أكد الوزير الأول عبد المالك سلال أمس، أن الدولة ستواصل دعمها لقوات الجيش الوطني الشعبي ومختلف أسلاكها الأمنية التي تشكل الجدار الحامي للوطن. ودعا المواطنين القاطنين بالمناطق الحدودية إلى لعب دورهم الكامل لتقوية استقرار وأمن البلاد، متعهدا بدعم الحكومة لهم على مختلف المستويات، ولا سيما منها تلك المتعلقة بالتنمية، في حين حث سكان الحدود على المساهمة الإيجابية في دعم استقرار دول الجوار، على غرار مالي وليبيا، ومرافقة الجهود التي تبذلها الدولة من أجل ضمان أمن المنطقة. كما أكد السيد سلال أن الجزائر لن تسمح بانتشار الجماعات الإرهابية بمنطقة شمال إفريقيا، قائلا في هذا الصدد: "الجزائر لا تعرف "داعش" لا من بعيد ولا من قريب.."؛ في إشارة إلى أنها تحارب الإرهاب دون هوادة على اختلاف تسمياته وأشكاله.. وأشاد السيد سلال في كلمته أمام ممثلي السلطات المحلية والمجتمع المدني لدائرة إن قزام الحدودية التابعة لولاية تمنراست، بمناسبة زيارته لها أمس، بالدور الكبير الذي يقوم به الجيش الوطني الشعبي في هذه المنطقة الحدودية وفي غيرها من النقاط الحدودية الوطنية، مشيرا في هذا الصدد، إلى أنه "لا بد أن نسجّل في التاريخ هذا العرفان؛ لأن الجيش الوطني الشعبي المنتشر في المنطقة، يقوم بواجبه على أكمل وجه، ويشكل إلى جانب باقي الأسلاك الأمنية، الجدار الذي يحمي الوطن". وبعد أن أكد دعم الدولة المتواصل لهذه المؤسسات الدستورية، اعتبر الوزير الأول أن جهود الجيش والأجهزة الأمنية وحدها، ليست كافية تماما لضمان الأمن والاستقرار بشكل تام؛ "لأن من يحمي الوطن هو الشعب وسكان الحدود على وجه الخصوص"، مخاطبا سكان إن قزام الحدودية بقوله: "أنتم حماة الوطن على الحدود؛ لأن استقراركم هو الذي يدعّم ويقوّي الدولة الجزائرية". وبالمناسبة، أوضح سلال أن زيارته إلى المناطق الحدودية الجنوبية للوطن أمس على رأس وفد وزاري هام يضم قرابة عشرة وزراء، تهدف بالأساس إلى معاينة ما يمكن تطويره في مجال التنمية بهذه المناطق؛ "وذلك لضمان استقرارها، وجعلها في مستوى الدور الذي لا بد أن تلعبه"، معتبرا المناسبة تاريخية؛ فلأول مرة ينتقل وفد من الحكومة في زيارة إلى إن قزام؛ "تنفيذا لتعليمات رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة، الذي أمر الحكومة بالتكفل، بشكل خاص، بكافة المناطق الحدودية". وفي حين أبرز أهمية الإنجازات التي تحققت بمنطقة إن قزام في مجال التنمية والتزامه بدعمها بمشاريع وبرامج جديدة تستجيب لكافة الانشغالات التي طرحتها عليه السلطات المحلية وتستدرك النقائص التي عاينها شخصيا في الميدان، حث الوزير الأول سكان المناطق الحدودية على المساهمة في دعم جهود الدولة الجزائرية لإرساء الأمن والتنمية بمنطقة شمال إفريقيا، مبرزا صعوبة الوضع والمرحلة التي تمر بها هذه الأخيرة بفعل حالة الاحتقان واللااستقرار التي تعرفها بعض دول الجوار. وقال في هذا الشأن، بأن سياسة الجزائر واضحة كل الوضوح في هذا الإطار؛ "حيث لدينا جيش قوي نعتمد عليه لحماية وطننا، لكن ليس له دور خارج الوطن، وذلك بموجب الدستور"، مشيرا في سياق متصل، إلى أنه بالرغم من ذلك إلا أن سياسة الجزائر في المنطقة ترتكز على بذل كل الجهود والمساعي من أجل استرجاع الأمن والسكينة عبر مختلف بلدانها. ودعا في هذا الإطار سكان المناطق الحدودية الجنوبية إلى استغلال العلاقات الجيدة التي تربطهم بجيرانهم في مالي؛ في مساعي استرجاع الاستقرار والطمأنينة إلى هذا البلد، متعهدا بإقرار الجزائر فتح حدودها الجنوبية بعد استعادة هذا الاستقرار في المنطقة. كما أشار السيد سلال إلى أن الجزائر ستسعى مثلما عملت مع الأشقاء في تونس، إلى تقديم كل المساعدة للأشقاء الليبيين دون التدخل في شؤونهم الداخلية، من أجل استرجاع الحوار والاستقرار بهذا البلد الشقيق. وشدد في هذا الإطار على ضرورة أن تقف كل دول شمال إفريقيا في وجه التهديد الإرهابي الذي يُعرف بتنظيم "داعش"، مؤكدا، في هذا الخصوص، أن "الجزائر لا تعرف "داعش" لا من بعيد ولا من قريب.."، في إشارة إلى أنها ستواصل محاربة الإرهاب بدون هوادة مهما كانت أشكاله أو تسميته.. وفيما كشف عن زيارات ميدانية أخرى ستقوده مستقبلا إلى مناطق حدودية أخرى كالدبداب وبرج عمر إدريس، أوضح الوزير الأول أن زيارته إلى إن قزام وبرج باجي مختار، تهدف أيضا إلى الوقوف عن قرب، على التطور الحاصل في هذه المناطق، مشيرا إلى أن ما تَحقق من مكاسب في مجال التنمية بالجنوب الجزائري وغيره من الولايات، يؤكد استمرارية عمل الحكومة وصدقها في التكفل بتنمية كافة الوطن دون إقصاء، قائلا في نفس السياق: "هذا دليل أيضا على أننا عندما كنا نعاين أوضاع الجزائريين والتنمية بالولايات لم نكن بصدد القيام بحملة انتخابية، وإنما متابعة ومراقبة مدى تنفيذ برامج تنموية مسجلة في المخطط الخماسي الذي أقره رئيس الجمهورية. وفي سياق إبرازه لأهمية المشاريع التي تحققت في الميدان على مستوى مختلف ولايات الوطن وذلك في خضم احتفال استعداد الجزائر للاحتفال بالذكرى ال60 للثورة التحريرية العظمى، اعتبر السيد سلال أن "شهداء هذه الثورة المجيدة قاموا بواجبهم على أكمل وجه". ولم ينفِ في نفس السياق، وجود نقائص، مؤكدا أن "الدولة تعمل على تداركها". وفي الأخير، شدّد الوزير الأول على ضرورة الحفاظ على المكاسب التي حققتها البلاد، وإعطاء الأولوية لاستقرار الجزائر والمنطقة. وحذّر في الوقت نفسه من سياسة الإحباط التي يحاول البعض - كما قال - فرضها على الشعب، من أجل تقويض الإرادات والتشكيك في القدرات التي تتوفر عليها البلاد، داعيا جميع الجزائريين إلى الإسهام في تنمية الوطن لتحقيق إقلاعه الاقتصادي ودعم نموه خارج البترول، واستخدام كامل طاقاته وإمكاناته المتاحة والمتنوعة لذلك.