أكد وزير الثقافة عز الدين ميهوبي في الندوة الصحفية التي نشطت على هامش عرض الفيلم، وكانت بحضور المخرج باسل الخطيب، مؤلف موسيقى الفيلم سليم دادة، كاتب السيناريو رابح ظريف، مدير المركز الوطني لتطوير السينما شهناز محمدي، ووالي الولاية، أن فيلم بن باديس هو في الأصل هدية لكل الجزائريين، والمكسب الكبير حسبه هو أن الممثلين كلهم جزائريون، عاشوا أحداثه كما ينبغي وتفاعلوا معها، ولم يفوت الفرصة ليثني على مجهودات المخرج والفريق كله. وتأسف الوزير من كون السينما الجزائرية ليس لها خشبة على حد تعبيره، مبديا استياءه الكبير من التأويلات التي قيلت بشأن اختيار المخرج السوري باسل الخياط، دون مخرجين جزائريين، حيث قال: " وكأن المخرج جاء من كوكب آخر، فالمخرج السوري شفعت له تجربته في الميدان، ونحن كنا نراهن على الكفاءة الالتزام والنجاح، والسينما على حد قوله "مافيهاش السوسيال"، نحن كنا سعداء بالتعامل مع باسل، لطالما أنجز أعمالا من قبل تناولت شخصيات لها قيمتها التاريخية الفنية. وكشف أن المخرج مرزاق علواش اعتذر عن فيلم بن باديس، وتساءل لماذا الأمر يختلف عندما يتعلق الأمر بجلب مدرب أجنبي للفريق الوطني؟. أما عن الاستراتيجية التي ستعتمد لتسويق الفيلم، فأكد الوزير "الفيلم أنفقت عليه الدولة ميزانية كبيرة، ويجب أن يشارك في المهرجانات السينمائية، فنحن سنبحث له عن سوق خارجية، فوصلنا إلى حلول تمكننا من تجهيز أكبر قاعات للعروض، كسبنا الفيلم وكسبنا مدينة سينمائية بحي العاشور، وهي ستكون فضاء لتصوير المسلسلات والأفلام، وبن باديس رحل لكن بركاته لازالت موجودة". من جهته، أشار المخرج السوري باسل الخطيب أنه قدم أعمالا كثيرة تناولت السير الذاتية لبعض المشاهير كنزار قباني، جمال عبد الناصر. وأضاف "جاء فيلم بن باديس وكنت أظن في البداية أن خبرتي ستحميني، لكن في الحقيقة اكتشف يوما بعد يوم وأنا أتغلغل في شخصية العلامة أن المهمة ليست بالسهلة، فالفيلم حرمني من النوم ليالي طوالا، بحكم مكانة العلامة الفكرية والعلمية، لكن اليوم ونحن نشاهد العرض الأول عادت لنفسي الطمأنينة عندما رأيت الجمهور يتابع وبشغف كبير كل أحداث الفيلم بأحاسيس جديدة، واشكر وزير الثقافة الذي كان يرافقني في كل صغيرة وكبيرة، عدد المكالمات الهاتفية بلغت 3 آلاف مكالمة طيلة الثلاثة أشهر. وختم تدخله "أنا مخرج عربي سوري لست قادما من أمريكا اللاتينية ولا من جنوب آسيا، قدمت عمل ببلدي الثاني، وأنا اعلم حجم تضحياته، كانت تجربة شاقة، لكنني أفتخر بفيلم بن باديس".
أما كاتب السيناريو رابح ظريف، فأوضح بدوره فيما يخص الفيلم، أنه تم حذف الكثير من المحطات في حياة العلامة بن باديس على غرار حادثة اليهود سنة 1934، بحكم أن مدتها 25 دقيقة، ولا يمكن أن تختصر لقيمتها التاريخية، إلى جانب محطات أخرى.