لعب فريق اتحاد البليدة لكرة القدم موسما مشرفا كلل بالصعود إلى رابطة الأضواء، بعد غياب عنها لموسم كامل، وهو الذي كان يحلم في بداية البطولة بتحقيق البقاء فقط. كان هدف فريق البليدة خلال مرحلة الذهاب، حسب المدرب الفلسطيني حاج منصور، هو بناء فريق تنافسي وتحقيق البقاء في الرابطة الثانية، لكن مع مرحلة العودة بدأ الفريق في الاستفاقة وتحقيق نتائج إيجابية، وهو ما شجع اللاعبين وكذا الطاقم الفني والإداري على رفع التحدي في وضع الصعود ضمن أهداف الفريق البليدي، خاصة مع مجيئ المدرب كمال زان، عقب استقالة المدرب الروماني كالين، حيث لم ينهزم الفريق في عهد المدرب زان في أية مباراة، كما أن احتلال النادي البليدي للبوديوم لعدة جولات كان مؤشرا قويا في عودة فريق الورود إلى الرابطة الأولى. تربص ناجح في تونس بعد تربص ناجح بتونس، بدأ فريق اتحاد البليدة تحضيراته الجدية للبطولة، بداية من ضبط القائمة الأساسية للتشكيلة التي أبقت على 7 لاعبين من الموسم الماضي، على غرار الحارس واضح والمدافع العيفاوي، وقامت باستقدام 6 لاعبين في صورة المهاجم زرقين. ومن الجانب الإداري ترأس النادي سيد علي بن شرشالي، أما الكاتب العام فقد عين السيد أحمد بومعزة. بينما اللاعب السابق للفريق عبد النور كريبازة عين مناجيرا عاما. تدشين البطولة بهزيمة أمام سكيكدة دشن فريق اتحاد البليدة البطولة بهزيمة أمام المستضيف شبيبة سكيكدة بهزيمة، لكن ذلك لم يمنعه من التدارك في الجولات التي تلتها، حيث تعادل في الجولة الرابعة مع نادي بارادو وفاز على الجار أمل الأربعاء في الجولة السادسة، كما سمحت له سلسلة الانتصارات من الاقتراب من ريادة الترتيب ومنافسة نادي بارادو الذي أظهر نيته في الانفراد بكرسي الريادة منذ البداية. كالين يخلف حاج منصور بعد مرور عدة جولات، حقق فيها فريق اتحاد البليدة عدة انتصارات، إلى جانب تعادلات أقدمت إدارة بن شرشالي على إقالة المدرب الفلسطيني حاج منصور، في خطوة استغرب منها الجميع، حيث بررت إدارة الفريق قرارها بإقالة المدرب الفلسطيني بسبب النتائج الضعيفة، رغم أن الفريق يحتل المرتبة الثالثة برصيد 17 نقطة، وحتى الأنصار استنكروا الطريقة التي أقيل بها حاج منصور، كما أنهم عارضوا التعاقد مع المدرب الروماني كالين كونه غير معروف، كما أن الإدارة لم تطلع جيدا على سيرته الذاتية، حيث طالب بعض أنصار الإدارة الإبقاء على المدرب المؤقت كمال زان. التأهل إلى الدور 16 من الكأس بعد إجراء قرعة الكأس، خاض فريق اتحاد البليدة منافسات الدور 32 من كأس الجمهورية، حيث فاز على فريق شبيبة بجاية بضربات الترجيح، ليتأهل بعدها إلى الدور 16 من الكأس، حيث واجه فريق مولودية سعيدة وانهزم أمامها بنتيجة هدفين لصفر، ليقصى بذلك الفريق من منافسات السيدة الكأس ويبدأ تفكير فريق البليدة منصبا على البطولة وتحقيق الصعود. كما شهدت مرحلة الانتقالات الشتوية تعاقد فريق اتحاد البليدة مع لاعبه السابق فارس حميتي الذي كان يلعب لصالح فريق شبيبة بجاية لعقد مدته 18 شهرا، حيث جاء التعاقد مع حميتي في آخر يوم من الميركاتو الشتوي، كما جاء بفضل القضاء على مشكل الديون مع بعض اللاعبين، ليأتي تعويض المهاجم زرقين الذي تعاقد مع شبيبة القبائل باللاعب. بين خسارة وتعادل يستقيل كالين بعد انطلاق مرحلة العودة، بدأت سلسلة النتائج السلبية تعود إلى الواجهة، فعلى مدار خمس جولات لم يستطع فريق اتحاد البليدة تحقيق أي فوز، فإما خسارة وإما تعادل، خاصة عندما يستقبل الفريق بملعب مصطفى تشاكر، إذ أصبح الملعب عقدة بالنسبة للاعبين وباتت الهزائم على أرضيته هي السمة البارزة للفريق، على غرار الهزيمة أمام الضيف مولودية العلمة وكذا مولودية سعيدة، مما طرح نقطة استفهام حول عقدة الملعب الذي تحول دائما بين الفريق والفوز، ليقرر بعدها المدرب الروماني كالين الاستقالة من العارضة الفنية، تاركا المجال لمساعده كمال زان. زان يرفع التحدي بعد تعيينه على رأس العارضة الفنية خلفا للمستقيل كالين، رفع كمال زان التحدي مع الفريق البليدي وحقق عدة انتصارات، حتى أن الفريق لم ينهزم معه، فإما الفوز وإما التعادل، مما جعل الإدارة تضع فيه الثقة وتمنحه كل الصلاحيات، كما أنه كسب قلوب الأنصار الذين طالبوا بإبقائه مدربا رئيسيا للفريق وأن حلم الصعود بدأ يكبر شيئا فشيئا، خاصة بعد تخطي الداربيات المحلية ضد الجارين أمل الأربعاء ووداد بوفاريك، والتي انتهت بالتعادل مع كل منهما، ليأتي الفوز على جمعية وهران في الجولة الخامسة والعشرين بمثابة الدافع الأكبر لخطف تأشيرة الصعود. حسم الصعود في مباراتي الشلف والبرج حسم فريق اتحاد البليدة صعوده إلى الرابطة المحترفة الأولى بعد فوزه برباعية كاملة أمام المستضيف جمعية الشلف، حيث صرح المدرب زان عقب المباراة بأنه: «لا يجب أن نغتر بأنفسنا ويمكن القول بأننا حققنا الصعود بنسبة 90 بالمائة، والعشرة بالمائة سنحققها في مباراة أهلي البرج بملعب براكني». وهو ما كان لرفقاء العيفاوي، حيث سيروا مباراة البرج لصالحهم واستطاعوا تحقيق الفوز بنتيجة هدفين لهدف، معلنين بذلك تحقيق الصعود إلى رابطة الكبار، إذ احتفل «السلفادور» مبكرا ليلعب النادي البليدي المباراة الأخيرة من عمر البطولة ضد المستضيف شبيبة بجاية بكل أريحية ودون ضغط، ورغم أنه انهزم فيها، إلا أنه حقق الأهم، وهو تحقيق الصعود إلى رابطة الكبار.