نشط الأستاذ زهير إحدادن مؤخرا بمقر الجاحظية، محاضرة تناول فيها بالتحليل والقراءة كتاب "نصر بلا ثمن - الثورة الجزائرية 1954-1962" لمحمد عباس... أشار المحاضر الى أن هذا الكتاب هو الأول من نوعه في الجزائر، الذي يكتب عن الثورة الجزائرية باللغة العربية (والرواية الجزائرية)، إذ أن كل ما كتب قبله كان عبارة عن دراسات جزئية عن أحداث أو مواقع ما، علما أن اكثرية المراجع هي باللغة الفرنسية. مضيفا أن حتى المؤرخ محمد حربي لم يكتب كتابا شاملا عن الثورة الجزائرية واعتمد في أبحاثه على كتب المؤرخين الفرنسيين مثل بن يامين سطورا، وكانت هذه المراجع محشوة بالتحريف للحقائق التاريخية وذات نظرة استعمارية. من جهة اخرى، اكد الدكتور احدادن أنه لا توجد لحد الآن دراسة شاملة تستعرض تاريخ الثورة من بدايتها حتى يوم الاستقلال. وحرص المحاضر على التوقف عند تفاصيل بعض المحطات التاريخية التي لم يشر إليها الكتاب، منها مثلا مجريات مؤتمر الصومام.. علما أن الكتاب "غض الطرف عن الجوانب الإيجابية للشهيد عبان رمضان". وفيما يتعلق بالسلبيات، رأى المحاضر أنه يجب عدم السقوط في الجزئيات والأحداث الهامشية لأنها ستؤدي إلى متاهات. كما اعاب على المؤلف ذكره للتكتلات في الثورة لأنها ببساطة كانت تظهر لتختفي او تتغير ولم تعطل مسيرة الثورة، ولم تكن تسعى إلى السلطة كما اشار المؤرخون الفرنسيون وحتى محمد حربي، باعتبار أن الثورة لم تكن لها سلطة، بل كان بها مسؤوليات تهدف كلها إلى خدمة الثورة. الدكتور إحدادن طلب من محمد عباس توضيح معنى العنوان "نصر بلا ثمن". في رده أشار محمد عباس إلى أن كتابه فيه تعريف للثورة من مرحلة الفكرة إلى مرحلة النصر، وكيف ان الجزائريين كانوا أصحاب المبادرة والنصر من خلال تضحياتهم، كما أن الكتاب يعتمد فقط على الرواية الجزائرية (كمصدر)، وتم التركيز على مؤتمر الصومام لأهميته في مسار التحولات الكبرى سياسيا وعسكريا ودبلوماسيا، كما أن إعلان الجمهورية الجزائرية عن الاستقلال سبب حرجا لديغول، لتبدأ معركة أخرى... الكتاب رصد معجزات الثورة وخصص فصلا عن عدد الشهداء. أما عنوان الكتاب "نصر بلا ثمن"، فرأى المؤلف أن لكل نصر ثمن والثورة كان لها الثمن الذي دفعته.