اهتمّ منذ صغره بالموسيقى والحياة الفنية فتحكّم في آلتي القيتارة والكمان وسمح له ذلك بالدخول في الفرقة الموسيقيى المحترفة للإذاعة الجزائرية كمطرب عازف، هو فريد وجدي الذي تستحضر روحه سهرة اليوم مؤسّسة "فنون وثقافة" لولاية الجزائر. فريد وجدي واسمه الحقيقي ناظور الوناس، ولد في 31 ابريل 1931 بحي القصبة العتيق بالعاصمة، ترعرع بحي بلوزداد، ليلتحق عام 1946 بالمعهد البلدي لفنون الدرامية والموسيقية والرقص، وتتلمذ إلى جانب احمد سري، مامد بن شاوش، محمد مازوني، محمود مسكجي، مصطفى عيواز، يوسف خوجة ومصطفى بحار على أيدي الأستاذين الساسي لبراتي ومحمد فخارجي. في سن السادسة عشر كانت انطلاقته الفنية من خلال إحياء العديد من الحفلات الساهرة، ليخوض ما بين 1948 و1950 تجربة التمثيل المسرحي تحت إشراف محي الدين بشطارزي في أوبرا الجزائر، كما شارك في حصص إذاعية على المباشر من "سينما الجمال"، مثلما كان عضوا فاعلا وناشطا في الجمعية الموسيقية "الجزيرة". قام فريد وجدي ما بين 1966 و1967 بعدة رحلات فنية مع فرقة المسرح الوطني الجزائري تحت قيادة حداد الجيلالي وبمشاركة رابح درياسة، محمد العماري وفضيلة الدزيرية، وطلب منه الراحل مصطفى كاتب تلقين طلبة معهد برج الكيفان أصول الفن الأندلسي، وعيّنه محي الدين بشطارزي أستاذا للغناء الحوزي في المعهد البلدي للعاصمة عام 1969، وشارك عام 1972 في أوّل أسبوع ثقافي جزائري في باريس رفقة جوق الإذاعة والتلفزيون. الأستاذ جلول يابس ألحقه بقسم الأبحاث بالمعهد الوطني للموسيقى وأسند له مهمة تصنيف التراث الموسيقي الأندلسي الذي تحتوي عليه مكتبة المعهد الصوتية، ليتوارى بعد ذلك عن الأنظار تاركا فراغا كبيرتا في ميدان الفن الحوزي. ومن بين الأسطوانات التي سجّلها الفنان فريد وجدي "خاطري بالجة"، "ما كاش عاشق بحالي"، "بطا ما جاني" و"يوم الخميس".