انتخبت الجزائر في منصب النيابة لرئاسة ثلاثة تنظيمات نقابية قارية ودولية معروفة، ويتعلق الأمر بالمكتب الدولي للشغل والمنظمة الدولية لأرباب العمل وكذا منظمة الباترونا الأفريقية. ويعود فضل هذا الانتصار للكنفدرالية العامة للمؤسسات الجزائرية برئاسة سعيدة نغزة التي استطاعت بفضل دبلوماسيتها وصراع الكواليس لأعضاء المنظمة، فضلا عن علاقاتها القوية مع شركاء دوليين من التفوق على مساعي الباترونا المغربية ودول أوروبية في السيطرة على هذه التنظيمات الإستراتيجية التي تصنع قرارات ولها تأثير كبير على العديد من سياسات الدول الأعضاء. المفاوضات التي شرع فيها بداية رمضان وانتهت بانتخابات عامة نهاية الأسبوع الماضي جرت وقائعها في جنيف السويسرية، وتمت بحضور وفد عن وزارة العمل والضمان الاجتماعي، علاوة على تنظيمات وتكتلات نقابية وطنية عمومية وخاصة ستمكن الجزائر لأول مرة من نيابة رئاسة ثلاثة تكتلات دولية ذات ثقل دولي كبير. وهو ما سيمكن الجزائر أكثر من اتخاذ القرار على مستوى دوائر التشريع لإسماع كلمتها والتعريف أكثر بالجهود التي تقوم بها، بالإضافة إلى الدفاع عن مصالحها الاقتصادية والاجتماعية ومصالح القارة أجمع. المناصب المحققة فازت بها عن جدارة واستحقاق الكنفدرالية العامة للمؤسسات الجزائرية التي خاضت حرب كواليس حامية ضد مترشحين من المغرب وإسبانيا ودول أفريقية وأوربية أخرى. وتمكن وفد الكنفدرالية برئاسة سيدة الأعمال السيدة سعيدة نغزة من الاستحواذ على المركز الثاني في التنظيمات التي دخلت معترك الانتخابات بها وهو ما يمكنها من منصب نيابة الرئاسة بها ويقربها من صناع القرار. وأعيد انتخاب الجزائر كنائب أول بمجلس إدارة المكتب الدولي للشغل وذلك للمرة الثالثة على التوالي. لتكون الجزائر عبر الكنفدرالية العامة للمؤسسات الجزائرية الوحيدة التي احتفظت بالمنصب لثلاث سنوات على التوالي، بفضل تحركات الكنفدرالية التي أعطت نظرة واضحة عن القوانين المعتمدة في مجال الشغل بالإضافة إلى كل الجهود التي بذلتها الحكومة الجزائرية خلال السنوات الأخيرة لخلق فرص العمل وترقية الشغل، الأمر الذي مكنها من تبوإ مكانة هامة قاريا ودوليا وجعل منها نموذجا يحتذى به. منصب نائب رئاسة المنظمة الدولية لأرباب العمل هو الأخر عاد للجزائر للمرة الأولى، علما أنها تضم 156 بلدا عضوا انتخب أغلبهم على ممثلة الجزائر بعد أن اقتنعوا بنجاعة تحركات ونشاطات رئيسة الكنفدرالية السيدة نغزة طيلة الأشهر الماضية. دخول الجزائر إلى منظمة أرباب العمل سيفتح لها آفاق تعاون وشراكة إستراتيجية مع مختلف الشركاء وأرباب العمل الدوليين المنخرطين في المنظمة التي تعرض فرص استثمار وشراكة فيما بينها، كما تعد أيضا فرصة لبلادنا للتعريف بكل ما تحقق من حيث تحسين مناخ الاستثمار وتشجيع الاستثمار الأجنبي وكذا الشراكة في جميع المجالات. بخصوص منظمة الباترونا الأفريقية التي تضم 50 بلدا فقد انتخبت الجزائر نائبا لها لعهدة تستمر ثلاث سنوات وهي نتيجة منطقية كون الجزائر تدخل سباق الرئاسة بها لأول مرة، استطاعت من خلالها جس نبض شركائها الأفارقة الذين لم يترددوا في اختيارها وانتخابها لنيابة المنظمة. المدة التي تضمنها العهدة ستمكنها من توطيد علاقاتها مع الدول الإفريقية وفتح آفاق شراكة أوسع وفق الاستراتيجة الحكومة الرامية إلى تشجيع الاستثمار والوجهة الأفريقية وبعث أسواق التصدير والشراكة بها واستغلال كل المنابر التي من شأنها تعزيز الروابط بين دول القارة والجزائر التي كانت دوما ولازالت تقف إلى جانبها في كل القضايا التي تعنى بالتنمية والأمن والسلم والاقتصاد.