أعلن الرئيس المدير العام لشركة «سوفاك» مراد علمي، أمس، عن نزول أولى سيارات فولكسفاغن المنتجة في مصنع غليزان، إلى السوق شهر أوت المقبل، مؤكدا بأن المؤسسة تستفيد من خبرة ومرافقة المصنع الألماني، تهدف إلى جعل الجزائر قاعدة تصدير للسيارات وتحقيق معدل تكامل ب40 بالمائة بعد خمسة أعوام، فيما سطرت ضمن أولوياتها التموقع ضمن المراتب الأولى مغاربيا في مجال تصدير قطع الغيار. وأشار علمي، الذي استضافته القناة الإذاعية الثالثة في حصة «ضيف التحرير» أن هذه الدفعة الأولى من سيارات العلامة الألمانية التي سيتم تركيبها بمصنع غليزان في شهر جويلية تم بيعها، وسيتم تسليمها لأصحابها مع مطلع شهر أوت القادم. وأوضح بأن تطوير صناعة السيارات يتطلب عدم الاكتفاء بالتركيب، ومرافقة الجهود الأولى باستراتيجية ورؤية واضحة على المديين المتوسط والبعيد للوصول إلى صناعة حقيقية، مشيرا إلى ضرورة الانطلاق في تصنيع قطع الغيار كمرحلة حتمية في مسار تركيب السيارات بالمصنع، على أن يتم توجيهها للتسويق محليا في بداية الأمر ثم للتصدير مستقبلا. في نفس السياق أكد علمي، أن الهدف الأول بالنسبة لمؤسسة «سوفاك» هو التموقع ضمن المراتب الأولى على مستوى منطقة المغرب العربي في مجال تصدير قطع الغيار، معتبرا «من غير المعقول أن تبقى الجزائر غائبة في سوق قطع الغيار وهي التي تشهد حركية كبيرة في مجال الصناعة الميكانيكية، في وقت وصلت فيه تونس إلى تصدير ما قيمته 5 ملايير دولار وووصل المغرب إلى أكثر من 7 ملايير دولار». وأكد المتحدث أن الجزائر تتوفر على كفاءات وطاقات هامة ويد عاملة مؤهلة بشهادة مسؤولي شركة «فولسفاغن» الألمانية، لافتا إلى أن هذه الكفاءات من شأنها المساهمة في تطوير الصناعة الميكانيكية بشكل عام لا سيما في ظل تزايد اهتمام الصناعيين الدوليين بالأسواق الواعدة في حوض المتوسط. ردا على الذين ينتقدون ضعف اندماج المنتوج الوطني في صناعة السيارات بالجزائر، أوضح مراد علمي، أن تطوير مجال صناعة السيارات في الجزائر يتطلب حوالي 10 سنوات للوصول إلى إرساء صناعة حقيقية، غير أن ذلك يستدعي حسبه تحقيق المراحل الجزئية التي يشملها هذا المسار ومنها مرحلة التركيب وإنتاج قطع الغيار. واستغرب المتحدث التركيز على مجال صناعة السيارات في الحديث عن ضعف نسبة اندماج المنتوج الوطني، فيما تعرف باقي الصناعات الأخرى حسبه على غرار الصناعة الكهرومنزلية وصناعة الهواتف النقالة نفس الوضعية، حيث ترتكز على مجال التركيب. وخلص مسؤول «سوفاك» إلى التأكيد على أن هدف المؤسسة هو جعل الجزائر قاعدة تصدير للسيارات نحو إفريقيا وبلدان أخرى من العالم، وتحقيق معدل تكامل بنسبة 15 بالمائة بعد ثلاث سنوات من العمل ثم 40 بالمائة بعد 5 أعوام، مشيرا إلى أن «سوفاك» تعتمد في مسعاها لتحقيق هذه الأهداف، على خبرة الشريك الألماني «فولكسفاغن» واهتمام الجزائر بتطوير هذه الصناعة. للإشارة تلقت مؤسسة «سوفاك» عددا قياسيا من الطلبيات على أولى سياراتها المركبة بمصنع غليزان، من أصناف «غولف 7» و»إبيزا» و»كادي»، حيث لم تدم فترة استقبال الطلبيات التي تم فتحها يوم الأحد المنصرم، سوى 24 ساعة، لتنفذ كل الحصة المعروضة للتسويق والتي سيتم تسليمها في أوت القادم، مما دفع بالمؤسسة إلى فتح قوائم طلبيات احتياطية. يذكر أن مصنع علامة «فولسفاغن» الجزائر، يهدف إلى بلوغ مستوى إنتاج 100 ألف سيارة في السنة، وهو ثالث مصنع لتركيب السيارات تم إطلاقه في الجزائر بعد مصنعي «رونو» بوهران، و»هيونداي» بتيارت.