غيرت أغلب المحلات التجارية بعنابة، أياما قبل حلول شهر رمضان، نشاطها التجاري، واتجهت إلى عرض المستلزمات من آوان فخارية وبعض لواحقها، إلى جانب أكسيسوارات تتناسب وهذه المناسبة الدينية. ورغم غلاء الأواني المنزلية إلا أن الإقبال عليها واسع من طرف العائلات العنابية التي تتردد كثيرا على المحلات والأسواق بهدف اقتناء حاجياتها، استعدادا للشهر الفضيل. وحسب بعض سكان المدينة، يجري سنويا تخصيص ميزانية خاصة لرمضان من أجل توفير كل الضروريات، مع تجديد الأواني وتنظيف البيوت وتهيئتها. الزائر لبونة هذه الأيام، يلاحظ حركة النساء غير العادية اللائي يتجهن إلى سوق الحطاب الذي يعتبر من المراكز التجارية القديمة، وخلال زيارتنا لهذه السوق لاحظنا عشرات العائلات يقبلن على اقتناء الخضروات الموسمية من أجل تجميدها وترتيبها في الثلاجة قبل ارتفاع سعرها. وحسب السيدة لامية أم لثلاث أطفال فإنها تسعى في سبيل تحضير كل الضروريات الخاصة بشهر الصيام، ومنها الخضروات والتوابل وحتى الفواكه المجففة التي تدخل في إعداد طبق «شباح الصفراء» و«طاجين الحلو»، مردفة «أن هناك أشياء ضرورية لا يمكن الاستغناء عنها في أي بيت عنابي فيما يخص الأطباق، إلى جانب شراء «الملوخية» التي تعد الأخرى طبقا مفضلا في شهر الصيام بعد «الشوربة» و«البوراك». التوابل هي الأخرى أخذت مكانها في الأسواق نظرا لأهميتها في تنكيه الأطباق، منها تحضير النعناع الجاف والفلفل الحلو والحار، بالإضافة إلى تنافس النسوة على تحضير «الفريك» الذي يمر هو الآخر عبر مراحل كثيرة، بعد تنظيفه وتصفيته من الشوائب، ومن ربات البيوت من يقتنينه من الجارة تونس نظرا لنوعيته الجيدة، ويعطي نكهة ل«الجاري» العنابي المعروف ب«الشوربة»، كما لا يخلو بيت في عنابة من «المسفوف»، وهو كذلك أكلة شعبية تحضر أياما قبل شهر الصيام، وتخزن للوقت المناسب، حيث تحضر ب«الزبيب» و«دقلة نور» لتقدم خلال السحور مع قدح الحليب أو اللبن، وهو غذاء كامل يعطي للجسم القوة والطاقة لمقاومة الجوع والعطش، كل هذه اللواحق تقوم بها العائلات، تحضيرا لاستقبال هذا الشهر الفضيل. كما يتم توزيع قفة رمضان على الفقراء ونحر العجول أو ما يسمى «بالوزيعة» أو النفقة التي تجمع الأهل والجيران لاقتسام اللحم.