أثنى وزير الثقافة عز الدين ميهوبي، على هامش عرض فيلم «ابن باديس» بقسنطينة، على جودة العمل الذي قدّمه المخرج السوري باسل الخطيب، مضيفا أنّ هذا العمل الذي أنجز باحترافية كبيرة، شدّ الناس إليه في أوّل عرض، وجاء هدية لهذه المدينة التي أنجبت العلامة عبد الحميد ابن باديس، الرجل المصلح والمربي الوطني. وفصل وزير الثقافة في السجال الذي دار قبل عرض الفيلم، حيث وضّح الالتباس، معتبرا أنّ هذا العمل بمثابة الفيلم الروائي وليس التاريخي أو الوثائقي، مضيفا أنّ الإلمام بحياة الشيخ عبد الحميد ابن باديس تتطلّب أكثر من 50 حلقة، وهذا الفيلم توقّف عند المحطات القوية التي تحمل دلالات في مسيرة وسيرة الشيخ عبد الحميد ومسيرة الشعب الجزائري وكذا تطوّر الحركة الإصلاحية والوطنية التي كانت تطالب بالاستقلال. وقال الوزير إنّ هذا العمل سيكون فاتحة كبيرة في السينما الجزائرية التي باتت تتناول شخصيات وطنية لم يسبق أن تم تناولها، مضيفا أن شخصية العلامة الشيخ عبد الحميد ابن باديس، شخصية صعبة وقبول المخرج السوري باسل الخطيب هذا العمل، جاء بسبب حبه للجزائر، ويعدّ تحديا كبيرا نجح في رفعه، رغم الضغط الكبير الذي عانى منه، خاصة وأنّ عددا من المخرجين الجزائريين حسب الوزير رفض إخراج الفيلم على غرار مرزاق علواش الذي اعتذر بسبب تركيبة الشخصية الرئيسية للفيلم. وانتقد ميهوبي، الذين فتحوا النار على المخرج السوري باعتباره مخرجا أجنبيا، حيث قال إنّ وزارته التي واجهت بعض المواقف غير المقبولة في الحياة الثقافية، ستتعامل مستقبلا مع هذا المخرج، مضيفا أن السينما الحديثة التي أخذت بُعدا دوليا لا تعترف بالجنسيات والفيلم الواحد تشارك فيه عشرات الجنسيات المختلفة. وأكّد ميهوبي أنّ الجزائر كسبت من وراء هذا الفيلم الذي فيه شحنة درامية كبيرة، مدينة إنتاج بالعاشور بالجزائر العاصمة، سيتم استغلالها مستقبلا خلال تصوير الأفلام من هذا النوع، مضيفا أنّ الفيلم سيترك بصمة في الحركة الثقافية لأنّ شخصية ابن باديس نالت قسطا كبيرا من النقاشات. كما أثنى وزير الثقافة على موسيقى الفيلم التي أشرف عليها الفنان سليم دادة، معتبرا أنّ العمل تمّ في أكبر الاستوديوهات المختصة في السينما العالمية بالعاصمة البلغارية صوفيا، مشيرا إلى أنّ العمل تمّ توفير له كل الظروف ليحقّق النجاح المأمول، وقد حقّقه في أوّل خطوة في عرضه الأوّل بقسنطينة.