر وأنه على الجميع تحمل المسؤولية لضمان أمن البلاد. رئيس الهيئة التنفيذية عرج أيضا على ما عاشته البلاد من محاولات للتفرقة والتمييز أمام التنوع العرقي والثقافي من جنوبها إلى شمالها ومن شرقها إلى غربها، مشيرا إلى أن كل هذه المحاولات باءت بالفشل كون «وحدتنا صنعتها عقود من النضال من أجل الحرية والسيادة وتنوعنا الثقافي ثروة لا تزيدنا إلا قوة»، واصفا ذلك بالمثال الحضاري الذي يجب ضمان استمراره، وهو ما يعكس أيضا الطفرة الحضارية الكبرى التي بلغها الجزائريون بفضل ما يتمتعون به من حس مدني وروح المسؤولية. إنشاء ميناء جاف لنقل السلع إلى إفريقيا تجاريا دائما، يرى الوزير الأول أن التوجه الحالي للحكومة هو جعل ولاية تمنراست فضاء للتبادل مع الدول الإفريقية، مما سيمكنها من تأدية دور محوري في مجالات النقل البري والجوي والاتصالات الرقمية عبر إدراج مشروع ضخم لتغطية الحدود عن طريق الساتل، كما كشف عن التفكير في إنشاء ميناء جاف لنقل السلع مع الدول الإفريقية انطلاقا من تمنراست، مشيرا إلى أن هذه الأخيرة تعد بوابة إفريقيا التي هي العمق الاستراتيجي للجزائر وليس أوروبا أو أمريكا. على المستوى التنموي المحلي، قال الوزير الأول إن ولاية تمنراست تحظى باهتمام رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة التي خصها بزيارات متعددة، مشيرا إلى ضرورة ترقية السياحة وتطوير الأنشطة الفلاحية والرعوية لتجسيد التنمية المنشودة بمناطق الهضاب العليا والأهقار وتيديكلت. كما ذكر بحرص الدولة على الاستجابة لانشغالات المواطنين عبر كافة مناطق البلاد والتي تشترك في الكثير من الجوانب الاقتصادية والاجتماعية، قائلا في هذا الصدد «تؤكد لي زيارات الحكومة في الولايات وحدة الفكر والمصير التي تربط الجزائريين. فسواء اليوم في الهقار وتيديكلت أو في ولاية أخرى، الذهنية نفسها والمزاج نفسه وحتى طريقة التعبير عن المطالب والانشغالات متشابهة». انشغالات ممثلي المجتمع المدني في هذا اللقاء تركزت على مشاريع الطرق وصيانتها لاسيما ببعض المناطق التي تعاني من تدهور في وضعيتها وتوفير الهياكل الصحية ومطالب ملحة بتشغيل اليد العاملة المحلية للتخفيف من البطالة بالمنطقة. في هذا الصدد، وعد الوزير الأول بإعادة فتح مصنع الرخام لامتصاص البطالة واستغلال المناجم الموجودة عبر بلديات الولاية وفتح الطريق الرابط بين عين قزام وتمنراست قريبا. مكانة المرأة الجزائرية ومساهمتها في نهضة البلاد أخذت أيضا حيزا من مداخلة السيد سلال ،مشيرا إلى أن مواجهة التحديات تحتم علينا عدم الاستغناء عن نصف المجتمع. مضيفا أنه بفضل الإصلاحات التي قادها رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة، «تحظى المرأة بموقع دستوري يحفظ المكاسب التي حققتها ويحصن موقعها في المجتمع كعنصر فعّال ومشارك». كما اغتنم رئيس الهيئة التنفيذية المناسبة لدعوة مواطني الأهقار وتيديكلت وعين قزام للمشاركة بقوة في الانتخابات، مشيرا إلى أن الاستحقاق القادم يعد خطوة أخرى لبناء غد مشرق وأن مستقبل الجزائر في عقول وسواعد شبابها.