انتقد أمس الدكتور زهير احدادن بعض الكتابات غير الموضوعية عن تاريخ الثورة الجزائرية خاصة تلك التي قام بها كتاب من الضفة الاخرى أمثال منيي، ستورا أو حربي.. معتبرا اياها فاسدة ومفسدة وتطعن في شرعية جبهة التحرير الوطني التي قادت النضال الى غاية استرجاع الاستقلال. واعتبر احدادن أن ثورة التحرير الجزائرية لم تنل حقها في الكتابة وان المعنى الدقيق لكلمة التاريخ تعني نقل الحدث كما جرى خلال مدة معينة وهو ما يعني أن تاريخ الثورة كان ينبغي نقله كما حدث من تاريخ اندلاعها في 1954 الى غاية 1962 أي الاستقلال. وأوضح الدكتور أن الجزائر تفتقد كثيرا الى كتاب عملوا بهذه الكيفية وما هو موجود حاليا من كتابات حول الثورة لايعدو أن يكون مجرد جزئيات لكن من كتبوا عن تاريخ الثورة هم فرنسيون بالدرجة الأولى أو حربي أو ستورا ولم يكن هدفهم القاء الضوء على مرحلة حاسمة في تاريخ النضال الطويل للشعب الجزائري انما فعلوا ذلك للإساءة الى جبهة التحرير الوطني التي قامت بالثورة ، حيث كان القصد الأساسي إبراز المساويء والأخطاء الموجودة فعلا والتي لاتخلو منها أية ثورة في العالم وكان هدفهم الاخير بأنها من أعظم الثورات. وردا على هذه الكتابات المغرضة لتاريخ ثورتنا قال احدادن أنه إذا كانت هذه الاخيرة مليئة بالمساوىء والأخطاء فكيف نجحت اذن في استرجاع السيادة المسلوبة منذ قرن وثلاثين سنة، وكيف استطاعت لم شمل الفرقاء والتفاف الشعب كله حولها لبلوغ الاهداف السامية التي تضمنها بيان أول نوفمبر. ومن جهة أخرى أبدى المحاضر تأسفه لأن بعض الكتابات حول تاريخ الجزائر استمدت من بعض المراجع الأجنبية معطيا مثالا حول الشيخ محمد مبارك الميلي الذي ترجم للفرنسيين وهذا ما أعتبره الدكتور احدادن خطأ جسيما، وشيء لايحمد عقباه على حد قوله، وذهب المحاضر الى أبعد من ذلك عندما عاد الى حقبة بداية احتلال الجزائر واستيلاء فرنسا على جميع الكتب التي كانت موجودة آنذاك لتحريف تاريخ الجزائر على الجزائريين من خلال بعض المؤرخين الذين حرصوا على أن يبينوا أن الجزائر لم تكن أبدا لا أمة ولا وطن وأن هذه الاخيرة كانت دائما مطية للاحتلال الأجنبي من الفينيقيين والبيزنطيين والرومان والعرب وأخيرا من الفرنسيين لكن احدادن يرى أن تاريخ الجزائر لم يكن عبارة عن احتلالات متتالية أو مقارمة لهذه الاحتلالات بل أن ما عاشته في ظل الاحتلال لايتعدى اربعة قرون، وما هي أربعة قرون أمام 7000 سنة وهو تاريخ الجزائر القديم والذي بدأ قبل الفراعنة أي ب 5000 سنة قبل المسيح يتساءل الدكتور الذي رفض بشدة وصف المؤرخين لتاريخ الجزائر بأنه كان عبارة عن مقاومة، كما رفض أن يطلق على المرحلة التي أعقبت غزو الجزائر ذات سنة 1830 من قبل الجيوش الفرنسية بتاريخ الاحتلال ولكن تاريخ الحرب ضد فرنسا والتي كانت عبارة عن حرب أشعلها الشعب الجزائري في وجه فرنسا لما أعتدت على الجزائر وسلبتها سيادتها. هي إذن أخطاء لابد من تفاديها يؤكد على ذلك المفكر والاستاذ والمجاهد والباحث احدادن بإلحاح شديد عند كتابة تاريخ الجزائر وخاصة مقاومته للاحتلال والثورة التحريرية، لانه يعتبر أن تاريخ الجزائر عميق ويمتد لآلاف السنين ومناهضته للاحتلال بدأت في 1830 ولم تتوقف الا بعد استرجاع الاستقلال وسط السيادة على الوطن.