كشف السيد شرفة سيف الحق، الممثل الخاص للوزير الأول عبد المالك سلال، أمس خلال حفل افتتاح ملتقى الكاتب مولود معمري بالمسرح الجهوي «عبد القادر علولة» في وهران، بأن الفقيد معمري كان قامة من قامات الأدب والبحث العلمي، استطاع تقديم والتعريف باللغة والثقافة الأمازيغية والجزائرية عموما عبر العالم. أضاف المتحدث بأن مولود معمري الذي تخصص في ميادين ومجالات متعددة، جمع فيها بين الأدب والأنتروبولوجيا واللسانيات، كان رمزا للتحدي والعمل في البحث العلمي، كما صال وجال عبر مناطق الجزائر وأسهب بموروثها. ،أشاد ممثل الوزير الأول بالنشاط الكبير الذي تقوم به المحافظة السامية للأمازيغية التي برمجت عدة فعاليات وبرامج طيلة السنة، احتفاء بالذكرى المئوية لميلاد الكاتب مولود معمري. كما ذكر المتدخل بنفس المناسبة، بمساعي رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة من أجل ترقية اللغة الأمازيغية وتجسيد هذه القناعة في الدستور الذي منح اللغة الأمازيغية حقها، بالتالي يضيف المتدخل، فإن الاحتفاء بمعمري يعد احتفاء باللغة والثقافة الأمازيغية. كما توقف السيد شرفة عند مداخلة الوزير الأول السيد عبد المالك سلال خلال زيارته لوهران، حيث ثمن فيها تضحيات أبناء الجزائر وبناتها لصالح الوطن، وكذا التمسك بالموروث الثقافي للجزائر المتنوع والثري. من جهته، ذكر السيد الهاشمي عصاد بالبرنامج الحافل الذي سطرته المحافظة السامية للغة الأمازيغية، احتفاء بالكاتب مولود معمري وذكرى ميلاده المئوية، موضحا بأن البرنامج المسطر يدخل في إطار تجسيد ما تحقق بفضل الدستور الجديد الذي أعطى للغة الأمازيغية مكانتها كلغة وطنية ورسمية، كما نوه والي وهران، السيد عبد الغني زعلان، بالدور الكبير الذي لعبه مولود معمري في خدمة الأدب الأمازيغي والثقافة الجزائرية، معربا عن سعادته على اختيار مدينة وهران لاحتضان هذا الحدث الهام. للإشارة، عرفت التظاهرة تنظيم معرض لكتب مولود معمري، إلى جانب تنظيم عدة مداخلات في أول يوم من الملتقى، حيث قدم الكاتب الأستاذ الجامعي محمد بن صالح، منسق الملتقى، أهم محاور الفعالية وكذا الشخصيات المشاركة، فيما خصصت الفترة الصباحية لمحور السينما، وكتابات مولود معمري، بمشاركة عدة أسماء، حيث قدم الكاتب والمخرج الجزائري أحمد بجاوي مداخلة حملت عنوان «السينما والأدب، مولود معمري، شهادات، ممثل وشخصية تاريخية شعبية»، فيما قدم المخرج الجزائري أحمد راشدي مداخلة خاصة بعنوان «تعاوني مع مولود معمري»، والتي كشف من خلالها عن عدة تفاصيل وما عاشه رفقة مولود معمري خلال تعامله معه في إنجاز فيلم «الأفيون والعصا»، حيث توقف عند عدة شهادات عاشها مع الرجل، كما عرفت الفترة الصباحية تقديم مداخلة للمخرج بلقاسم حجاج حول «العلاقة بين السرد والصورة». أصداء: الهاشمي عصاد الأمين العام للمحافظة السامية للأمازيغية: مولود معمري أحد أبرز المبدعين، استطاع أن يترك وراءه ثروة لغوية يمكنها أن تكون اليوم مصدرا هاما للباحثين، ومصدرا آخر يضاف للغة والثقافة الأمازيغية والجزائرية عموما، وما الاحتفاء بذكراه المئوية إلا دليل على الاعتراف بما قدمه من إسهامات وجب تثمينها اليوم. المخرج أحمد راشدي: شكر راشدي كل من ساهم في تنظيم هذه المبادرة، معتبرا مولود معمري شخصية وطنية، وقد عمل معه منذ سنة 1964، وكان يعمل معه على مشروع آخر لم يكتمل. وأضاف راشدي أن مولود معمري ساهم في إيصال ما أنجزه من أبحاث بكل اللغات، منها العربية والأمازيغية والفرنسية. كما أن فيلم «الأفيون والعصا» ترجم ل7 لغات؛ من الفرنسية إلى الصينية والألمانية والإنجليزية واليابانية، وقضى أكثر من 10 سنوات من حياته في البحث عبر مناطق الجزائر العميقة دون كلل أو ملل بحثا عن تراث الجزائر المنسي، من أجل إعادة الاعتبار له. واستطاع أن يضيف الكثير للثقافة الجزائرية. وركز كثيرا على تحويل الذاكرة الجماعية إلى شيء مكتوب، وهو ما جعل من مولود معمري ظاهرة ثقافية فريدة. المخرج أحمد بجاوي يرى بجاوي أن مولود معمري شخصية استطاعت الجمع بين عدة مجالات معرفية، له القدرة على تنويع البحوث وتجديد الإسهامات الفريدة من نوعها والمتميزة، وأكد أن ما احتوته السينما من أعمال مولود معمري تتطلب منا اليوم البحث والتمحيص في هذه الأعمال القيمة. سعيد زموشي رئيس الجمعية الثقافية نوميديا قال رئيس جمعية نوميديا بأن هذه الأخيرة ساهمت بهذه المبادرة من أجل الاحتفاء بما قدمه مولود معمري، كما حاولت أن تبرز ماهية الكاتب مولود معمري الذي تعددت إسهاماته في عدة مجالات، خاصة في ميدان الثقافات الشعبية. الكاتب مولود معمري كوّن أجيالا لا تزال تقدم اليوم الكثير للغة الأمازيغية، وكاعتراف لا تزال البحوث متواصلة حول هذه الشخصية الثقافية في تاريخ الجزائر. كما أكد المتحدث أن عمل ونشاط مولود معمري كان بعيدا عن الصراعات السياسية والعنف ودعا للبحث العلمي، لأنه السبيل إلى تحقيق الإنجازات ومولود معمري كان من دعاة الوحدة الوطنية.